لا عصام لك‮.. ‬إلا أفقك الرحب

محمد القعود


محمد القعود –

‮•‮ ‬لا عاصم لك اليوم‮ ‬إلا صمتك المحفوف بروعة المدى‮..‬
لا عاصم لك اليوم إلا نبلك العتيق‮ ‬وتحليقك الشاهق العميق في‮ ‬سماء الرؤى والفصول المدعودة بالمسرة والابتهاج‮..‬
ففي‮ ‬زمن‮ ‬مدجج‮ ‬بالقبح والانحطاط وزهو الكراهية بتبرجها‮ ‬وعربدة العبث‮ ‬وتطاول التفاهة‮ ‬وتشدق الخساسة‮ ‬وغرور الزيف‮ ‬وانكسار القيم‮ ‬ستجد أنك تمشي‮ ‬بين‮ ‬غرباء‮ ‬وتستمع إلى لغة‮ ‬يتنازعها الخواء‮ ‬وترى وجوها‮ ‬أكلها جدري‮ ‬الحقد والبغض‮ ‬وسود دواخل نفوسها فقرها المدقع من المبادئ والقيم والانتماء‮.‬
‮• ‬لا عاصم لك اليوم إلا صمتك النبيل‮.. ‬ورؤاك المحتشدة بالمحبة‮ ‬وأصالتك العصية على التلاشي‮ ‬في‮ ‬هوجة الغبار المتبختر بأوهامه الذاوية‮ ‬ورماده الذاهب إلى اللاشيء‮..‬
لا عاصم لك اليوم إلا روعة أعماقك‮..‬
فلا تسرف في‮ ‬حسن ظنك بقادم الأيام‮ ‬وما ستحمله من إشراقات ولا تتكئ على مواعيد في‮ ‬جعبة الفراغ‮ ‬ولا تتعب بمد‮ ‬يديك لاحتضان وهم‮ ‬بعيد‮ ‬ولا تمني‮ ‬نفسك بنزهة مع وردة تتخفى خلف خجلها‮ ‬ولا تطمئن إلى ومضة سيف معانيك في‮ ‬لحظة مباغتة للبوح‮ ‬ولا تتشهى أن‮ ‬ينهل فمك من‮ ‬ينبوع قبلة تشاغب ظمئك المكابر‮ ‬ولا تحلم بإغفاءة‮ ‬لذيذة بين أحضان نجمة‮ ‬تتلألأ دهشة وسحرا‮ ‬لا‮ ‬يقاوم‮..!!‬
ولا تبذر لحظاتك في‮ ‬الإصغاء إلى شعارات التفاهة‮ ‬والزيف المقنع بالأهداف السامية‮.. ‬ولا تصدق ملامح الوجوه الملمعة بطلاء الوطنية وسعادة البشرية‮..‬
• لا عاصم لك اليوم إلا صمتك الممعن في‮ ‬شروده الذهبي‮ ‬فالهراء والهباء والسراب والرماد عناوين عريضة للأيام القادمة لكساحها والمراحل الآتية برخاوتها وتفاهتها وصخب فراغها ووجوهها النكرة والنكيرة‮ ‬والخبيرة بإشعال الحرائق وترويج الفتنة والإنانية كمنتج جديد‮ ‬ومشاع‮ ‬لكل البسطاء‮..!!‬
‮• ‬لا عاصم لك اليوم إلا أفقك الواسع العميق‮..‬
فامتشق حضورك البهي‮ ‬واحرث هذا الجدب واليباب وامطر أمانيك شهقة مضيئة تلثم شوق الأرض التي‮ ‬تنتظر مصافحة عشقها الكبير‮.‬

قد يعجبك ايضا