الانترنت وجرائم الانتحال
صولان صالح الصولاني
صولان صالح الصولاني –
أن تفاجأ هذه الأيام باسمك الكامل وقد ربما صورتك الشخصية معا يتصدران بأحد مواقع الانترنت صفحة كاملة من التصريحات الرنانة الناطقة باسمك ونيابة عنك كفرا بواحا أو كلاما جارحا لا يقبله عقل ولا منطق ضد أحد المقربين من حولك أو من تربطك بهم علاقة عمل كزملاء مهنة مثلا أو ما شابه ذلك وأنت لا تعلم عن ذلك شيئا قبل أن يأتيك اللوم والعتاب شفهيا على ما بدر منك من تصريحات وكلام جارح ضد فلان أو علان على صفحتك المعنونة باسمك ورقم ايميلك “المزيف” التي تقبع بأحد مواقع الانترنت وأنت منها ومما ورد فيها ومما يدور في فلك مواقع الانترنت عامة براء براءة الذئب من دم ابن يعقوب… فذلك ليس مستبعدا حدوثه بعصرنا الراهن في عالم الانترنت نظرا لظهور ثلة قليلة من المتطفلين وقراصنة الانترنت مؤخرا الذين لا يدلون لك من خلال أفعالهم وتصرفاتهم القبيحة والمنكرة التي بدأوا يمارسونها عيانا بيانا عبر الانترنت إلا على أنهم باتوا أكثر من ينطبق عليهم القول “وإذا دخلوا قرية أفسدوها” ولكونهم يعانون نقصا في التربية وقلة الأخلاق منذ نعومة أظافرهم لم يتوانوا قط في نشر فسادهم الأخلاقي والقيمي والديني الذي جبلوا عليه في أوساط مجتمعاتهم التي يعدون عبئا ثقيلا عليها من خلال تصرفاتهم وتعاملاتهم اليومية مع من حولهم من الناس أبوا هذه المرة إلا أن يواكبوا بتصرفاتهم وممارساتهم السيئة واللا أخلاقية التي يكتوي بنيرانها الآخرون من أفراد المجتمع الأبرياء كل جديد وحديث في عالم التكنولوجيا من خلال إقحامهم لها والتعامل بها عبر الانترنت.
الكل يعلم أنه بظهور عالم الانترنت ظهرت شتى أنواع الفيروسات التي بتسربها إلى عقل أي جهاز كمبيوتر أو لابتوب تضرب الذاكرة فيه وتصيبها في مقتل وقد ربما تشل حركة الجهاز دون أن ترى بالعين المجردة كما لا يجهل أحد من بني البشر- أيضا- حقيقة وجود الجن منذ أن خلق الله أبانا آدم وأمنا حواء عليهما السلام والذي بتسرب أحد شياطين الجن وتسلطه على عقل أي إنسان يصيبه حتما إما بمس شيطاني أو جنون عقلي نصفيا أو كليا دون أن يرى كذلك بالعين المجردة ولا حتى باستخدام أجهزة الميكروسكوب.. لكن ما يبعث على الحسرة والألم والاستغراب والاشمئزاز – في آن معا – أن يوجد من بين ظهرانينا ومن أوساطنا فجأة شياطين وقراصنة ومتطفلون وفيروسات بشرية يمارسون عبر مواقع الانترنت أشد الانتهاكات وأقبحها فداحة بحق الآخرين من انتحال شخصي وسب وشتم ونفاق ورياء ودجل وزيف وتضليل و… الخ دون أن يردعهم في ذلك أي وازع ديني أو ضمير إنساني أو قيمي.
وفي الأخير نقول لأمثال هؤلاء القلة القليلة الذين لا يشكلون رقما يذكر إزاء العدد والكم الهائل من الشباب الطامحين والمتنورين الذين باتوا يتعاملون اليوم بلغة العصر “الانترنت” وهدفهم في ذلك لا يتعدى الاستفادة من جل الخدمات المتاحة والمتوفرة فيه: “انكم بأفعالكم وممارساتكم اللا أخلاقية القبيحة عبر مواقع الانترنت لا تجنون لأنفسكم من ورائها سوى سيل من الشتائم واللعن من قبل كل الناس إلى جانب الخزي والعار الذي سيظل يلازمكم حتى في مناماتكم كما أن هذه الأفعال والممارسات السلبية لا تدل إلا على مدى ما أصابكم من فشل ذريع في حياتكم.