اليمن بين النائحين والمانحين!!

حمـود البخـيتـي

 - لابد في البداية من التأكيد على أننا في اليمن قد اصبحنا عبئا على بلادنا وليست هي العبء علينا..فكل من يعرف اليمن يدرك تمام الادراك أن البلد حبلى بالثروات الباطنية وال
حمـود البخـيتـي –
لابد في البداية من التأكيد على أننا في اليمن قد اصبحنا عبئا على بلادنا وليست هي العبء علينا..فكل من يعرف اليمن يدرك تمام الادراك أن البلد حبلى بالثروات الباطنية والظاهرية..البرية والبحرية وأيضا أهم الثروات وهي الثروة البشرية.
ولم نكتف في اليمن بهدر الامكانيات الطبيعية والبشرية بل تحولنا إلى بلد طارد للاستثمارات بكافة انواعها وطارد لمبدعيها وعقولها المتميزة.
من حيث ندري ولا ندري قدمنا اليمن على انها بلد فاشل يأتي في ادنى سلم التنمية البشرية ومن الدول الاقل فقرا والأكثر جهلا والأشد مرضا.
وهي ليست كذلك لكنها ابتليت بتولي فقراء العقول وبدمني شهوة السلطة وبقليلي الحكمة والأقل تعليما وثقافتا ليتبوأوا أعلى مراتب الحكم..وفي المقابل كان التقليل من شأن وقدرات هذا البلد الذي قال عنه أصدق القائلين رب العزة والجلال”بلدة طيبة ورب غفور”صدق الله العظيم.
المحزن والمبكى والمفجع أننا بالأمس واليوم وربما غدا نتسول باسم اليمن وهي براء من ذلك براءة الذئب من دم ابن يعقوب..فلم ولن تكون اليمن فقيرة إلا نتيجة فقر الأدمغة التي تقودنا وليست اليمن بائسة بالصورة التي يروج لها إلا نتاج للتسويق السيئ التي يسوق لها..او لأنه يراد لها ذلك بفعل فاعل أو لأن المخرج عايز كده.
المذهل في الأمر اننا لم نتوقف عند التسويق السيئ لليمن ولا عند طرق الاستجداء المهينه بل ذهبنا إلى ماهو أبعد من ذلك عن طريق الابتذال مرة والتهديد والوعيد مرة أخرى..في السابق كنا نهدد بأن اليمن – لاحظ اليمن- ستتحول إلى صومال آخر ان لم يتدخل الأشقاء والأصدقاء لإنقاذنا وللأسف تم استخدام هذا الابتزاز ولا أقول التهديد لأن الضعيف لا يهدد..أكثر من مرة وحاليا تعاد تلك الاستفزازات لليمنيين قبل الآخرين حين يعاد ذلك على أعلى من الحكمة ان يعرف كل منا حجمه ووزنه.. وان مايجري هو نتاج مصالح ومخاوف أمنية لا تستدعي ان نوظفها كفزاعة للآخرين..وقبل هذا وذاك ماذا قدمنا نحن لبلادنا حتى نستجدي الآخرين¿
وهل توفرت فينا الإرادة والإدارة لوقف نزيف مواردنا الوطنية¿
اللجوء إلى الأساليب الاخرى لا يجب ان تتبع إلا اذا أدينا ماعلينا ولم يصبح أمامنا غير طرق الأبواب الشقيقة والصديقة تحت شعار”مجبرا أخاك لا بطل”.
من يظن ان الآخرين أغبياء فهو الغبي..ومن لايستطيع ملئ مكانه وخدمة بلاده فعليه ان يرتاح ويريح..فليس من المقبول اهدار امكانيات اليمن في الداخل والتسول بها والإساءة اليها في الخارج.
وتزيد مرارتنا عندما نسمع من الآخرين التذكير بفشل من يعتقدون انهم جهابذة في كل المواقع ولم يتعلموا “رحم الله امراء عرف قدر نفسه”.
لكننا شئنا أم أبينا قد بليننا في اليمن بمن يضعون اليمن في جيوبهم وليس في قلوبهم.

ماهي الحقائق¿!!
الحقيقة الواضحة أننا لانعاني من نقص الموارد ولا من كوننا في بلد فقير لكن ماذا يفعل العاجز اذا اعتلى العرش¿
والحقيقة أيضا اننا لانعاني من قل المساعدات والقروض والمنح لكننا نعاني من تدني القدرة الاستيعابية للحكومة الحالية وعدم قدرتها على الاستفادة من المساعدات الخارجية حيث لم تختلف عن القدرة الاستيعابية للحكومة السابقة وهذا ماقيل بالفعل لحكومتنا قبل مؤتمر الرياض ولهذا قالوا أن مؤتمر الرياض سيكون مع خبراء من قبل دولهم للنظر في ما إذا كان لحكومتنا رؤية تنموية واضحة لاستيعاب المساعدات الخارجية.

شاهد من أهلها:
لو عدنا إلى تقارير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ووزارة التخطيط لوجدنا عيانا بيانا انه ليس لدينا قدرة على استيعاب هذه المساعدات والقروض والمنح.
وقد سبق لى ان اطلعت على تقرير يوضح ان هناك هبات وتبرعات انتهى موعد أجلها ولم يتم الاستفادة منها..بالبلدي اعطيك لتنفق على التنمية في بلادك فتظل حبيسة ادراجك حتى ينتهي أجلها.
ما هذه الجريمة في حق العباد والبلاد¿!!
ولماذا السكوت¿!!

الخلاصة:
اليمن ليست قطعة أرض شخصية تقع تحت تصرف وملكية فرد أو افراد ان شاءوا استثمروها وإن شاءوا تركوها بور.
فلا انتم اطعمتمونا ولا انتم تركتمونا نأكل من خشاش الأرض.

قد يعجبك ايضا