حصن السامعي!
عبد الرحمن بجاش
عبد الرحمن بجاش –
عدت اللحظة من الحصن (5,30 مساء) كنت والأستاذ فيصل سعيد فارع الذي أتى زائرا فدعوته لزيارته لأشهده على الصديق وزير الأشغال مهندس عمر الكرشمي الذي وعد ولم أر لوعده أثرا! فقد كتبت حتى بح صوتي ولم يبح قلمي مناديا وأن تبدو عيناي متعبتين اللحظة فقد عادت الكهرباء لدقائق وغابت وها أنا ابحث عن أحرفي (بوزواز تبقى للنظر)!.
غير بليغ السامعي الذي يستقبلك أعلى الحصن لا يوجد أحد يفاجئك بسامعيته فللوهلة الأولى والثانية تسمعه فتخاطبه على أنه بوسي! بلهجته البوسية المميزة, ثم تفاجأ به (أنا من تعز)! وماذا تفعل هنا¿ – اسكن واحدة من البيوت أنا وأولادي قلت في سري وقد عاد يهدر من حق البلاد ( الله ما أحسنك بلهجة مطلع) .
ليست القضية هنا القضية أو المسألة أو الحكاية ملخصها الإهمال الذي يضرب باطنابه في عقل الإنسان!, فبليغ قد تحول إلى دليل سياحي وباقتدار يشرح لك مكونات الحصن الحميري وبتفصيل ممل وكأنه مولود بداخله حين ردد أكثر من مرة ( بنك التسليف ) ظننت انه يقصد البنك إياه لكن حصن بليغ تبين انه قصد به ما يشبه السمسرة حيث قسم ما بداخلها إلى مربعات تسكب إليها الحبوب ليأتي الناس ويقترضوا – تمنيت أن اعرض هنا صورا يقول بليغ : هناك مسكن العيلوم طبعا على رأس سلسلة من البيوت كانت ليهود يمنيين غادروا على بساط الريح تحرص سيارات عليها أرقام هيئات دبلوماسية على زيارة المكان أسبوعيا تقريبا! لكن السيارات التي تحمل أرقام حكومي لا تقترب من المكان كله! ربما بسبب الشياطين واجزم أن وزيري السياحة والثقافة لا يعرفان هذا الحصن الذي ساسميه من اليوم (حصن السامعي) فبليغ هو المهتم أكثر من ذلك الذي بدأ يبني سورا دائريا على الشرفة المقابلة ليحرم الناس من الإطلالة نهائيا! طبعا لا محافظة صنعاء ولا أمانة العاصمة تبديان حتى مجرد اعتراض وفي مناسبة طوعية للزميل محمد الخامري يبدو أنها لن ترى النور حين طلب الإشارة إلى أسماء لتنال اهتمام المبادرة وبحضور الأمين أصررت على أن أضع اسم الحصن الآن سأدخل في المحظور وأقول (أنا من تعز ما دخل أمي بحصن بيت بوس) لكن صدقوني فلن استطيع خاصة وأنا اكتب هذا على ضوء (الليت) استضيء به حروف لوحة الجهاز الآن أقول وبشهادة مدير عام مؤسسة السعيد للثقافة والعلوم أنني فعلت كل ما علي بقي أن يفي المهندس الكرشمي بجمعية وعدني بها شخصيا من أهل بيت بوس تكون مهمتها الحفاظ على الحصن وإلا فقد أحنا على السامعي البوسي بليغ أخرج!, أنا متأكد أن هذا العمود ستذروه الرياح كما كانت ستذرو المنطقة كلها فلا يزال الحجز بأعمدة حديدية بيضاء بادية للعيان إلى الآن فقد كان حمران العيون سيحجزون المنطقة كلها والآن نخاف من سود العيون أو بيضها لا فرق .. فالنهابة موجودون ومتوفرون في كل زمان ومكان وبكميات تجارية! واللهم إني بلغت يا بليغ.