لبنان /بيروت –
دعا الرئيس اللبناني ميشال سيلمان¡ أمس¡ الفرقاء السياسيين اللبنانيين إلى وقف التدخل في الأزمة السورية المندلعة منذ أكثر من عامين وحصدت أرواح مئة ألف قتيل. ويأتي تصريح سليمان بعد يوم من تفجير هائل هز الضاحية الجنوبية لبيروت¡ التي تعد معقلا رئيسيا لحزب الله الشيعي¡ الذي يقاتل إلى جانب قوات الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا.
ويخشى سياسيون ومراقبون من تحول العدوى السورية إلى الداخل اللبناني على خلفية المشاركة القوية للحزب المدعوم بقوة من إيران ونظام الأسد¡ حيث تتهم القوى السياسية المحلية حزب الله بوضع العراقيل أمام استحقاقات تشكيل حكومة جديدة في البلاد.
وعاش لبنان على وقع اشتباكات دامية في يونيو الماضي بين الجيش اللبناني وأنصار الشيخ السني أحمد الأسير¡ الذي أعلن الجهاد في سوريا ردا على مشاركة حزب الله القتالية إلى جانب نظام الأسد.
ويقول مراقبون إن الدعوات المتتالية للرئيس اللبناني الهدف منها حث الأطراف على أن التمادي في الخطابات السياسية من شأنه تعميق هوة الخلافات والمشاحنات.
وتعد الأزمة المندلعة في الجارة سوريا¡ المنطلق الرئيس لأي اشتباكات قد تنتج بين الخصوم السياسيين في لبنان. حيث ينقسم اللبنانيون بين مؤيد ومعارض للنظام السوري. وأكد الرئيس اللبناني¡ في بيان¡ على أهمية وقف التدخل في الأزمة السورية «لأنه ثبت أن لا مصلحة للبنان في ذلك»¡ مشددا على أهمية التطلع إلى الشراكة الحقيقية في الداخل التي من دونها لا وجود للبنان. وطالب سليمان «بعدم تقديم لبنان فدية على مذبح ديمقراطية الآخرين خصوصا وأنه دفع وضحى بالكثير على مدى عقود للحفاظ على ديمقراطيته وثقافته التي ميزته عن محيطه طوال هذه الفترة».
وأشار البيان إلى أن سليمان أبدى «أمله في أن ينكب المجلس النيابي على إعداد قانون جديد للانتخابات النيابية وإجراء الانتخاب على أساسه». وجدد سليمان بحسب البيان دعوته إلى الالتزام بـ»إعلان بعبدا». ومن جهتها¡ قالت الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار إنها تستنكر جريمة التفجير في منطقة بئر العبد في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقالت قوى 14 ¡ أمس¡ إنه «لطالما حذرنا منذ أشهر من عواقب تدخل حزب الله في الأزمة السورية¡ التي ستطال الجميع من دون استثناء.. مما أنتج أزمات متنقلة تشكل خطوة إضافية في اتجاه انهيار البيت اللبناني على رؤوس الجميع من دون تفرقة».
وأكدت القوى اللبنانية المتحالفة أن الحل للأزمة السياسية العاصفة في البلاد «يكمن في العودة إلى الدولة ومؤسساتها بشروط الدولة وليس بشروط حزب أو طائفة».
وقالت 14 آذار إن «المذكرة التي قدمها نوابها إلى رئيس الجمهورية¡ التي تتضمن بند نشر الجيش اللبناني على طول الحدود اللبنانية السورية بمؤازرة القوات الدولية عملا بالقرار 1701 وانسحاب حزب الله من القتال الدائر في سوريا¡ تشكل مدخلا لوضع حد للفلتان الأمني…».
لكنها أكدت على أن «السلام في لبنان يتطلب تسليم كل السلاح غير الشرعي إلى الدولة عملا باتفاق الطائف والقرار 1559».
Prev Post