خطورة الانقلاب على إرادة الشعوب
باسم الشعبي
باسم الشعبي –
منذ الوهلة الأولى لبزوغ فجر الربيع العربي شعرت كثير من الدول لاسيما الغربية منها أن مصالحها في المنطقة سوف تتضرر بصعود أحزاب وحركات جديدة إلى الحكم من وسط الشعب كما أحست أنظمة عتيقة في المنطقة بنفس الخطورة خوفا من تصدير الثورات إليها وهي إذ عجزت عن إيقاف مد الربيع العربي حينما انطلق ظلت تخطط في كيفية احتوائه أو إفشاله أو إسقاط حكوماته وهذا ما حدث في الحالة المصرية.
لقد التقت مخاوف هذه الدول ومصالحها دفعة واحدة للنيل من ثورات الربيع وإعاقة أي تقدم يمكن أن تحققه حكوماته في محاولة لإبقاء النظام القديم أو إعادة إنتاج أنظمة موالية تشبه أنظمة الخنوع والاستسلام التي قامت عليها الثورات.
الانقلاب على الأنظمة الديمقراطية التي جاءت بها صناديق الاقتراع لأول مرة في انتخابات نزيهة أعقبت ثورات شعبية سوف يدفع إلى المزيد من التوتر فالحالة المصرية هي أبدع حالة سياسية وديمقراطية شهدها العالم العربي والانقلاب عليها يعد انحيازا كبيرا لمصلحة قوى أخرى تناصب المشروع الإسلامي العداء الذي لم تتح أمامه الفرصة لإثبات وجوده.
لاشك إن تجربة الإخوان المسلمين في الحكم ما تزال طرية ولا يمكن الحكم عليها من خلال الفترة الماضية التي لم تتجاوز العام وإن كانت هناك بعض الأخطاء والتجاوزات فذلك يعود إلى حداثة التجربة إذ كان على الإخوان الانفتاح على القوى الأخرى لاسيما التي شاركت في ثورة 25يناير ولا يعني عدم حدوث ذلك خلال الفترة القصيرة الذهاب إلى إسقاط نظام الحكم الديمقراطي لأن المستفيد من ذلك هي قوى الثورة المضادة بقيادة النظام القديم وجميع أركانه التي ما تزال قائمة ولم تسقط.
يتوقع كثيرون أن يقود البيان الذي أصدره الجيش المصري بعزل مرسي إلى حالة من السخط واستمرار الاحتجاجات داخل مصر من قبل جماعة الإخوان التي تحظى بشعبية كبيرة على أن ما حدث سوف ينسحب على دول عربية عدة لاسيما دول الربيع العربي وعلى الحركات والأحزاب الإسلامية التي عليها توخي الحذر وإقامة علاقات جديدة مع مكونات المجتمع المختلفة في الداخل ومع مكونات اللعبة السياسية الدولية خارجيا.
يبدو انه على الإخوان استيعاب المرحلة وأن الربيع العربي ليس حكرا عليهم كما على القوى الأخرى استيعاب بعضها بعضا والحفاظ على المكتسبات الثورية والشعبية وعلى القوى الخارجية احترام إرادة الشعوب وان الانقلاب على الربيع العربي يعني حالة من الفوضى وعدم الاستقرار.