في ذكرى استشهاد “سالمين”
حسين محمد ناصر
حسين محمد ناصر –
> تمر علينا بعد يومين الذكرى “35” لاستشهاد الرئىس القائد سالم ربيع علي “سالمين” البطل الكبير صاحب أكبر شعبية في البلاد والذي عرفه الناس بتواضعه الشديد إلى درجة الذوبان وسط شعبه وهو الرئىس الذي قال عنه أحد القادة الفلسطينيين أنه الرجل الذي يعرف كل شبر في أرضه فلا يكاد هناك تربة أو جبل إلا وزارها أثناء وقبل رئاسته للشطر الجنوبي.
كنت الأسبوع الماضي في أحد فنادق العاصمة ووجدت هناك الكثير من نزلاء الفندق ممن عرفوا “سالمين”: أناس بسطاء جاؤوا لمتابعة قضايا عمل خاصة ومن بينهم شخص يدعى “جلال محمد جامع” يعمل في الرئاسة:
قال: لن تصدق قصتي مع المناضل الزعيم “سالمين”: لقد كان عمري آنذاك “14” عاما أعيش مع والدي العاجز عن الحركة ووالدتي وأخوتي الصغار! ولما اشتد حاجة الأسرة قررت الخروج من المدرسة والالتحاق بأي عمل يدر على الأسرة دخلا شهريا لمواجهة الظروف!!
هكذا قررت ولكن كيف استطيع الالتحاق بالعمل وأنا بهذا العمر¿! ومن ذا الذي سيتجرأ على تشغيلي فالسائد آنذاك أن طفلا بعمري ينبغي أن يكون بالمدرسة ولا يخرج منها!!
وفي أحد الأيام وبينما كنت مارا قرب أحواض السفن عدن إذا بي أرى سيارة صغيرة وخلفها سيارة بها مجموعة من الجنود “حراسة” اقتربت من المكان فعرفت أن “سالمين” هو من كان فيها!!
اقترتب من سيارته الصغيرة حتى لحظة خروجه متجها إليها وأقسم لكم أنني “طلعت” فوق مقدمة سيارته وأنا اصرخ أريد عملا يا سالمين!! وفي هذا اللحظة كان هناك طفل آخر يقترب مني ويردد مثلي: هو الآخر: أريد عملا يا سالمين اقترب منا الرئىس وبدأ يسألنا عن الأسباب التي دفعتنا لطلب العمل ولماذا لا نواصل الدراسة فشرحنا له الأسباب لكنه لم يقتنع بحديث كل منا وقال:
هل أسركم على علم بالموضوع¿!
اجنباه: نعم
قال: إذن فليأت أبواكم إلى عندي في الرئاسة غدا: الساعة 8 صباحا.
قلت له: والدي “مكسر” لا يستطيع!
قال: فلتأت والدتك.
وطلب من الشاب الآخر أن يحضر والده كذلك في نفس الموعد.
في اليوم التالي وفي نفس الوقت الذي حدده وهو الساعة 8 صباحا كنت أنا ووالدتي والشاب ووالده عند بوابة الرئاسة وبعد 5 دقائق فقط جاء أحد الضباط وبيده ورقة