الامتحانات العامة.. أسلوب جديد وتطوير مستمر
د. عبدالله الحامدي
د. عبدالله الحامدي –
مع انطلاق موعد امتحانات الثانوية العامة يستعد أبناء المجتمع اليمني بكافة أطيافه لاستقبال هذا الحدث الوطني الهام الذي يحتل أهمية بالغة كونه يجسد حصاد مرحلة دراسية استمرت على مدى اثنتي عشرة سنة دراسية ومنعطفا هاما في حياة أبنائنا الطلاب والطالبات مستقبلا.
هذا الماراثون التربوي السنوي الذي انطلقت صافرته صباح اليوم يمثل أول أيام الحصاد التي يجني فيها المجتهد المجد ثمرة كده وكدحه ويضع قدمه في مرحلة أخرى من مراحل العطاء العلمي والعملي ويحدد وجهته العلمية والمهنية والوظيفية خدمة لدينه ووطنه وأمته فنحن أمام تظاهرة تعليمية تربوية يشارك فيها ما يربو عن نصف مليون طالب وطالبة موزعين على أكثر من 4674 من المراكز الامتحانية المنتشرة في كافة مناطق الجمهورية.
استعدادات وزارة التربية والتعليم بكل قطاعاتها وأجهزتها المختلفة بدأت منذ وقت مبكر لاستقبال هذا اليوم الذي يمثل ثمرة حصاد عام دراسي كامل من العمل المتواصل والهادف إلى إنجاح العملية التعليمية والتربوية بكل مكوناتها وبما يضمن سيرها بشكل سليم فقد بدأت الاستعدادات منذ اليوم الأول للعام الدراسي حيث عقدت اللجنة العليا للامتحانات عددا من اللقاءات مع المعنيين في مكاتب التربية والتعليم بالمحافظات لإطلاعهم على جوانب القصور والضعف التي رافقت سير الامتحانات للأعوام الماضية وللتأكيد على ضرورة الالتزام بآلية الامتحانات ولتدارس مستجدات لوائح وأنظمة الامتحانات والعمل بموجبها وتشكيل اللجان المنظمة لأعمال الامتحانات وتدريبها على العمل وفق جداول المواصفات والنماذج الإرشادية في مجال بناء الاختبارات التحصيلية تحقيقا للمصلحة التربوية والتعليمية وصالح أبنائنا الطلاب وبما يضمن تكافؤ الفرص في التحصيل العلمي وتوزيع المهام والمسؤوليات تجنبا لأي تهاون أو تقصير قد يعيق أو يشوه سير أعمال هذه الامتحانات إلى جانب توفير مستلزماتها للمدارس وشحذ الهمم وتكاتف الجهود وتسخير الإمكانيات لتوفير الأجواء المناسبة لأبنائنا الطلاب خلال أيام الامتحانات.
ولا شك أن المجتمع بكافة شرائحه أصبح مدركا للأهمية التي تمثلها الامتحانات في حياة أبنائنا الطلاب ويتمثل ذلك بتوفير الأجواء الهادئة والمناخات الملائمة للتحصيل الدراسي وتشجيعهم على الجد والمثابرة وبذل المزيد من الجهود في هذه المرحلة الحاسمة التي ستعمل على رسم ملامح المستقبل وتحديد أشكال التعليم اللاحق أو الانخراط في أسواق عمل تنافس على استقطاب الأفضل وهو ما يقودنا إلى مراجعة كافة مدخلات العملية التعليمية والتربوية للحصول على أفضل المخرجات وهو ما يعني تجويد وتحسين نوعية التعليم.
فالامتحانات التي تمثل نقطة تقييم مستوى العملية التعليمية والتربوية تمثل لنا وقفة جادة للاطلاع على مستوى الأداء المؤسسي طوال عام دراسي كامل وفرصة لمراجعة ما تم إنجازه من الخطط والبرامج المرسومة التي تلامس كافة مكونات العملية التعليمية والتي تشمل الطالب والمعلم والكتاب المدرسي والمنهج الدراسي وغيرها وكذا الوقوف على جوانب القصور والضعف ومراجعة مستوى ما تحقق وما لم يتحقق بهدف الوصول إلى مرحلة يتم من خلالها تجاوز كافة السلبيات والمعوقات وتطوير آليات العمل الميداني وبما يحقق جودة التعليم وتحسين مخرجاته.
وبرغم الصعوبات التي مررنا بها في الأعوام الماضية والتحديات التي نواجهها في كل عام إلا أننا وبفضل الله ندرك أننا قد وفقنا في الإعداد والتحضير للامتحانات العامة ومنذ وقت مبكر تجنبا للوقوع في ذات الصعوبات والأخطاء والسلبيات التي ترافق سير العملية الامتحانية في كل عام فقد استكملت الوزارة فحص وثائق المتقدمين للاختبارات للشهادتين الأساسية والثانوية مع بداية العام لعدد 557100 طالب وطالبة ثبت أن 1400 طالب منهم لم يستوفوا وثائقهم وبالتالي لم يمنحوا أرقام جلوس بالإضافة إلى 2300 طالب لم يقوموا بايصال صورهم وبالتالي حرموا من الحصول على أرقام الجلوس الجديدة التي تم تصميمها بشكل بطاقة ممغنطة تحمل صورة الشخص المتقدم للامتحان ولا تسمح بالتزوير أو التعديل أو التبديل تجنبا لأي عمليات تزوير أو انتحال شخصيات تتكرر سنويا.
وللحد من ظاهرة الغش التي رافقت العملية الامتحانية خلال الأعوام الماضية أقرت اللجنة العليا للامتحانات تصميم 4 نماذج للامتحانات يتم توزيعها داخل قاعة الامتحان بطريقة لا تسمح بالغش أو التسريب خاصة أن الأسئلة والإجابات ستكون في دفتر واحد مع مراعاة الوزن النسبي المتكافئ لكل نموذج كما اتخذت الوزارة وبالتعاون مع الجهات الأمنية إجراءات مشددة لمنع التجمهرات ومنع دخول أي شخص إلى المراكز الامتحانية باعتب