سفراء الحوار..!!
عبدالله الصعفاني

مقالة

عبدالله الصعفاني –

مقالة
رافعون شعار : المسافر «طائر» والجالس «حجر» يجهöز أعضاء مؤتمر الحوار أنفسهم للنزول الميداني إلى المحافظات مغادرين قاعات الفندق وبهوه وأروقته.
> وعلى مسافة غير بعيدة عنهم ينخرط سفراء الحوار من الشباب وكبار الشخصيات العلمية والثقافية في دورة معارف وتأهيل لتوعية الناس بفضيلة الحوار وآليات ومفاهيم الحوار الوطني.
> ومن كل ربوة وجبل وسهل تشرئب الأعناق وتهفو النفوس إلى يوم قريب نتجاوز فيه مربع إطفاء الحرائق ووقف نزيف المواجهات الدموية هنا وهناك إلى منع اشتعال أي حرائق جديدة وإهالة التراب على الحرائق القديمة.
> على مدار أسابيع خضعت قضايا المحافظات والجهات للنقاش.. استعرض المؤتمرون القضايا في القاعة المفتوحة واستعرضوها في اجتماعات الفرق التسع.. ولم يبق بعد عرض كل طرف لما يعتبره الجذور إلا الاستماع إلى همس الجذور في المحافظات.. حيث الوجه من الوجه يكتسي حمرة الخجل وحيث المشاهدة غير السماع بالمزايدة أو قرون الاستشعار المشوش عن بعد.
> القضايا كثيرة ومتشعöبة حتى ليظن المراقب أن «وراء الروم خلفك روم».. لكن القضايا الكبيرة والصغيرة لا تغادر العنوان الكبير والسؤال الخطير المكير : هل هؤلاء وأولئك يمتلكون النية في إعادة بناء الدولة على أسس تنطلق من نوايا طيöبة تحقöق التقارب بين كل الأطراف لصالح الوطن والشعب¿
> ولن نؤكöد امتلاكنا للفكرة والموضوع والرغبة الحقيقية في مغادرة الماضي بأحزانه وتشعباته دون الإيمان بقدرتنا على العمل المشترك لأن يكون القادم أفضل وليس أكثر غموضا وكيدا وثأرا.
> منú يدعي المظلومية يستحق أن ترد إليه مظلمته.. لكن الأهم من ذلك أن يمتلك الرغبة في التمتع بقدر وافر من التسامح.. وفي القضايا التي تتصدر مشهد الحوار لا بد أن يكون معلوما أن حل قضية الجنوب على ارتباط بحل قضية صعدة وقضية تهامة ومارب وكل المحافظات.. حيث في الدستور المنتظر والنافذ حل لكل ما يعتمل من التفاعل والانفعال الممتد من شوارع الشكوى ومؤسسات البلوى إلى نقاشات الفرق التسع ومهام سفراء التوعية بالحوار.
> ودائما فإن انسحاب فلان وتعليق عضوية علان وغير ذلك من أشكال التنصل الواضح أو المتواري عن الحوار لا يجب أن يدفع آخرين للتحول إلى أحجار إعاقة.. وارتفاع الصوت المتطرöف لا يعني عدم احترام خيارات الأغلبية.
> أما الأهم في عملية التحول المطلوب فهو الإيمان بأن الانفصال خيار سياسي بلا أفق أو مستقبل محترم.. وأن حصاده ليس إلا استعادة المعاناة من الجبهات والألغام التي لم تفرöق بين إنسان وماشية.
واللهم بارك في أصوات الحق.
