مطار فرانكفورت الدولي
جمال عبدالحميد عبدالغني
جمال عبدالحميد عبدالغني –
❊ .. كما وعدت في الحلقة السابقة أن تكون البداية من مطار فرانكفورت العملاق والأسطوري بألمانيا الاتحادية والذي وصلناه بعد رحلة مضنية وشاقة دامت حوالي 81 ساعة منها 21 ساعة ترانزيت في دبي وخمس ساعات ونصف طيران من دبي إلى ألمانيا والباقي من الحبيبة صنعاء إلى دبي المهم وصلنا مطار فرانكفورت حوالي السادسة صباحا وكانت فترة التوقف في هذا المطار ساعة ونصف كنت أظنها كافية لأخذ قسط من الراحة بعد المشقة الكبيرة والسهر الطويل لكني فوجئت بمطار عملاق ورهيب هو مدينة بحد ذاته حتى أن هناك سكة قطارات تستخدم كوسيلة مواصلات للركاب والبضائع بين أروقته ومنافذه.
أما البوبات التي يستخدمها الركاب وشركات الطيران للخروج إلى الطائرات التي ستقلهم في رحلاتهم فعددها يزيد على الـ(002) بوابة موزعة على طوابق المطار والفارق بينها ساحات كبيرة المهم أن الوقت المخصص للتوقف في ذلك المطار استنفد بالكامل للبحث عن البوابة واستكمال إجراءات التفتيش الدقيق والتأشير على الجواز وغير ذلك.
❊ من نوافذ صالات المطار كنا نشاهد حركة الطيران لا تتوقف صعودا وهبوطا والناس كخلية النحل كل يمضي إلى هدفه ومبتغاه وبمنتهى الهدوء والنظام والالتزام قبل أن نصل إلى البوابة التي سنخرج منها إلى الطائرة وجدنا على أعقاب المنفذ المؤدي إلى غرفة التفتيش شرطيا وشرطية يترقبان مرورنا من أمامهم وفجأة تم انتقائي أنا وأحد الأخوة المغاربة فقط ربما لأننا كنا العرب الوحيدين في تلك الرحلة وجهت إلينا بعض الأسئلة لمدة خمس دقائق ربما أو أكثر كانت الأسئلة عادية عن سبب الزيارة ومدتها وغير ذلك وكان الشرطيان يبتسمان طوال فترة الاستجواب وذلك كي يوحيان لنا بالطمأنينة لكن التوتر بدأ يتسلل إلي أولا بسبب عملية الانتقاء وثانيا بسبب ضيق الوقت واقتراب موعد الرحلة وربما كان للسهر دور في ذلك.
❊ المهم سلمت لنا الجوازات وطلب الشرطيان منا التحرك بسرعة للبوابة المخصصة للمغادرة إلى (وارسو) وفعلا وصلنا في الوقت المناسب في الطريق سألني زميلي المغربي: لماذا تم اختيارنا فقط من بين زملاء الرحلة الذين يزيدون عن مائتين¿ فأجاب ضاحكا: هذه إجراءات روتينية في كل المطارات الأوروبية تقريبا مع كل العرب والمسلمين وبالتحديد بعد الحادي عشر من سبتمبر 1002م.
❊ صعدنا الطائرة التي أقلتنا إلى (وارسو) وهي صغيرة الحجم والمفاجأة أن كل ركابها كانوا يهودا متدينين كما ظهر من خلال زيهم والشعر المتدلي والمبروم من جانبي رؤوسهم (الزنانير) باليمني يبدو أنهم عادوا من مهمة تعليمية دينية في ألمانيا أوأنهم ذاهبون إلى نفس المهمة في بولندا. طوال الرحلة كان يأتي حاخام إلى المجموعة الراكبين بجانبي ويغادر إلى مجاميع أخرى دون توقف ويناقشهم ويتحاور معهم في كل مرة يأتي فيها إليهم.