ما نعيشه.. أزمة أخلاق!¿

علي محمد الجمالي


 - 
* عندما يجلس المرء مع نفسه ويتأمل فيما حوله وما يعايشه.. يخرج بخلاصة هي أننا نعيش هذه الأيام أزمة أخلاق فبعض المسؤولين لم يعودوا المسؤولين الذين تعودنا على سماع إنجازاتهم ونزاهتهم ووطنيتهم وحرصهم على المال العام.
* وبعض
علي محمد الجمالي –

* عندما يجلس المرء مع نفسه ويتأمل فيما حوله وما يعايشه.. يخرج بخلاصة هي أننا نعيش هذه الأيام أزمة أخلاق فبعض المسؤولين لم يعودوا المسؤولين الذين تعودنا على سماع إنجازاتهم ونزاهتهم ووطنيتهم وحرصهم على المال العام.
* وبعض الوزراء لم يعودوا أولئك الوزراء المبدعين في وزاراتهم والقدوة الحسنة لمرؤوسيهم.
* وبعض قضاة المحاكم لم يعودوا أولئك القضاة المبتغين وجه الله والساعين إلى إحقاق الحق ونصرة المظلوم.
* وبعض القادة والأميين لم يعودوا أولئك القادة طيبي الذكر والمتفانين من أجل خدمة الوطن والمواطن.
* وبعض الدكاترة والمدرسين لم يعودوا أولئك الدكاترة والمدرسين القدوة لطلابهم والمؤهلين للتدريس وتعليم الأجيال.
* وبعض طلاب وطالبات المدارس والجامعات لم يعودوا أولئك الطلاب الذين يكرمون معلميهم وينحنون إجلالا لهم.
* وبعض العلماء لم يعودوا العلماء العاملين المعلمين للناس أمور دينهم ودنياهم.
* وبعض التجار لم يعودوا أولئك التجار الساعين للكسب الحلال والربح المعقول..
* وبعض المشايخ والعقال لم يعودوا أولئك المشايخ المناصرين للحق والحامين للذمار والمحافظين للأسلاف والأعراف.
* وبعض الساسة ورؤساء الأحزاب لم يعودوا ساسة يراعون مصلحة الوطن والأمة.
* وبعض الشباب لم يعودوا أولئك الشباب الذي بهم تنهض الأوطان وتسمو إلى غد أفضل..
* وبعض الأبناء والبنات لم يعودوا أولئك الأولاد الطائعين لأبائهم الخافضين جناح الذل لهم.
* وبعض المثقفين وأصحاب الأقلام لم يعودوا أولئك القدوة لمجتمعهم وحب أوطانهم.
إنك أمام كل هذه التعاسات وتردي القيم والأخلاق لابد أن تتساءل: ما الذي جرى ليمن الإيمان والحكمة¿ لماذا أصبح الناس يلهثون فقط وراء المال والشهرة¿ ولماذا وجهاء البلد لم يعودوا وجهاء¿ لماذا المسؤولون لم يعودوا مسؤولين¿ أين قيم الدين الحنيف وأين الأخلاق والأسلاف والأعراف والموروث الثقافي والديني¿ لماذا غابت كل هذه القيم النبيلة مرة واحدة قتل واعتداء وتقطع وأذية للناس وقطع لأرزاقهم وعبث بالمال العام والخاص¿ هل السياسة هي التي أفسدت كل شيء جميل في هذا الوطن أم أن هذا عقاب من الله لنا لأننا لم نتناه عن منكر نفعله¿ لماذا لم تعد الكلمة لها قيمة بين الناس¿ لماذا اختفى قول الحق ونصرة المظلوم هل لأننا ضيعنا شرع الله وإقامة الحدود¿ أين يمكن الخلل في المسؤول أم في المواطن أم أن الخلل فيهما معا طبقا لحكمة “كيفما كنتم يولى عليكم”¿ لماذا لم تعد رسالة المسجد رسالة سمحة موحدة للقلوب والنفوس والعقول¿ هل هذه الزوبعات والفتن في المساجد والمنابر وفي الشوارع علامة من علامات يوم القيامة¿ هل بوسع الدولة والجيش والأمن أن يصلحوا ما أفسده الدهر¿
تلك تساؤلات تطرح على كل عاقل أن يبحث فيها وفي الحلول من أجلها لأن أزمة الأخلاق أفسدت المعاملة والصدق والمروءة بين الناس وأصبح اللهث وراء الكسب الحرام هو الطاغي بين الناس ومن أجل ذلك يفتخر الفاسد أنه فاسد والمرتشي أنه مرتش والسارق أنه سارق وقاطع الطريق والكهرباء والنفط وغيرهما أنه قاطع وأحمر عين وقاتل النفس المحرمة أنه بطل وعاصي والديه أنه عاصي والديه والزاني يفتخر أنه زان والمنافق أنه منافق ومن ليس لديه من هذه شيء فهو أهبل وأخبل وضعيف ومسكين ولا يعرف من أين تأكل الكتف!!

قد يعجبك ايضا