حلم التراب

عبدالمجيد التركي

 - سأنام بعد لحظات
لم يعد هناك وقت كاف لتحديد وجهة الأحلام
سأترك أحلام الليلة للمصادفة..
ما زال حلقي يؤلمني من حلم البارحة
عبدالمجيد التركي –
سأنام بعد لحظات
لم يعد هناك وقت كاف لتحديد وجهة الأحلام
سأترك أحلام الليلة للمصادفة..
ما زال حلقي يؤلمني من حلم البارحة
كنت أسحب خيطا طويلا من حلقي دون أن ينتهي
وأجمع الدمى المتناثرة بجوار المقابر لأغسلها من الوحل وأصلöي عليها مرة أخرى..
أجمع الساعات التي نسöيت الوقت منذ أزمنة
أنفخ فيها بعض الدقائق ليفرح بها من لا يشعر بليل أو نهار..
وأحيانا لا أجد سوى عملات معدنية مطمورة مثل كنز قديم
رغم أنني لست من هواة جمع العملات..
أملأ جيوبي وأخرج من باب المقبرة الخلفي
وأنا أتحاشى الالتفات كي لا أدوس على حلم التراب بكفن جديد ونزيل أحمق يهوى التجول بين القبور
لأنه يجد ضالته بينها.
***
يدكö تمسك بزمام الأمور
وأنا أنفلöت كجدúي صغير..
يتراءى لنا في آخر الشارعö خيط مجنون من البارود
ولا بد أن نكمل قبل أن يصل إلينا
نسيل معا كعينين باكيتين
ونسأل بعضنا عن الرعشة رغم سريانها في أصابعنا..
كم هي الساعة لئيمة حين نتحسس أنفسنا
تلدغنا وكأننا ندوس على عقاربها
لكننا لن نغسل أيدينا وسنحتفظ بتلك اللحظة.
***
المساء الذي لم يعد شقيا كما كان..
المساء الذي يريد أن يلبس جلباب التقوى..
المساء الذي يغير جلده كأفعى جريحة..
المساء الذي ينهض كميت ينفض التراب عن بقايا عظامه..
هو نفسه ذلك المساء الذي أشعلت فيه قصيدة أتدفأ بها من زمهرير الكآبة
وأتقي بها ذكريات وأكفانا منشورة على حبل غسيل طويل..
هو نفسه ذلك المساء الذي هجم علي راكبا سيارة مجنونة
وأنا أغسل قدمي الصغيرتين بمياه السماء الطازج.
هو نفسه ذلك المساء الذي أخذ حبيبتي 
وما زلت حتى اللحظة أتحسس وجهها في كل شيء.

قد يعجبك ايضا