تعالوا نبعثر الحزن..!!
عبدالله الصعفاني

مقالة

عبدالله الصعفاني –

مقالة
< يود اليمني قبل أن يكتب لصحيفة أو يتحدث في قناة فضائية أو مقيل لو يبدأ كلامه بالدعوة إلى الأمل قائلا : تعالوا نبعثر الحزن.. نلعن التشاؤم.. ونكيل النقمة على مفردات اليأس والقنوط.. لكن هذه التحدöيات السياسية والأمنية والاقتصادية تستدرجه ليجد نفسه يكتب بموس الحلاقة ويتحدث وكأن ثعبانا تسلل إلى بنطلونه.
< هل الذي سبق في وارد تفكير الحكومة¿ أم أنها مصمöمة على تذكيرنا بالتسبيح الشعبي سبحان منú خلق «الدعممة»¿
وأما والمأزق السياسي الراهن يحتاج إلى حلحلة بالحوار الجاد والمسؤول فإن أي تمترس وراء إبقاء اليمن عند ذات المأزق السياسي إنما يقود إلى المأزق الأمني والمعيشي.. بل والمأزق الإنساني.. وحينها ماذا بوسع الحلول السياسية الخارجية أن تفعل¿ وماذا بمقدور هذا الجوع إلى القروض والتسول أن يفعل أكثر مما تفعله حبة «باندول» مشكوك في كونها لم تتعرض لانتهاء الصلاحية بسبب سوء «التخزين».
< قد نكون في حالة اكتئاب.. لكننا لا نريد أن نفقد الأمل.. بس لو الحكومة تنفتح على الألم وتشارك الناس هذا الإحساس بالوجع فيكون لما تقوله في اجتماع «الثلوث» مكانا في قلوب مواطني بقية الأسبوع الذين لم يجدوا بعد نصف قرن من الثورة الأم ما يؤكöد الجاهزية لإثبات منطق الدولة المهابة والحكومة التي لا تطلب من معارضيها أن يقدöموا الحلول ثم تنام على مخدة «نفسي نفسي» وكأننا في يوم القيامة.
> لنترك المأزق السياسي للمتحاورين في فرق القضايا التسع ونسأل حكومة الوفاق : ما رأيكم بالتوقف عن إيهامنا بالانشغال بإصلاح جلدة حنفية مجلس الوزراء لتثبتوا أن بمقدوركم أن تكونوا نسخة مغايرة لتردöي شعبية حكومات الربيع.. غادروا صحراء الكلام والزئير الأجوف وخوضوا هذا التحدöي الأمني والاقتصادي برجولة وثقوا بأن الله لا يضيع أجر منú أحسن عملا.
< في التحدöي الأمني أرجو أن لا تنسى الحكومة أن ما تخصöصه للمجهود الحزبي والأمني في الميزانية يفرض استحقاقات كبيرة على وزارتي الداخلية والدفاع.. ولا يجوز أن تصبح هيبة الدولة كاليتيم على مائدة اللئيم.. وعند هذه الفقرة أغلق بالنقطة حفاظا على ما تبقى من هيبة «الكاكي المموه» عند أفراد العائلة اليمنية الكبيرة.
< وفي القضية الاقتصادية أرجو أولا أن لا تتعامل حكومة الوفاق مع منتقديها بأنهم إما مغرضون أو بقايا نظام أو حاسدون لأهل الكراسي على ما بين أيديهم من «فخار الحياسي».. فهل عند المسؤولين عن اقتصاد اليمن قليل ثقة بأن الإنسان ما يزال أصل الطاقات المتجدöدة.. وأن تصحيح الأوضاع لا يتم بهذا التنافس المجنون في سلم الوجاهة والمكانة المالية¿
< هذه الإدارة الحكومية للاقتصاد إدارة خائبة والأداء السيöئ غير مبرر مهما تعددت الأعذار.. وإليكم غيضا من فيض الأسباب :
كيف نشكو البطالة في صفوف الخرöيجين ونحن نرفض أن يتقاعد حتى الذين بلغوا الأجلين معا وأثروا على الحد الذي صار من حقهم على أنفسهم وحق الشباب عليهم أن يتقاعدوا ليستمتعوا بما أصابوه من الثراء.
< أي معنى للحديث عن الاقتصاد وثروتنا السمكية مهدرة والشعب المرجانية مجرفة والصيادون اليمنيون في سجون دول اصتصغرنا أنفسنا أمامها فتحولت في تعاطيها مع الجار اليمني إلى دول عظمى¿ وكيف يمكن الحديث عن استثمار فيما رئيس مصلحة الضرائب يشكو من أن هيئة الاستثمار تريد تشجيع الاستثمار بتبديد الموارد بالإعفاءات¿ وأي حديث عن الدخل من السياحة إذا كانت السياحة عندنا مجرد حضور منتظم لمسؤولي السياحة في المعارض الخارجية¿
< إننا نعيش في بلد النظام الإداري والاقتصادي فيه مسجون داخل البحث عن قروض لتغطية بند «المرتبات وما في حكمها».
بلد استنزاف لحصص الأجيال القادمة من كل شيء.. استهلاك كلام.. واستهلاك للموارد الشحيحة.. وسيولة سياسية وإعلامية.
< الناس يحلمون بغد فيه طريق واسع للحلم.. فلا تزرعوا المخاوف مع لعبة القبض على الريح.