متى سيكون (1 = 1) لا (< ) ولا ( >) ¿
علي أحمد بارجاء
علي أحمد بارجاء –
حين تضعف الدولة و تفقد هيبتها يعم الفساد, وتسود الفوضى, وتروج بضاعة الشيطان فيكثر القتل والسرقة والتقطع والتخريب في رابعة النهار بل يصبح ذلك عملا منظما, وتكون الطامة الكبرى حين يشترك فيه سيئ ممن ينبغي أن يكون فردا صالحا ضمن فرقة صالحة يقع من صميم واجبها التصدى للجريمة. وقديما قالوا: (حاميها حراميها) فإذا كان القاتل أو السارق أو المخرب من أسرة أو قبيلة قوية لم يجرؤ أحد على مواجهته. وإذا كان المقتول أو المسروق من أسرة أو قبيلة تستطيع أن تجتمع وتتوحد وتتفق على كلمة رجل واحد لتنتصف للمجني عليه من أبنائها وتأخذ حقه بقوة جاه أو مال حتى تجرجر الجاني إلى العدالة ليأخذ جزاءه, أو تأخذ حقها بيدها سواء أكان غريمها فردا من أفراد الأمن والجيش, أم كان أحد أبناء قبيلة تكافئها في القوة والنفوذ بادرت الدولة وفعلت المستحيل انتصارا للحق وتحقيقا للعدل, فما بال الحق يؤخذ بسهولة إذا كان الجاني مواطنا من أسرة مدنية مسالمة لا تعتمد في حياتها على الاستقواء برجال أو سلاح أو مال أو سلطة, فإن الدولة تبادر من تلقاء نفسها لضبط الجاني والزج به في السجن والإسراع في محاكمته وبخاصة إذا كان المجني عليه من علية القوم أو حتى ممن يكافئه أو يقل عنه في المكانة. الدولة التي تنتصف للقوي وتستجيب له وتأخذ حقه خوفا من قوته, وتتقاعس في أخذ حق الضعيف الذي لا يشكل لها خطرا أو تهديدا هي دولة لا ينبغي لها البقاء, بل هي دولة محكوم عليها بالدمار آجلا أم عاجلا ما ظلت تكيل بمكيالين, وتزن مواطنيها بميزانين.
حين قتل أحد أفراد نقطة عسكرية في مدخل مدينة المكلا المواطن باعنس ظلما وعدوانا وتجبرا وصلفا ما كان من السهولة بمكان أن يسلم القاتل ويقدم للعدالة لينال عقابه لولا أن رجال أسرة باعنس المجني عليه تجمعوا في المكلا وطالبوا السلطة المحلية والجهة العسكرية بتسليم القاتل. وظل قاتل الشهيد علي محمد الحبشي الذي قتل في سيئون يوم 27 أكتوبر 2012م, أول أيام عيد الأضحى مجهولا. وها هو قاتل الشهيد رامي محفوظ البر بامقيشم إلى اليوم لا يزال حرا طليقا ولم تفلح مطالب أبناء مدينة تريم في تسليمه إلى يد العدالة. إذ استشهد في صبيحة يوم ?? مارس يوم افتتاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي يراد منه بناء دولة مدنية في بلد يحكمها ويتصرف في إقلاق أمنها كل مستقو بسلاحه و تفسدها اللامبالاة ولا تفيدها كثرة النقاط والأطقم العسكرية التي تعتمد عليها وزارتا الداخلية والدفاع في توفير الأمن وضبط وملاحقة الخارجين عن القانون.
ولذا فقد أصبح من دواعي الضرورة أن تتشكل في كل مدينة هيئة شعبية أو حلف فضول من العقلاء وذوي الرأي والوجاهة والنفوذ للوقوف إلى جانب الحق ونصرة أرباب المظالم في دم ومال وعرض, والسعي لمنع الانفلات الأمني والفوضى الإدارية والتسويف والضغط على الدولة وأجهزتها لضبط وإحضار كل قاتل أو سارق, وسرعة الحسم في القضايا أولا بأول, وعدم تركها عرضة للاستفحال تجنبا لحدوث أية ردود فعل قد تكون سببا لصراعات تضر بالمجتمع وتقلق أمنه واستقراره, وقطع دابر المتربصين به والمستفيدين من دفعه إلى فتنة لا تنتهي . فمتى سنكون (شاطرين) في علم الرياضيات لنجعل (1) = (1) لا (< ) ولا ( >) ¿