أسـلاك الكهـرباء ..عشوائيــة ثمنهـا أرواح وأجساد الأبريـاء

تحقيقفايزالبخاري


تحقيق/فايزالبخاري –

٭ .. لايمر وقت طويل حتى نسمع عن وقوع حادثة كان ضحيتها من يقطنون بجوار شبكة الكهرباء التي أضحت عشوائية أسلاكها واضحة للعيان في مناطق عديدةسواء داخل المدن الرئيسية ك¿أمانة العاصمة وعواصم المحافظات أو المدن الفرعية وبعض المناطق والقرى الريفية.

وأصبح من المألوف أن تقرأ خبرا أو تحقيقا صحفيا حول ذلك أو تشاهد برنامجا تلفزيو نيا يتناول الحوادث الناجمة عن عشوائية شبكة الكهرباءالتي أضحت اسلاكها مهترئة ومتداخلة مع بعض بشكل يوحي وينذر بكارثة كبيرة مالم يتم تفاديها بشكل سريعاذماتلبث هذه الحوادث المفردة التي يروح ضحيتها العديد من الأطفال والنساء وأرباب البيوت-في ظل بقاء هذا الوضع على ماهو عليه- أن تتفاقم إلى مالايحمد عقباه .. كل ذلك والجهات المعنية في وزارة الكهرباء وبالأخص مؤسسة الكهرباء لاتزال تعتبر مثل هذه الحوادث أشياء عرضية وربما اعتيادية ولاتعالج أية شبكة بسيطة من التي وقعت منها حوادث قتل أو بتر أعضاء كما يقول المواطنون .. وهذا مادفعنا لطرق هذا الموضوع عبر هذا التحقيق الذي كانت بدايته من شارع الخمسين بأمانة العاصمةحيث حدثت فيه مؤخرا حادثتان مهولتان راح ضحيتها شخص احترق وفارق الحياة لتوه فيما الحادثة الأخرى لايزال ضحاياها في طور العلاج خارج اليمن بعد أن ساءت أحوالهم.
لاتجاوب
■ الشيخ عبدالله حيدر عاقل حارة الخمسين المطلة على منطقة السنينة بدأ حديثه إلينا بالشكوى من عدم تجاوب الجهات المعنية في مؤسسة الكهرباء وإداراتها في السلطة المحلية لنداءاتهم المتوالية التي يرفعونها إليهم مرة تلو الأخرى شاكين من تدهور الشبكة الكهربائية بالمنطقة ومطالبين بسرعة تنظيمها وربطها بالشكل الصحيح.
ولكن حسب ماقال يبدو أن مؤسسة الكهرباء أصبح لديها أذن من طين وأذن من عجين.
ويستغرب حيدر من حرص مؤسسة الكهرباء على النزول الميداني الدائم لاستخلاص المستحقات وتوزيع الفواتير أو قطع التيار عمن يتأخر عن سداد قيمة الفاتورة في الوقت الذي لايكلفون أنفسهم أية التفاتة نحوالأسلاك المتدلية والمتداخلة التي يرونها كل في ذهابهم وإيابهم وكأن هذا الأمر مسؤلية جهة أخرى. حين نشكو لهم ونبين لهم الحالة السيئة التي وصلت لها الشبكة الكهربائية يقولون لنا: احنا أيش دخلنا¿.. شوفوا المدراء .. وحين نذهب لمؤسسة الكهرباء أو أية منطقة من مناطقها لانجد شخصا يتجاوب معنا هذا إذا قدرالله ولقيناه بالصدفة وإلا فهم دائما محتجون ولايقابلون أحدا من المواطنين ولايقبلون أية شكوى في هذا الموضوع وإن حدثك بعضهم فهو يلقي بالمسئولية على المواطنين الذين- حسب رأي المسئولين -كانوا السبب وراء بروز هذه الشبكات العشوائية والأسلاك المتدلية.
ونحن نقول: أنتم الجهة المعنية فأين دوركم حيال ذلك¿ولماذا لم تقوموا بواجبكم تجاه المخالفين وفي الوقت نفسه تنظموا الشبكة حماية للبقية المنضبطين والقانونيين الذين لاذنب لهم¿!.

تشويه وحرق
■ أما المواطن فيصل علي مصلح فيؤكد أن ابن عمه راح ضحية اسلاك الكهرباء العشوائية التي حصدت العديد من الأرواح دون أن تحرك مؤسسة الكهرباء ووزارتها الميمونة أي ساكن.
ويقول أن هناك عددا من القضايا المرفوعة ضد وزارة ومؤسسة الكهرباء لدى المحاكم والنيابات في قضايا راح ضحيتها عدد من الأبرياء أو حصل فيها تشوه جسدي أو بتر لأحد الأطراف وان هذه القضايا تلاقي تعاطفا من جميع المواطنين الذين أبدوا استياءهم مما وصلت إليه حالة الشبكة الكهربائية في بلادنا.
ويضيف: قد يمكننا القبول ببعض القصور من مؤسسة الكهرباء وفروعها في بعض الأماكن النائية لكننا لانستطيع أن نقبل منها هذا القصور والتغاضي عما هو حاصل في أمانة العاصمة التي تمثل واجهة البلاد الحضارية وتعتبر ملتقى السفارات الأجنبية وأول ما يواجهه أي زائر لليمن ممن يصطدمون بتلك المناظرغير الحضارية التي توحي للزائر لأول وهلة بأن ثمة فسادا يقبع خلف هذه العشوائية في الأسلاك الكهربائيةالتي لاشك أنها تهدد الكثيرمن الناس وتمثل لهم قنبلة موقوتة.

الموت فوق السطح
■ من جهتها ترى الأستاذة نسرين الجماعي- مدرسة وربة بيت- أن الحال الذي وصلت إليه شبكة الكهرباء عن إيجاد حل لمثل هذه المشكلة التي استعصت عليهم بدليل أن حوادثها تتكرر كل يوم ولم يبدمنهم أية خطوة جادة لمعالجة الوضع ولعل هذا التغاضي وهذه اللامبالاة هي التي تزيد من استيائنا كمواطنين معرضين لهذا الخطر كل يوم.
وتؤكدالجماعي انها أضحت تعيش في خوف دائم جراء الأسلاك المتدلية فوق منزلهم والتي يرقد بعضها فوق سطح المنزل بسلام ولم يتم تحريكه أو إيقاظه البتة من قبل موظفي مؤسسة الكهرباء.
مبدية خشيتها من حدوث أية حادثة مشابهة لما حصل في مناطق عديدة جراء تدلي أسل

قد يعجبك ايضا