حرية المبدع في فضاء الإبداع

لقاءات محمد القعود


لقاءات/ محمد القعود –

الحلقة الأخيرة

يحلق المبدع في فضاءات إبداعه بأجنحة تهفو نحو الأروع والأجمل وبروح تستطلع نحو كل أفق مسكون بالدهشة ولكل مبدع طريقته وأسلوبه في تقديم إبداعه وضخ نبض التميز والتفرد والإبهار في مكنوناته وملامحه وحضوره الجميل والفاعل.
إن المبدع ذلك الكائن المتدفق بإبداعاته المدهشة قد يقدم نتاجه الإبداعي بصورة غير مألوفة وقد يتوغل في مناطق شائكة وقد يتجاوز حواجز اللاءات وقد يخترق أمكنة مسكونة بالمنع والعتمة والصمت مما قد يسبب له الكثير من الإشكاليات والمتاعب لأنه في نظر البعض قد تجاوز المتعارف عليه..
وما بين حرية المبدع والحد منها وما بين المعارضين والمؤيدين اثيرت الكثير من الأسئلة والقضايا منذ أزمة بعيدة وما زالت..
وعن حرية المبدع في الإبداع.. هل لها حدود¿
وهل هناك خطوط حمراء في الإبداع¿
ذلك ما طرحناه على مجموعة من الأدباء والمبدعين والمثقفين وهنا ردودهم ورؤاهم حول ذلك.

الكتاب ضمير الأمة
• الروائي وجدي الأهدل :
حرية الكلمة سقفها ضمير الكاتب, فإذا لم نكن نثق في ضمير الكاتب ففي أي ضمير سنثق ..¿¿
إن الكتاب والأدباء هم ضمير الأمة في كل مكان في العالم ..¿
وفي بلادنا مساحات الحرية محدودة ولهذا السبب لم يظهر مفكرون مهمون وقادة رأي من المجددين .
وإذا أردنا لليمن فكرا عظيما وإبداعا كبيرا وفنا مزدهرا فلابد أن نقبل بالرأي والرأي الأخر وحرية الاختلاف.
ولا توجد خطوط حمراء أمام المفكر والمبدع , وإلا فإنه سيبقى يراوح مكانه.

الإبداع والصراع
• الناقد الدكتور صادق السلمي :
كثيرة هي الأطروحات التي ترى أن الإبداع يولد تحت ضغط الإرغامات ويعيش بالصراع ويموت بالحرية. وبمثل هذه الأطروحات التي تبدو كمسلمة فكرية فلسفية يصبح الإبداع والحرية ضدان لا يجتمعان حضور أحدهما يعني بالضرورة غياب الآخر أليس الإبداع بانزياحاته عن الأنساق السائدة (القيد) تطلعا نحو شمس الحرية التي ما إن يعم نورها حتى تنتفي شروط الإبداع فالكتابة الإبداعية في مجملها بحثا عن الحرية على أن مفهوم الحرية لا زال مثار جدل بين التيارات الفكرية والجماعات الإنسانية على مر التاريخ الإنساني بين حرية مطلقة وحرية مسوؤلة وبينهما خيط دقيق يتأرجح عليه المبدع والمبدع العربي على وجه الخصوص.

الخروج عن المألوف
• الفنان الموسيقي فؤاد الشرجبي:
أولا لا إبداع بدون حرية..
لأن الإبداع هو الخلق الجديد والخروج عن المألوف والمتعارف عليه وخلق صورة جديدة غير تقليدية «في أي مجال»
صورة إبداعية ناتجة عن علم وتجربة وحرية حقيقية في خيال وسلوك هذا المبدع ولا توجد خطوط حمراء أو معايير للإبداع فالإبداع هو هبة الخالق للإنسان يسبح في مساحة الفكر الذي منحنا الله تعالى..
لذا فكل تفكير وإبداع ليس له حدود لأن الله خلق لنا عقلا يفكر بلا حدود فالمبدعون قليلون بحجم الحرية المنعدمة في اليمن وأقصد بالحرية (سلوكا دينا فنا ثقافة وغيرها من مجالات الحياة).

قيمة الإبداع الحقيقية
• الدكتور عبدالحافظ الخامري:
الإبداع يتضمن الخروج عن المألوف هذا صحيح ولكنه أيضا الإتيان بشيء جديد مفيد فريد.
له مكونات أو جوانب هي:
1-الأصالة 2-والمرونة 3-والطلاقة 4-والتفكير التباعدي (غير المتقوقع) 5-والقدرة على مواصلة الاتجاه. وهذا الأخير هو ما يفتقر إليه اليمنيون وربما العرب بشكل عام.
ومما سبق يتضح أن الإبداع له غاية موجهة له هدف وإلا أصبح عبثيا وغير ذي قيمة فقيمة الإبداع الحقيقية هي في ما ينتجه من أفكار أو ابتكارات واختراعات وشعر وكتابة وموسيقى وغيرها ولكنه ليس تلك العبثيات والهواميات التي يعتقد أصحابها أنها ابداع في حين هي عبارة عن هذاءات وهلوسة.
الإبداع إثراء انتاج إفادة للذات والآخر ولم يخلد التاريخ من المبدعين سوى من أنتج لخير العباد والبلاد.
يحتاج الإبداع إلى مناخ من الحرية والتشجيع والبيئة غير المهددة (بمعنى التهديد النفسي فضلا عن الجسدي) ويحتاج المبدعون إلى تفهم لما يقومون به كما يحتاجون إلى رعاية وتعليم خاص يثري قدراتهم وينمي امكاناتهم ومهاراتهم.

التطرف في فرض الرؤى
• الأديب الناقد خالد محمدالشامي:
الخيال والأفكار لا حدود لها. ولكن التعبير عنها محدود .
ومع أن الإبداع مفتوح فضاؤه لمن تمكن من التحليق فيه. لكنه ليس فراغا خاويا.
من حق صاحب كل فكرة أن يؤمن بها. ومن حقه أن يعبر عنها. لكن دون أن يحاول فرض ما يظنه صوابا ليؤمن به الناس. أو أن يستفز قناعات الآخرين بأسالي

قد يعجبك ايضا