الأمراض المهنية.. موت بطيء للمجتمع

الأسرة عادل عبده بشر


الأسرة / عادل عبده بشر –

احتفلت بلادنا مع كافة دول العالم في 28 ابريل المنصرم باليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية والذي تنظمه منظمة العمل الدولية – منذ عام 2003م – والاتحادات النقابية العمالية واتحادات أصحاب العمل ووزارات العمل.
وجاء احتفال هذا العام بعنوان “الوقاية من الأمراض المهنية”.. وقالت منظمة العمل الدولية أن الغرض من الاحتفال هو من أجل الترويج للوقاية من الحوادث والأمراض المهنية على المستوى العالمي. .وفي هذا الصدد كشف تقرير حديث لمنظمة العمل الدولية عن أن 2,34 مليون وفاة تحدث سنويا بسبب العمل منها 340 ألف وفاة بسبب الحوادث المباشرة ومليونا حالة وفاة تحدث بسبب أمراض لها علاقة بالعمل أي بمعدل 5,500 حالة وفاة يوميا.
ويشير تقرير المنظمة إلى أن نصف العاملين الذين يموتون سنويا من أمراض ناتجة عن ظروف العمل يعملون في القطاع الزراعي وأن صناعات البناء والخشب و الأسماك والمناجم ضمن دائرة الصناعات الخطرة.
وبالوقت نفسه تقدر منظمة العمل الدولية انه يتم تسجيل حوالي 270 مليون حادث مهني و160 مليون حالة مرض مهني غير مميتة لها علاقة بالعمل تحدث سنويا في مختلف أنحاء العالم الأمر الذي يدل على وجود عجز وتقصير بتوفير بيئة عمل آمنة ولائقة للعامل تقيه خطر الحوادث والأمراض المهنية التي قد يفقد العامل بسببها حياته.
ويعتبر اليوم العالمي للسلامة والصحة في العمل بمثابة حملة دولية سنوية للتذكير بأهمية إيجاد بيئة عمل لائقة صحية وآمنة وتم إطلاقه بمبادرة من منظمة العمل الدولية اعتبارا من العام 2003م.
وافاد تقرير منظمة العمل الدولية أن المنظمة الدولية تحتفل بهذا اليوم العالمي لهذا العام وهي تشدد على الوقاية من الحوادث والأمراض في مكان العمل مستفيدة من قواها التقليدية الثلاثية في العملية الإنتاجية (الحكومات والمنظمات الممثلة للعمال والمنظمات الممثلة لأصحاب العمل).
موضحا بان الاحتفال بهذا اليوم يأتي بغرض الوقاية من الحوادث والأمراض المهنية على الصعيد العالمي فهو حملة لزيادة الوعي يراد بها تركيز الاهتمام الدولي على حجم المشكلة وعلى كيفية تعزيز وخلق ثقافة الصحة والسلامة التي يمكن أن تساعد على التقليل من عدد الوفيات والإصابات المرتبطة بمكان العمل.
وبينت منظمة العمل الدولية أن عدم اتخاذ الإجراءات الكافية للحد من الأمراض المهنية له آثار سلبية عميقة ليس فقط على العمال وأسرهم لكن أيضا على المجتمع ككل وذلك بسبب التكاليف الهائلة الاجتماعية والاقتصادية التي تترتب على حدوثها خاصة من حيث فقدان الإنتاجية وإثقال كاهل نظم الضمان الاجتماعي مؤكدة أن الوقاية هي أكثر فعالية وأقل تكلفة من العلاج وإعادة التأهيل. وقالت منظمة العمل الدولية انه يمكن لجميع البلدان أن تتخذ خطوات ملموسة الآن لتحسين قدرتها على منع الأمراض المهنية.. داعية المنظمة والحكومات وأصحاب العمل والعمال ومنظماتهم على التعاون في وضع وتنفيذ سياسات واستراتيجيات وطنية تهدف إلى الوقاية من الأمراض المهنية ذات الصلة بالعمل.
المرض المهني
وبحسب مختصين في السلامة والصحة المهنية فأن المرض المهني هو أي مرض يصاب به العاملون في مهنة معينة أو مجموعة من المهن دون سواهم.
وتحدث الأمراض المهنية نتيجة التعرض للمواد الكيماوية الضارة والعوامل البيولوجية والمخاطر الفيزيائية في أماكن العمل.
ويؤكد المختصون أن الأمراض المهنية أو المتعلقة بالعمل تبقى غير مرئية إلى حد كبير مقارنة بالحوادث الصناعية رغم أنها تقتل ستة أضعاف عدد الناس كل سنة موضحين أن طبيعة الأمراض المهنية والتغيرات التكنولوجية والاجتماعية السريعة والأزمة الاقتصادية العالمية الحالية تفاقم الأخطار الصحية القائمة وتتسبب بنشوء أخطار مهنية جديدة.. الامر الذي يستدعي تعزيز القدرة على الوقاية من خلال تطبيق نظم صحة وسلامة مهنية على المستوى الوطني متطورة تترجم من خلال جهود تعاونية بين أطراف الإنتاج الثلاثة «الحكومة وأصحاب العمل والعمال».
الصحة والسلامة المهنية في اليمن
ارتكزت السياسة الوطنية الخاصة بالصحة والسلامة المهنية في بلادنا على حقوق الإنسان الأساسية وتعبر هذه السياسة عن الإيمان بضرورة حصول جميع العمال على خدمات السلامة والصحة المهنية . وتقديم الرعاية الطبية لتحسين صحتهم دون تمييز .
وتتمثل أهداف الصحة المهنية في (منع حدوث الأمراض المهنية وإصابات العمل .- منع حدوث التعب أو الإجهاد أو الإعاقات -حفظ وتطوير صحة العمال بدنيا وعقليا واجتماعيا في أعلى المعايير الممكنة – وضع الإنسان المناسب في المكان المناسب طبيا )
اما ابرز اهداف السلامة المهنية فتتمثل في(توفير الجو الأمن لبيئة العمل الخالي من ملونات بيئة العمل – منع وتقليل مخاطر العمل المختلفة بما فيها الم

قد يعجبك ايضا