أرض العنب وأرض العلم والعلماء وأرض العقيق والذهب (3-3)
محمد محمد العرشي

محمد محمد العرشي –
مديرية بني حشيش أرض القصور والحصون والمدن التاريخية والصناعات النسيجية والعديد من الصناعات كصناعة العقيق والجزع والجلود والثياب اليمانية الموشاة وصناعة الأصباغ المختلفة نتيجة زراعة النباتات التي تتكون منها. وأرض المخزون الغذائي الذي يمد العاصمة بالخيرات وإذا تأملنا قليلا إلى ما تعج به الأسواق المركزية في كل من المدن الكبرى كصنعاء وعدن وتعز والمكلا سنرى أنها مليئة بأنواع الفواكه والخضار من جميع المحافظات ومن كل مدن ومديريات اليمن وذلك كله بفضل الوحدة التي أتاحت لجميع أبناء اليمن الموحد بأن ينعموا بجميع مزروعات أرضهم وفي نفس الوقت بفضل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر التي ربطت جميع محافظات اليمن بشبكة طرق تمكن المواطنين من تسويق خيراتهم لتصل للجميع طازجة.
فما علينا إلا أن نقف صفا واحدا ضد من ينادون بإعادة التشطير ونعمل على تحقيق المواطنة المتساوية وتفعيل الدستور والقوانين والأنظمة في أجهزة الدولة والمجتمع وليكون القضاء العادل مرجع جميع الفرقاء.
شهدت مديرية بني حشيش إنجاز العديد من المشاريع في كافة مجالات التنمية ففي مجال الاتصالات وتقنية المعلومات شهدت المديرية توسعات كبيرة في إجمالي السعات المجهزة فيها (9928)خطا هاتفيا موزعة على اثنى عشر موقعا تتثمل في (4)سنترالات و(4) كبائن ألياف ضوئية و(4) محطات ريفية منها محطة يمن موبايل هذا ما ورد في كتاب (محافظة صنعاء وخيرات الوحدة 1990-2005م) وقد ورد في نفس الكتاب أن المشاريع التي تم إنجازها في مختلف المجالات نذكرها على النحو التالي: مجال الاتصالات وتقنية المعلومات (7)مشاريع مجال الصحة العامة والسكان (6)مشاريع مجال المياه والبيئة (8)مشاريع مجال الكهرباء (2) مشروعان مجال الأشغال العامة والطرق (3) مجال الداخلية والأمن (1) مجال الزراعة والري (9)مشروع مجال التربية والتعليم (32) مشروع مجال الأوقاف والإرشاد (9)مشاريع. ويلاحظ أن الكثير من الخدمات في وقتنا الحالي ينقصها الموازنة الخاصة بالتشغيل والإدارة لهذه المشاريع فلا ترصد في موازنة هذه المشاريع إلا مبالغ زهيدة تكاد أن تكون رمزية وبعض الأحيان لا ترصد المبالغ اللازمة للتأثيث والتجهيز.
الزراعة في بني حشيش
وما جاورها من المناطق
لقد عرفت اليمن منذ الأزل بأنها أرض زراعية ولقد وصفنا أرضها بالمعجزة قال تعالى(لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان بلدة طيبة ورب غفور)سورة سبأ ومديرية بني حشيش ذات تضاريس جبلية وتوفرت فيها العوامل الأساسية من المناخ الجيد والتربة الخصبة والمياه الوفيرة. وقد استطاع الفلاح اليمني في عموم اليمن وفي مديرية بني حشيش التي كانت وديانها مصدر خير وثراء وكانت الآبار المنتشرة في طول وعرض وديان بني حشيش سواء كان مطوية أو غير مطوية أن يستفيد من خصوبة أراضيها ويقوم بزراعة كل ما يمكن زراعته من فواكه ونباتات وحبوب كما أشرنا إلى ذلك في الحلقة الأولى من بني حشيش وبذلك تنوعت المحاصيل الزراعية في بني حشيش ومنها: البر الحنطة القمح العلس الشعير الذرة. ولقد وصف الهمداني الذرة بأنواعها (البيضاء الحمراء الجعراء الغبراء التي لا شبيه لها). وكانت الحنطة في صنعاء وما جاورها ومنها بني حشيش وسنحان وبلاد الروس ونهم تزرع على دفعتان والذرة على ثلاثة دفعات وأربع. وتكثر زراعة الذرة في مناطق صنعاء وغيرها من مدن اليمن الأخرى لأنها تتحمل الجفاف. وقد جاء في كتاب (صنعاء الحضارة والتاريخ) أن صنعاء (وكانت تعتبر بني حشيش من صنعاء) كثيرة الفواكه ومن أشهرها أشجار الكروم (العنب) وقد أشرنا إلى ذلك في الحلقة الأولى من بني حشيش وهي المفضلة لدى اليمنيين إلا أن ما ورد في كتاب (صنعاء الحضارة والتاريخ) يشير إلى أن أنواع العنب تصل إلى قرابة سبعين نوعا. وقد ذكöر في المصدر المشار إليه أن صنعاء والمناطق المجاورة لها كانت تزرع الموز وكانت ثمرته تقطع كل أربعين يوما وهذا يدل على وفرة المياه لأن زراعة الموز تحتاج الماء الكثير أما الآن فقد نضبت الكثير من الآبار بسبب (الأرتوازات) التي تسحب المياه لأجل زراعة القات وصدق الله العظيم القائل: “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”. ويزرع أيضا قصب السكر والنخيل وربما أن تغير الطقس الآن كما كان عليه في الماضي من الأسباب المؤدية لعدم زراعة هذه الأصناف الآن أو الإهمال وعدم الاهتمام من المزارعين كما كان أجدادهم قبل مئات السنين وهذا تأكيد لوصف اليمن بالخضراء لم يكن نابعا من فراغ وإنما من كثرة أشجاره وتنوع مزروعاته حتى طغت الخضرة على جبالها ووديانها لكثرة الأمطار فيها وإذا كان يوجد في مراكز النواحي قبل الثورة ولدى بعض كبار المزارعين مدافن يدفن فيها عشرات الألآف من الأقداح من الحبوب والذرة