ربك جبار ياعبدالجبار

أحمد غراب

 - تعز  ويستمر الفلتان !!
طفله الصغير يسأل " أشتي اشوف ابي " 
وبقية اطفاله الستة تفيض من اعينهم الدموع 
وكيف لهم ان يروا والدهم دون ان يلمحوا اثار
أحمد غراب –

تعز ويستمر الفلتان !!
طفله الصغير يسأل ” أشتي اشوف ابي ”
وبقية اطفاله الستة تفيض من اعينهم الدموع
وكيف لهم ان يروا والدهم دون ان يلمحوا اثار الرصاصات التي اخترقت جسده (رحمة الله تغشاه)
عبدالجبار القبلاني الشاب ذو الثمانية والعشرين ربيعا ذو الوجه الطيب المضيء الذي تقرأ في ملامحه السماحة والنبل والبساطة والطيبة من مواليد قرية قبلان في مديرية بعدان إب لكنه عاش في تعز مع زوجته وأطفاله تعز المدينة التي طالما منحت الأمن والطمأنينة لكل من سكنها.
شاب يمني عصامي بدأ حياته من الصفر وكافح من أجل لقمة العيش وسافر واغترب وشقي وكد في الولايات المتحدة حتى اخذ الجنسية الاميركية لكنه ظل مرتبطا بالمدينة التي يسكن فيها مع زوجته وأطفاله مدينة تعز.
عاد المغترب اليمني عبدالجبار القبلاني الى بلاده التي تسكن روحه فيها ليأوي الى أسرته وأطفاله في مدينة تعز فحدثت فاجعة لم تكن تخطر على بال ¿!
الزمان / الساعة الحادية عشرة والنصف قبل صلاة الجمعة نهار يوم الجمعة 31 مايو (جهارا نهارا في الشمس الحماية)
المكان / مدينة تعز في منطقة الحوبان في الشارع العام
الحدث : مقتل الشاب عبدالجبار القبلاني في سيارته على يد عصابة مسلحة أكد شهود عيان أنه قاوم المسلحين ورفض نزوله من السيارة وهو تحت تهديد السلاح فأطلقوا ست طلقات في جسده وسحبوه من السيارة وأخذوها ولاذوا بالفرار وسط انفلات أمني يعم المدينة.
هل يعقل ان يحدث هذا في تعز ¿
هل يعقل ان يصل الانفلات الأمني في المحافظة الى هذه الدرجة ¿
عصابات مسلحة تنتشر وتقتل في شوارع المدينة وتسطو على سيارة وترمي القتيل من داخلها وتنطلق بها ¿
اشياء كنا نشاهدها في أسوأ افلام الجريمة دون ان نتوقع أو يخطر ببالنا اننا سنراها واقعا معاشا أين ¿ لا أقول في محافظة قبلية أو نائية أو غيرها بل في تعز ¿!
تعز التي طالما قهرت الجريمة بالأمن والسلام صارت اليوم مقهورة بالانفلات الأمني والعصابات المسلحة التي انتشرت في المدينة حتى صار القاتل يقتل في النهار ويرمي ضحيته ويسرق سيارته ويولي هاربا دون أي خوف أو وجل ¿!
ماذا يحدث في تعز ¿!
ما أكثر الكتابات والتحليلات التي تناولت موضوع الفلتان الأمني في تعز وما أكثر النظريات التي تم تدوالها وما اكثر التشخيصات النظرية التي سمعنا عنها وما أكثر الفلسفات التي تم ترديدها وكلها تبخرت وبقي الانفلات الأمني في شوارع تعز يتنامى أكثر فأكثر.
أهل القتيل لم يجدوا أي معلومة تدلهم على قاتل ابنهم فما كان منهم الا ان عرضوا مكافأة بعشرة ملايين ريال لمن يدلهم على قاتل ابنهم.
أما الجهات الأمنية في تعز فلسان حالها ان هذه العصابات أقوى منه عدة وعتادا وأن إمكانيات الأمن ضعيفة فما يملكه من أطقم ومعدات وأسلحة يعتبر ضئيلا عند مقارنته بكمية السلاح المنتشرة في تعز.
من أدخل تعز في هذا النفق ¿ وإلى متى تظل فيه ¿ ألا يستحق هذا الأمر أن يوضع له حد من قبل الحكومة ¿
هل حياة الناس الساكنين في تعز رخيصة إلى هذا الحد ¿ !
حسبنا الله ونعم الوكيل
ربك جبار يا عبدالجبار رحمة الله تغشاك وإلى جنة الابرار
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.

قد يعجبك ايضا