الثورة الشبابية هل تؤسس لنهضة عربية¿

أ.د‮ ‬محمد أحمد السعيدي

أ.د‮/ ‬محمد أحمد السعيدي –

لم‮ ‬يكترث الكثير لما‮ ‬يحدث في‮ ‬تونس إلا‮ ‬يوم رحل بن علي‮ ‬‮ ‬قبل ذلك كان المشهد في‮ ‬مجمله مظاهرات وسلطات تتعامل معها بوحشيه وتكيل لها الإتهامات و‮…‬إلخسيناريو أو مشهد عادة ما‮ ‬يتكرر في‮ ‬بلدان عربية عادة ما‮ ‬يخمد في‮ ‬النهايه‮ .‬وليس‮ ‬غريبا أن‮ ‬يكون العرب آخر من صدقوا فقد أذهلهم المشهد الذي‮ ‬لم‮ ‬يكن بحسبان الكثير‮ ‬‮ ‬فبينما شعوب الأرض أخذت تعبر تباعا إلى الضفة الأخرى ظل العرب‮ ‬يراوحون في‮ ‬مكانهم‮ .‬
وما إن فقنا من الصدمة حتى تداعت فرق الأقلام والأصوات في‮ ‬تونس والتصريحات التي‮ ‬حاولت محاصرة الشعلة في‮ ‬مكان ميلادها‮ (‬تونس‮) ‬موظفين ما أمكن من العوامل السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية ومستوى التعليم‮. ‬فلما وصلت الشعلة إلى مصر بادر فلاسفة النظام بالهجوم على الثوار بإعتبار أنهم في‮ ‬المكان الخطأ‮ ‬‮ ‬بإعتبار مصر لم ترق إلى مستوى التعليم والوعي‮ ‬والثقافة الغربية التي‮ ‬وصلت لها تونس‮ ‬بإعتبار قرب تونس وتفاعلها أو روابطها مع أوروبا‮.‬

فمصر ليست تونس على حد تعبير الكثيرين‮ ‬في‮ ‬حين أن آخرين اعتبروا العامل الإقتصادي‮ ‬هو الحاسم فأعتبروا أن البطالة هي‮ ‬التي‮ ‬أخرجت التونسيين.بل أن البعض أخذ‮ ‬يتحدث عن الحجم الحرج من العوامل الإقتصادية والسياسية والسكان والتي‮ ‬تؤدي‮ ‬إلى ثوره ووفقا لهم الجزائر والأردن والمغرب ستكون أقرب إلى الثورة من مصر أو اليمن ومع إضافة العامل الخارجي‮ ‬بدى وكأن إسرائيل ومن ورائها أمريكا وأوروبا لايمكن أن تسمح بتغيير نظم كالنظام المصري‮ ‬أو اليمني‮ ‬ولا حتى السوري‮ ‬نظرا للمواقع الاستراتيجية لهذه البلدان‮ .‬
واقع الأمر أن خيوط فجر جديد قد أشرق على أرجاء الوطن العربي‮ ‬ولم تقف عند حد تونس ومصر وسوريا واليمن بل تعدت ذلك إلى بلد نفطي‮ ‬مثل ليبيا وحتى الأقطار العربية الأخرى والتي‮ ‬لم تشهد أي‮ ‬خروج للمواطنين إلى الشوارع في‮ ‬مظاهرا ت أو خرجت بشكل جزئي‮ ‬ضعيف حتى هذه الأقطار قد نعمت أو استفادت من وصول خيرات الثورة الشبابية إليها بشكل أو بآخر عبر ما تحقق لها من مكاسب من قبل حكوماتها ونأمل أن‮ ‬يستمر هذا الإتجاه على الأغلب‮ .‬
ولغرض هذه الدراسة سنعتبر ما‮ ‬يحدث في‮ ‬أي‮ ‬بلد بأنه ثورة إذا عمت الإحتجاجات المستمرة كل أو معظم المدن وأن‮ ‬يكون مطلبها رحيل النظام‮ .‬
وإذا ما طبقنا أدوات ومعايير التحليل المتداولة لنصل إلى نتائج متسقة فالثورة قامت في‮ ‬دولة متقدمة إقتصاديا وعلميا وتعليميا وفي‮ ‬مستوى الوعي‮ ‬كتونس ولم تقم بنفس الشكل أو المستوى أو الحدة في‮ ‬الأردن أو المغرب أو الجزائر والتي‮ ‬ترقى إلى ذات المستوى التونسي‮ ‬تقريبا‮ ‬وقامت الثورة في‮ ‬بلد فقير تفشى فيه الأمية كاليمن ولم تقم في‮ ‬موريتانيا أو السودان وقامت في‮ ‬بلد متوسط كمصر وقامت في‮ ‬بلد نفطي‮ ‬غني‮ ‬مثل ليبيا‮ ‬ولم تقم بنفس الشكل والمستوى في‮ ‬دول نفطية أخرى والسؤال الذي‮ ‬يتبادر إلى الذهن هو هل من عامل مشترك وهل من تحليل منطقي‮ ‬يمكن الركون عليه لتفسير ما‮ ‬يحدث ¿
رغم ما قد‮ ‬يبدو من لبس إلا أنه بإمعان النظر‮ ‬يمكن الوصول إلى النتائج التالية‮ :‬
1‮- ‬أننا أمام أمة طالما عانت على مر السنين من الإنكسار والمهانة‮ . ‬فأرضنا مغتصبة في‮ ‬فلسطين والجولان وسبتة ومليلة‮. ‬وسيناء التي‮ ‬فرضوا علينا سيادة منقوصة عليها‮ . ‬ولم‮ ‬يتوقف الأمر عند حدود عمل إستعماري‮ ‬ورثناه بل أننا لم نسلم حتى من إخوة لنا في‮ ‬الدين وجيران بالم

قد يعجبك ايضا