للكلمات نفوذ

فكري قاسم


 - قلوب الكل أصبحت ضيقة  ولا مجال لصوت العقل لأن يتحدث الآن سيسفهه الحمقى ويخرجونه من الملة.
للكلمات الصادقة والمحبة نفوذ باهت على عكس الدسائس والمكائد والإشاعات والأكاذيب  صار لها
فكري قاسم –

قلوب الكل أصبحت ضيقة ولا مجال لصوت العقل لأن يتحدث الآن سيسفهه الحمقى ويخرجونه من الملة.
للكلمات الصادقة والمحبة نفوذ باهت على عكس الدسائس والمكائد والإشاعات والأكاذيب صار لها لدى الناس نفوذ نبي جاء في مرحلة من التعب تشبه -تماما -مرحلة الإرهاق النهائي.
كل واحد هذه الأيام يريدك أن تقول ما يفكر به هو وأن تكتب ما يتفق مع روح الخصومة التي تشتعل فيه في الكل وإلا فإنك إنسان مش ولابد.
كل طرف يفسر الكلمات على هواه وكل طرف ينصب لك المشانق وينسف تاريخ وسنسفيل أهالي اهلك إن كتبت مالا يرضي غروره .
إننا نعيش حالة صعبة ومتأزمة وكأننا نخوض معركة الوجود بأكبركم من القبح.
للثورة السلمية أدواتها اللغوية السلمية أيضا كما ومن شأن أي ثورة نبيلة أن تقدم للناس خطابا مختلفا لا كراهية فيه ولا أحقاد على الأقل لكي نثبت للعالم أننا أصحاب سلوكيات أرقى.
علينا أن نمتلك جرأة المكاشفة لا لننتقد الأشخاص لمجرد النقد بل لنقد الظواهر التي من شأنها أن تعطل مسيرة الثورة التي يريد اليمنييون أن ينتقلون عبرها إلى مربع زاخر بالحب وبالتسامح .. بالأمل وبالبناء.
طبقا لغاندي إذا كان “النظام” متوحشا فلا يجب أن ننافسه في توحشه.
لقد آمن غاندي بأن أية فكرة لكي تنجح جماهيريا لابد من اقترانها بالقدوة الحسنة لذا فإنه حينما دعا إلى المقاطعة بدأ بنفسه فهجر ملابسه الأوروبية وتخلى عن عمله كمحام أمام محاكم الهند البريطانية ولم ينسب أي نجاح حققه لطائفته الهندوسية وحدها ورغم دوره الكبير في تحرير الهند من المستعمر لم ينصب غاندي نفسه زعيما لشعبه.
إن زيارة خاطفة وسريعة لغاندي هي أكثر ما نحتاجه الآن لكي ننام دون أحقاد.
Fekry19@gmail.com

قد يعجبك ايضا