بالحوار نصنع المستقبل

عبدالفتاح علي البنوس


 - الحوار الوطني هو الخطوة الأكثر فاعلية في بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية بعد الانتخابات الرئاسية وعملية الانتقال الديمقراطي للسلطة ومما لاشك فيه ان مؤتمر الحوار الوطني سيأخذ بايدي كافة القوى السياسية والأطراف المشاركة
عبدالفتاح علي البنوس –

الحوار الوطني هو الخطوة الأكثر فاعلية في بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية بعد الانتخابات الرئاسية وعملية الانتقال الديمقراطي للسلطة ومما لاشك فيه ان مؤتمر الحوار الوطني سيأخذ بايدي كافة القوى السياسية والأطراف المشاركة فيه إلى تجاوز الأوضاع الراهنة والانطلاق وفق رؤية وطنية نحو بناء اليمن الجديد والمستقبل المشرق بإذن الله.
فمن خلال الحوار سيتم تطبيب الجراح وتجاوز مشاعر الحقد والكراهية ونبذ كافة أشكال العصبية والتسامي فوق الآلام والجراح وطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة عنوانها المحبة والتآخي والتعايش السلمي والحرص على المصلحة الوطنية.
لقد جربنا العنف والصراعات والمماحكات ولكنها زادت من الطين بلة وزادت من الأوضاع تفاقما فكان الحوار الوطني هو الخيار والحل الأنجع والأنسب فمن خلاله تطرح كافة القضايا وتناقش كافة الملفات المطروحة على طاولة النقاش وفق آلية وطنية تصب مخرجاتها في خدمة المصلحة العامة للوطن.
لن يكون هناك أي تحفظات أو خطوط حمراء ولن يكون هناك فرض أو إلزام الكل سيدلي بدلوه وكل طرف سيقدم رؤيته لكافة القضايا المطروحة على جدول أعمال مؤتمر الحوار الوطني والمطلوب فقط هو التحلي بالصبر وسعة الصدر والابتعاد عن التعصب للرأي من قبل الأطراف المشاركة في الحوار كون ذلك قد يؤدي (لا سمح الله) إلى فشل الحوار وكلنا نعرف جيدا أن فشل الحوار الوطني يعني الاتجاه نحو الحرب الأهلية وعودة الصراع ونزيف الدم من جديد والعودة بالأوضاع في البلاد إلى مربع الصفر وهذا ما لا نتمناه على الاطلاق.
وأنا شخصيا أنظر إلى مؤتمر الحوار الوطني بنظرة تفاؤل وذلك انطلاقا من المواقف المبدئية التي أعلنتها القوى المشاركة في المؤتمر والتي صبت في مجملها حول أهمية الحوار ودوره في إخراج البلاد من الأوضاع الراهنة وتأسيس اللبنات الرئيسية لبناء الدولة اليمنية المدنية الحديثة التي ننشدها جميعا فالحوار هو مفتاح العبور نحو الدولة المدنية وهو من سيرسم ملامح هذه الدولة واتجاهاتها وسياستها وبرنامجها الشامل الذي سيركز على البناء والتطوير والتحديث والتنمية الشاملة في شتى مجالات ونواحي الحياة ونحن على أعتاب انطلاق مؤتمر الحوار الوطني فإننا نأمل من الجميع الابتعاد عن الاستفزازات والتراشقات الإعلامية والسياسية وتبادل الاتهامات ووضع الصعاب والعقبات والعراقيل أمام انعقاد مؤتمر الحوار الوطني نريد أن يلتزم الجميع بالتهدئة سواء كانت إعلامية عن طريق الفضائيات والصحف والمواقع الالكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي ومنابر المساجد أو سياسية عن طريق قادة وعناصر العمل السياسي في البلاد فلا مجال لتعكير أجواء الحوار ولن يكون ذلك في مصلحة أي طرف على الاطلاق كون الخسارة المتوخاة جراء ذلك ستكون عامة وستطال تداعياتها وآثارها الجميع بدون استثناء.
وهو ما يستدعي توحيد الطاقات وتضافر الجهود من أجل إنجاح مؤتمر الحوار الوطني لضمان الخروج بنتائج وثمار طيبة يلمس المواطن المسكين آثارها وانعكاساتها الإيجابية على حياته وأوضاعه المعيشية والاقتصادية والأمنية وعلى الأوضاع العامة في الوطن الكبير من صعدة إلى المهرة نريد أن يكون مؤتمر الحوار الوطني فاتحة خير على اليمن واليمنيين وهذا لن يتأتى إلا إذا أعمل المشاركون في المؤتمر قيم الإيمان واعلوا قيم الحكمة اليمانية وتحلوا بالعقلانية وقدموا التنازلات من أجل أن يحقق الحوار الآمال والطموحات والتطلعات والأهداف والنتائج المرجوة منه وأعتقد أن ذلك ليس صعب المنال على أبناء الإيمان والحكمة الذين وصفهم الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام بالطيبة ورقة القلوب ولين الأفئدة.
بالحوار نصنع المستقبل بالحوار نسدل الستار على الفتن والأزمات والصراعات بالحوار نبني الدولة المدنية بالحوار نتجاوز مآسي ومنغصات الماضي بالحوار ننتصر لديننا ووطننا بالحوار نحل مشاكلنا وقضايانا بأنفسنا دون الحاجة إلى الاستعانة بصديق أو شقيق بالحوار نبحر بسفينة الوطن إلى بر الأمان بالحوار نلجم صناع الأزمات ودعاة الهدم والتخريب وأنصار الشر وتجار الحروب ومثيري الفتن وأعداء اليمن في الداخل والخارج بالحوار ندلل على حضاريتنا ونبرهن للعالم أجمع على ديمقراطيتنا المتجذرة في أعماقنا منذ عهد نبي الله سليمان والملكة بلقيس بالحوار سنصنع المجد المنشود بإذن الله ليمننا الحبيب بالحوار سنحافظ على الوحدة الوطنية وسنعزز الشراكة الوطنية.
بالحوار سنقف على أخطاء الماضي وسلبياته من أجل ضمان عدم تكرارها في المستقبل بالحوار سيكون وطننا أكثر

قد يعجبك ايضا