أهمية مؤتمر الحوار وخطاب المرحلة المقبلة!
علي عبدالواسع الحميري
علي عبدالواسع الحميري –
يكشف خطاب المرحلة المقبلة عن أولوية قضايا مركزية باتت أكثر ضرورة إذا ما أراد القائمون على مؤتمر الحوار الوطني إخراج اليمن إلى بر الأمان تتمثل بالعقلانية والديمقراطية والعلاقة مع الطرف الآخر. ويكشف تحليل هذه المرحلة كيف تحولت من الجدل مع الواقع إلى الجدل مع نفسها عندما خضعت تدريجيا لبنية أكثر من ثنائية بلغت من حدة الاستقطاب بينها لتطغى على كل الصعد إلى درجة مانعة من التفاعل الجدي والجدلي بين الأطراف المتصارعة.
ـ وعليه فإن مما لا شك فيه أن مؤتمر الحوار الوطني يعد بمثابة قارب النجاة لليمن إذا ما وضع في الاعتبار إخراج البلد من أزمته الراهنة والتي مضى عليها عامان ونيف عصفت به و بأبنائه حتى ظن الجميع أن لا مخرجا منها.
ـ وعلى الرغم من أن بعض الأطراف السياسية تسعى بشكل أو بآخرإلى إنجاحه إلا أن هناك قوى أخرى تعمل على العكس من ذلك كونها المستفيدة الأكبر من إبقاء اليمن رازحا تحت الأزمة فهي ترى أن نجاح المؤتمر الوطني للحوار لا يصب في مصلحتها على الإطلاق.
ـ في رأيي إن المواطن بات يحدوه الأمل في أن يرى الخلاص لاسيما بأنه هو من دفع ثمن الصراعات السياسية التي آلت إلى هذا الحال فهو لا ينفك عن تلاوة الصلوات دون كلل أو يأس تحدوه الآمال برؤية يمن أكثر إشراقا بعيداعن النزاعات والحروب ينعم بخيرات الأمن والاستقرار وبالمعيشة الكريمة.
ـ لقد شهدت الساحة الوطنية خلال عامين مضت حالة من التفكك والفرقة والشتات بعد امتداد رقعة الصراع السياسي بدءا من الساحات والمؤتمرات السياسية ليتسلل إلى أروقة الحارات مقتحما أسوار المنازل وصولا إلى داخل الأسرة الواحدة وليس من المبالغة قولنا بأن مفرزات الأزمة السياسية تسللت لتطال غرف النوم داخل البيت الواحد كما أن المواطن البسيط وجد نفسه يتجرع مرارة هذه الأزمة اللعينة فهو الوحيد الذي يدفع فاتورة هذا الصراع السياسي.
ـ وأمام هذه المعاناة تلوح في الأفق حالة من القلق عما إذا كان النور قد عرف طريقه إلى يمن أكثر إشراقا وأمنا أم لا¿.
ـ وعلى ذكر انطلاق مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي تزامن مع الذكرى الثانية لمذبحة الكرامة تلك الواقعة الأليمة التي حصدت أرواح اثنين وخمسين شابا من خير أبناء الوطن كانت الآمال تحدوا الجميع أن يروا نور العدالة قد أطل برأسه من أفق السعيدة قابضا بيديه رقاب القتلة والمجرمين الذين خططوا ودبروا ونفذوا تلك المجزرة المروعة وأكثر من ذلك كان اليمانيون على أمل أيضا أن يروا يد العدالة وقد طالت رقاب أولئك المجرمين الذين استهدفوا خيرة أبناء اليمن في ميدان السبعين وغيرهما من الأحداث الدموية المريعة التي أزهقت أرواح الأبرياء لتكون الأجواء أكثر تلاؤما وصفاء تمكن الجميع من صنع مستقبل أكثر إشراقا لكل اليمن لكن مشيئة الله أرادت أن يكون القرار الحاسم فيها له وحده في الآخرة.
Ali4Yemen@gmail.com