وطن لكل مواطن!!

د. محمد حسين النظاري

 - وهنا يجب علينا أن نفرق بين مطالب حقوقية تحت مظلة وطن واحد عن مطالب بإيجاد وطن لكل مطالب فما يمكن تفهمه أن نطالب بالتغيير في إطار وطن لا أن نطالب بتغيير الوطن نفسه.. وتطرق لهذا الموضوع بعد أن سمعنا منادات البعض غير
د. محمد حسين النظاري –
وهنا يجب علينا أن نفرق بين مطالب حقوقية تحت مظلة وطن واحد عن مطالب بإيجاد وطن لكل مطالب فما يمكن تفهمه أن نطالب بالتغيير في إطار وطن لا أن نطالب بتغيير الوطن نفسه.. وتطرق لهذا الموضوع بعد أن سمعنا منادات البعض غير المنطقية بأن تتحول الحارة الفلانية إلى إقليم أو المديرية العلانية إلى محافظة أو المحافظة.. إلى دولة.
كيف لنا أن ننادي برفع الظلم عنا كشريحة مظلومة في حين نريد أن نظلم غيرنا وقد يكونون أكثر منا بل وأشد تعاسة في أوضاعهم ومع هذا لم يخرجوا لينادوا بالإقليم أو الدولة.. وهنا علينا أن نجنب الوطن تجاذباتنا السياسية وأن ننأى به عن الصراعات الحزبية فالوطن باق فيها ونحن زائلون وسيأتي بعدنا من يلعن أي خطوة تقود إلى التمزق والشتات.
إن مشروع إنشاء الأقاليم أصبح قضية مطروحة للنقاش على أساس الاستفادة من الثروات وإلغاء المركزية المفرطة التي أدت بالبلاد إلى السوء الذي نعيش فيه.. ولكن كيف يكون توزيع الأقاليم¿ هل على أساس البلد الواحد (الجمهورية اليمنية)¿ أم على أساس شطري (شمال و جنوب)¿ أم على أساس سكاني (كثافة المواطنين)¿ أم على أساس جغرافي¿.
إن اتجاهنا نحو إنشاء الأقاليم ينبغي الا يجعلنا نخطو خطوة تقودنا بدون أن نشعر إلى تكريس الانفصال كحل أخير.. فقد يكون حل الأقاليم مقدمة ليس لانفصال الجنوب فقط بل لانفصال كل إقليم عن الدولة المركزية خاصة إذا كان يمتلك منافذ بحرية أو برية ولنا عبرة مما حدث في السودان الشقيق.
إن ضعف الدولة المركزية سيسهم بلا ريب في أن تتجه الأقاليم نحو المطالبة بالانفصال وقد نجد أنفسنا في دويلات عديدة في فترة زمنية قصيرة ولهذا ينبغي ألا يرتكز تقسيم الأقاليم على أسس مناطقية أو مذهبية أو لاعتبارات تضر بالوحدة الوطنية.. فحينها لن نعود إلى ما قبل سنة 1990م أي إلى شطرين بل سنشهد ما قد يخطر الآن على بال أحدنا إطلاقا.
دعوة نوجهها إلى جميع الخيرين في هذا الوطن أن يجعلوا مطالبهم الحقوقية – التي ينبغي أن تلبيها الحكومة- تحت مظلة وطننا الكبير فلا عزة لنا إلا بوحدتنا فقط وأن يغلبوا مصلحة الجميع على مصلحة القلة فإن يد الله مع الجماعة ونحن على سفينة واحدة إن خرقها أحدنا غرق وغرقنا معا وإن سلمت سلم وسلمنا جميعا.
علينا جميعا أن ندخل الحوار الوطني فاتحين الآمال على تحقيق ما يؤلف بيننا ففرصتنا هذه من الصعب أن تتكرر من جديد ولا ضير أننا تأخرنا حتى وصلنا إليها وثمنها غال لأننا قدمنا أرواحا غالية نسأل الله العلي القدير أن يتغمدها بواسع رحمته وأن يبلغ الوطن كل خير وأن يكون الوطن لكل مواطن لا أن يكون كل مواطن له وطن.

? أستاذ مساعد بجامعة البيضاء

قد يعجبك ايضا