رحلة بحث عن أمل وعمل..!!

تحقيق رجاء عاطف


تحقيق/ رجاء عاطف –
الأسرة بداية الطريق.. ونظرتها القاصرة أول المحبطات.

وقد انتهت دراسة بومان التي تناولت تكيف المعاق بصريا في الأسرة إلى نتيجة مؤداها أن تقبل الأسرة لابنها المعاق بصريا وتوفير الظروف والمناخ التربوي السليم والابتعاد عن الحماية الزائدة التي تحد من نشاطه وحريته هذه العوامل تسهم إيجابيا في توافقه النفسي والاجتماعي وتعمل على بث الثقة في نفسه وتتيح له فرص التعليم والتأهيل المهني.
ولا نغفل دور الأسرة في هذا الجانب لأنها هي النواة الأولى لتشكيل الفرد فهناك كفيفون لم تساعدهم الأسرة أو تأخذ بيدهم لتخطي إعاقتهم وتزرع فيهم الثقة لذا يخرجون إلى المجتمع رافضين التعامل معه والانخراط بين الناس حتى من أقرانهم المكفوفين ويصبح الخوف والشك لديهم غير طبيعي لكل شيء.
هذه إحدى الكفيفات تعيش حالة من العزلة بين أربعة جدران لعدم قدرتها التخاطب مع المجتمع بسبب المرض الذي تعاني منه والحالة النفسية الصعبة التي تمر بها وأيضا من التفكك الحاصل في أسرتها التي لم تعرها أي اهتمام لتخطي مشكلتها وما هي فيه بل أصبحت عبئا ثقيلا عليهم لا يتقبلونها وينتظرون متى تأتى اللحظة للتخلص منها كان لديها نسبة ضئيلة من السمع وبسبب عملية زراعة القوقعة فقدت السمع نهائيا كانت حينها تعلمت لغة البرايل التي ساعدتها في ظروفها هذه على التخاطب جزئيا مع مثيلتها الكفيفات ورغم أنها كانت متميزة في الدراسة إلا أن القدر شاء أن تكون هكذا لتمر بهذه الظروف الصعبة والتي لم تساعدها على الخروج مما هي فيه إلى الآن.
إرادة وإصرار
لكن هناك من لديهم إرادة قوية لتحدي الإعاقة البصرية والخروج منها إلى التكيف مع هذا المجتمع الذي بدأ يتقبلهم لنجاحهم بشرى المحفدي- مسئولة العلاقات العامة بجمعية الأمان لرعاية الكفيفات تقول: كنت دائما اشعر بضباب في الرؤية ولعدم تشخيص الحالة في بدايتها وتأخرنا في الكشف وجد أن لدي ضمور في العصب البصري نتيجة ورم في الغدة وحين سافرت لإجراء العملية قيل لا يوجد أمل ومن الصعب عمل زراعة أو عملية لرجوع البصر خاصة أنني وذهبت وأنا أرى وما زال عندي قليل من البصر أو الرؤية ولدي أمل كبير برجوع بصري ولكن بعد إجراء العملية وجدت بأني أصبحت كفيفة فشعرت من لأني فقدت بصري وبمقابلتي للدكتورة وفاء العاقل أخت الأستاذة فاطمة العاقل رحمها الله والتي قالت بعد أن أعود إلى اليمن أذهب إلى جمعية الأمان للكفيفات وقدر الله أن اسأل عن الجمعية وكنت أبحث عن الأستاذة فاطمة العاقل وهي كذلك إلى أن وجدتني وسألتني ما الذي أعمله حاليا قلت لا شيء لماذا لا تدرسي جامعة قلت كيف وأنا كفيفة فاعتبرت أن فقدان بصري منحة من الله تعالى والذي فتح لي أبوابا كثيرة منها التحقت بالجامعة قسم علم النفس بكلية الآداب بمساعدة أختي التي كانت في قسم الأحياء وانتقلت إلى علم النفس ودرسنا مع بعض وانتهينا من التحصيل العلمي وكان تقديري بالبكالوريوس جيد جدا وكنت حينها وأن اعتمد على السمع بشكل كبير في المحاضرات وأتساعد أنا وأختي في المذاكرة وفكرت أن لا أقف عند حد البكالوريوس لا بد من تحضير الماجستير وبعدها الدكتوراه وفعلا بدأت في الدراسة التمهيدية للماجستير والرسالة سأحضرها لها أن يسر الله تعالى وبمستوى ثالث دخلت مركز بناء للتدريب والاستشارات وأخذت دورات في التنمية البشرية وتعلمنا مهارات الحاسوب وكذلك التخطيط الاستراتيجي وكان تدريبا صعبا جدا ولكنهم صنعوا فينا شيئا وأخرجونا شيئا آخر ونشكرهم بعد الله عز وجل لأنهم بذلوا معنا جهدا كبيرا جدا وتخرجت من الجامعة ومركز بناء في نفس السنة ثم انتقلت إلى الجمعية وكنت أول كفيفة أستلم إدارة العلاقات العامة للجمعية ووضعت الأستاذة فاطمة العاقل علي أملا كبيرا ووقفت بجانبي وشجعتني و توكلت على الله تعالى وأدرتها وبدأت بتطبيق ما أخذته في المركز على الواقع العملي وواجهت صعوبات في البداية لعدم وجود من يرافقني في العمل ولكن عملت في العلاقات ما لم تعمله المسئولات قبلي وانتقلت إدارة العلاقات التي تعتبر عصب الجمعية نقلة نوعية خلال السنتين التي بدأت أعمل فيها وعملت بقمة الحماس والخوف في نفس الوقت وبخطوة خطوة تخطيت المشاكل والصعوبات التي واجهتني وكانت الجمعية لا تتوانى عن أي شيء كنت اطلبه في عملي يمدوني به والآن الجمعية لها ثقلها في المحافل الدولية والإقليمية على مستوى العالم وليس العربي فقط ونمثل الجمعية في كل مكان والذي لها دور ودعم كبير إلى جانب الأسرة ومساندتنا وتشجعنا وتوفير الوقت زوجي الذي مهما قلت عنه لن أستطيع أن أوفي ولو جزءا من حقه فقد كان ألمه كبيرا حين رجعت وأنا لا أرى فوقف إلى جانبي وكان خير سند لي.
وعن نظرة الأهل والأصدقاء أضافت بشرى: في بداية الأمر عاملتني الأسرة بشفقة وحنان لفقداني بصري حتى أنهم يخافون أن أقوم بعمل شيء خو

قد يعجبك ايضا