سلطان .. الذكرى العشرين لوفاته

هاشم عبدالحافظ


 - 
التفت إليه وإذا هو عميد مهندس طيار متقاعد / عبدالباري أحمد عمر العبسي  خرجت مني إجابة عفوية بأني قاصد ديوان عام وزارة الخدمة المدنية والتأمينات  وقلت له
هاشم عبدالحافظ –

التفت إليه وإذا هو عميد مهندس طيار متقاعد / عبدالباري أحمد عمر العبسي خرجت مني إجابة عفوية بأني قاصد ديوان عام وزارة الخدمة المدنية والتأمينات وقلت له : وأنت أين وجهتك !! فزفر نهدة عميقة انتزعها من أعماق قلبه وذهب ببصره من باب الباص وكأنه سيقرأ ما سيقوله لي مما كنا قد تناولناه في لقاء سابق وقال: مازلت مهموما بموضوع المغفور له بإذن الله تعالى . أخيه الفارس المترجل من صهوة الحياة (سلطان أحمد عمر مقبل العبسي) الذي كان معروفا باسمه الحركي (فارس).
أما بالنسبة للحديث عن البدايات الأولى لمشوار حياته وهو طالب وضمن محطات المسار النضالي الوطني القومي ما قبل الثورة وحتى إعادة الوحدة الوطنية وإقامة دولة مدنية حديثة تكفل المساواة في المواطنة والحقوق والحريات الخاصة والعامة لأبناء الوطن الواحد فكانت تلك من المهام النضالية التي نذر روحه من أجل تحقيقها وأضفت : إلى أين وصلت في متابعة زملاء الفقيد ورفاق دربه الذين شاركوه النضال الوطني على مستوى شطري البلد !! وبنفس النهدة العميقة قال : جمعت بعض الحوارات التي أجريت معه قبل أن يرحل عن الدنيا وما كتب عنه للأربعينية ملفتا إلى ما كان بعض الكتاب والمتحدثين قد أشاروا إليه في حينه من ضرورة وأهمية تنظيم وعقد ندوة فكرية علمية توثيقية لسيرة حياته النضالية كانت قد حددت محاورها في حفل التأبين . لكن للأسف لم تنعقد الندوة المقترحة حتى اللحظة وبحركة لا إرادية أشرت إلى علاق كان بيد العميد المهندس المشار إلى اسمه فسألته: ماذا تحمل في يدك ¿ فلم يعلق بل أخرج بعض صور الكتابات والكلمات الرثائية والتعازي التي كانت قد نشرت في بعض الصحف المحلية والعربية قام بجمعها لإعدادها في كتيب فهمت من حديثه بأنه يواجه صعوبة ربما ضائقة مالية وانعدام تجاوب بعض الرفاق الذين لديهم ذكريات أو ما كتبوا وقالوا عن الفقيد وأضاف: لا يزال الأمل فيهم كبيرا لإصدار الكتيب. وهي إشارة واضحة لرفاق درب الفقيد الفارس الفذ وأصدقائه من قيادات الأحزاب الأخرى للوفاء بالعهد الذي قطعوه على أنفسهم بالأربعينية.. خاصة وأن 13/إبريل من العام الجاري يصادف الذكرى العشرين لوفاة سلطان أحمد عمر حيث كان ولا يزال معولا عليهم تنظيم وعقد الندوة عنه كأحد مؤسسي الحركة الوطنية اليمنية وقادتها. فلم يكن القائد الوحيد الذي أدارت الجهات الرسمية والحزبية والتنظيمات السياسية بل المنظمات والجمعيات الأهلية والمدنية وعلى رأسها الحزب الاشتراكي اليمني وحركة القوميين العرب وبالذات القيادات السياسية التي شاركها في تأسيس فرع الحركة باليمن وقاد معها نضال الحركة الوطنية ضد أنظمة الحكم الاستبدادي والاستعمار البريطاني في شطري اليمن حتى انتزع الشعب حريته فهناك كثير من الوطنيين لم تلتفت قيادات هذه الأحزاب والجهات إلى أدوارهم الكفاحية والتعبوية للجماهير التي كانت تحشدها وتقود نضالاتها ضد تلك الأنظمة حتى تمكنت من دحر المستعمر البريطاني من جنوب اليمن وقبله إسقاط نظام الحكم الأمامي بالشمال وإقامة نظام جمهوري هنا وهناك كان يعول عليه تحقيق تحول ديمقراطي حقيقي يلبي تطلعات الجماهير إلى حكم تسوده المساواة بغض النظر عن شكل النظام كالذي يتكلمون ويكتبون عنه باستحياء رغم إدراكنا جميعا بأن أهداف التغيير للاحتجاجات السلمية لا يمكن تحقيقها دفعة واحدة وأن حركة التغيير مستمرة حتى تحقيق كامل الأهداف التي عبرت الحركة عنها بانطلاقتها من محافظة عدن حوالي 7/يوليو 2007م والتي تواصلت سلميا حتى غطت بقية محافظات الجمهورية وبالذات تعز الحديدة إب وأمانة العاصمة تعبيرا عن تواصل حركة الاحتجاجات الطلابية والشعبية الرافضة لمشاريع التجزئة السياسية والمطالöبة بالتغيير الثوري الشامل لمجالات الحياة منذ أن بدأت بعدن وتعز أوائل الستينات . وعلى هذا السبيل سقط شهداء من أبناء الشعب اليمني أثناء مسيرة الكفاح المسلح وامتزجت دماؤهم في الشمال والجنوب من أجل التحرر والوحدة والديمقراطية – ديمقراطية الشعب – وليس السلطات والمؤسسات. وبسبب المعاناة المتزايدة خرجت فئات شعبية واسعة في تظاهرات احتجاجية مطلبية وحقوقية سلمية شهدتها المدن و المتظاهرون اعتبروا يوم الجمعة 11/فبراير 2011م مناسبة وطنية يحتفي بها شعبنا سنويا وهو ذات اليوم الذي صادف استشهاد مهيوب علي غالب الشرعبي (عبود) بمدينة الشيخ عثمان يوم السبت 11/فبراير 1967م لتأكيد هذا التلاحم المعمد بدماء الشهداء فقد حاولت بعض القوى السياسية الانتهازية – من هنا وهناك مع حمى التحولات التي تشهدها الساحة اليمنية – نهبها نهارا لكي تجعل منها ذكرى سوداء لإحياء المسمى باتحاد ا

قد يعجبك ايضا