تعبتوا جنان !

عبد الرحمن بجاش

 - إليكم الحكاية .. وهي حقيقة وليست من وحي خيال , ( ح ) كان عمره يومها 50 عاما تقريبا , تخرج في مجاله من دولة أوروبية شرقية, مبدعا في تخصصه بل آية في العلم , جعله محل تقدير وإعجاب شديدين وغيرة آخرين , رئيسه في العمل كان رجلا كفؤا وقادرا واثقا من نفسه , لا يسأل هذا من أين أنت بل ما الذي تقدم¿
عبد الرحمن بجاش –
إليكم الحكاية .. وهي حقيقة وليست من وحي خيال , ( ح ) كان عمره يومها 50 عاما تقريبا , تخرج في مجاله من دولة أوروبية شرقية, مبدعا في تخصصه بل آية في العلم , جعله محل تقدير وإعجاب شديدين وغيرة آخرين , رئيسه في العمل كان رجلا كفؤا وقادرا واثقا من نفسه , لا يسأل هذا من أين أنت بل ما الذي تقدم¿ فقدم لـ(ح) كل رعاية , بل تعامل معه بأبويه ليس بابوية تعرفونها , بل رعاه لإعجابه بإبداعه وقدرته على اجتراح الحلول لأي مشاكل تواجه العمل الدقيق , فأحس صاحبنا بتقدير رئيسه في العمل فزاد تفانيا ما جعل آخرين كثر يقدرونه ويحترمونه لتواضعه الجم وهي صفة المبدعين على كل حال . دارت الأيام وصاحبنا يتقدم ويتقدم حتى تقدم لرئيسه في العمل يطلب يد ابنته للزواج فلم يتردد في الموافقة, ليأتي صاحبي إلى بيتي يدق بابها, أسأله: ماذا تريد يا فلان¿, يرد علي بطريقته 🙁 اشتتمشيخ ) ساع الناس¿ قلت: ما المطلوب¿ رد بسرعة: لقد تقدمت لرئيسي في العمل لأخطب ابنته فوافق على الفور طالبا أن أذهب وأهلي إلى بيته , فأنت وفلان وعلان أهلي , (بيس) ما فيش معي الآن , مطلوب منكم تذهبوا بي إلى الحمام وتشتروا لي بدلة وتخطبوا لي, قلت: هكذا هو المبدع خيط رفيع بينه وبين المجنون – حدثت نفسي -, حاضر, وذهبنا بعد أن نفذنا له ما طلب إلى بيت رئيسه وخطبنا له وسط احتجاج الأولاد (كيف ونحن لا نعرف أصله وفصله) , لكن الرجل كانت له حساباته الخاصة فرحب, وخرجنا من عنده متمشيخين!.
أيام .. التقيت بصاحبي (ح) سلام فرد علي: يا شيخ , قلت: نعم, قال : أمس شفتوا خطيبتي معك بالسيارة, وقبل أن أرفع يدي , – عادي كلنا أهل , قلت : يا أم الجن حلي علينا, فحلت بالفعل , إذ بعد أيام جاء من يقول لي : صاحبك في شارع هائل مجنون رسمي, توالت الحكاية فصولا, الخطبة فسخت, وصاحبي استوطن الشارع عاما .. عامين .. ثلاثة, ومن يعرفه يضرب كفيه حزنا على مبدع ضاع في الزحام, كنت اذهب لأراه وشكله يدمي الروح .. لتمر الأيام وأفأجا ذات ظهيرة بمن يدق بابي,- من ¿ – أنا .. خرجت لأواجه به, قبل أن افتح فمي, قالها بهدوء مبالغ فيه: اسمع (تعبتوا جنان), قلت: ونحنا تعبنا بلا جنان, ما المطلوب¿ – بدلة منك والخبرة, وحق حمام, وجواز, قلت: حاضر, قطع الجواز وعلى أول طائره إلى بلد أوروبي يمارس إلى الآن إبداعه أو جنونه .. لا فرق!.

قد يعجبك ايضا