الأوطان .. حضارة وقيادات وشعب

جمال أحمد الظاهري

 - دوما نحن العرب نضج  ونصرخ ونشتكي ونتباكى عندما يصيبنا ضرر أو يلحقنا أذى ويتكرر هذا الأذى دون أن نفطن الى أننا السبب فيما يصيبنا فيما الأمر واضح ومرده أننا لا نؤمن بأنفسنا كقيمة تستحق أن تصان وتحترم من قبل بعضنا البعض في المقام الأول ولهذا نرى التسابق في الكيد والوقيعة ببعضنا في كل المحافل الدولية ونرهن انفسنا كأمة لدى من لا يرى فينا غير مصالحه.
جمال أحمد الظاهري –
دوما نحن العرب نضج ونصرخ ونشتكي ونتباكى عندما يصيبنا ضرر أو يلحقنا أذى ويتكرر هذا الأذى دون أن نفطن الى أننا السبب فيما يصيبنا فيما الأمر واضح ومرده أننا لا نؤمن بأنفسنا كقيمة تستحق أن تصان وتحترم من قبل بعضنا البعض في المقام الأول ولهذا نرى التسابق في الكيد والوقيعة ببعضنا في كل المحافل الدولية ونرهن انفسنا كأمة لدى من لا يرى فينا غير مصالحه.
وفي المقام الثاني تنازلاتنا عن ما هو لنا للغير من أجل كسب ودهم ورضاهم يفقدنا المشروعية الوطنية وتعاطف الشعوب الأخرى والنتيجة نفقد إيماننا بذواتنا وبقدراتنا ما يرسخ فينا روح الانهزامية ويغرس في انفس الشعوب العجز والانهزامية وعدم القدرة على مواجهة أي طارئ حتى قبل أن نحاول التعامل معه ومرد ذلك أننا ما عدنا نؤمن ببعضنا ولا بتاريخنا ولا بهويتنا كأمة أو كشعوب معتمدين على الغير ومتناسين الحكمة التي تقول – أنه ما يحك لك غير ضفرك-.
إن حقيقة الأمر أننا أوقفنا ملكاتنا الفكرية وجمدنا نشاطنا الوطني بإدراك أو بدون إدراك لهذا فإننا كأشخاص أو كجماعات أو أحزاب أو حكومات أو دول سبب كل البلاء الذي يصيبنا لأننا اعتدنا ربمالأجيال أن نترك الأمور على غيرنا وإن اردنا القيام بشيء فنحن لا ننظر الى ما بين ايدينا وما نملكه .. بل أننا حتى في مصائرنا عين على ما نريد والاخرى تنظر الى ذاك البعيد وتعمل له ألف حساب بانكسار ترمقه وتستعطفه بأن يرحمنا ويساندنا ولا نمتلك عينا ثالثة تتفحص بعضنا لأن هذا البعض أو الآخر غير منظور لنا بالمرة أو أنه في خانة الخصوم ونعامله على هذا الأساس وحين يعترض أو يقف في وجهنا نصرخ ونولول ونوصمه بكل تهم العمالة والإجرام وكأننا لم نتوقع منه أن يدافع عن نفسه وعليه أن يقتنع بما نراه منصبين أنفسنا أوصياء عليه ونمارس السلوك الفرعوني على بعضنا البعض – أنا ربكم الأعلى ولا أريكم إلى ما أرى- .
إننا كشعوب ودول نعيش اليوم حالة مزرية وأوضاع يشفق علينا منها العدو فهاهو العالم قد تخطى عتبة القرن الواحد والعشرين بإنجازات وانتصارات ومنجزات وحضارة راقية ونحن – محلك سر- إننا نعيش حالة رثة وانهزامية قل أن تجد مثيلها ومع كل ذلك نحن مستمرون في المغالطة لأنفسنا وفي الارتهان للغير الذي اصبح يتحكم بمصائرنا وحتى مستقبل اجيالنا القادمة وبدون الذهاب بعيدا فنظرة منصفة وواعية لحالة يمننا اليوم ما زال غير مدرك لأهميته كموقع جغرافي أو ثقل ديمغرافي وعمق حضاري وتاريخي نستهين بقدراتنا وبما نملكه مفضلين دوما أن نكون في المرتبة الثانية أو الثالثة ليس لضعف فينا كما نتوهم أو لافتقار أوطاننا لمقومات الوجود وإنما لأننا فقدنا الاعتزاز بانتمائنا ورهنا أنفسنا للغير وتنازلنا عن دورنا كشعب له تاريخ وجغرافية مهمة لبقية أمم وشعوب العالم هذا أولا.
نعم هناك مشاكل كبيرة وصعوبات في طريق اليمن تعيقه وتمنعه من لعب الدور الذي قدر له وهذه سنن فطر الناس عليها نتيجة الحدود بين البلدان والاختلاف في الثقافات والتدافع على المصالح ولكن هذا ليس مبررا لما نعانيه من أوضاع وتشرذم تغذيه بعض الاطراف الاقليمية والدولية التي لا ترى في نجاح واستقرار اليمن مصلحة لها أو لأنها تريد تصفية حسابات مع هذا الشعب أو مع قادته أو تسعى لخوض حروبها مع أطراف أخرى على الساحة اليمنية نعم ليس مبررا لأنه بإمكاننا أن نحيد هذه المعوقات في حال إيماننا بقدراتنا وعززنا ولاءنا لوطننا ووقفنا بجدية أمام هذه المعضلات بحزم وبحرص على قيمة الوطن والمواطن ومنعنا المتاجرة بسيادة البلاد وبدماء وحقوق وآدمية شعبه.
وما نشاهده ونسمعه هذه الايام من دعوات التقسيم وتجزيء اليمن فإن حلها بيد الاخ رئيس الدولة الرمز الذي اقتنع به وصوت له الشعب اليمني لأنه يمتلك القدرة والكفائة والأهلية لأن يكون الشخصية التي تعتز بيمنيتها وتدرك أهمية شعبها وعوامل قوته وستفعل مراكز هذه القوة التي ستدعم قراراته والتي منها الموقع والشعب التواق للعزة والكرامة.
هذا الشعب صاحب التاريخ والحضارة والقيم الذي اعيته الحاجة وافقده الهوان بعض قيمه واعتزازه بنفسه لم يمت ولم يخمد وهجه ولا يحتاج إلا إلى القليل من الرعاية والاهتمام من قادته والقدوة الحسنة من كبار دولته كي يزيل ما علق به من رماد التزلف والكسب المشبوه الذي مارسه وما زال يمارسه بعض المتسولين المحسوبين على الدولة أو غيرهم ما أوصل المواطن اليمني في

قد يعجبك ايضا