رحمة حجيرة.. والمهمشون!

حسين محمد ناصر


 - قارنت تلك الإجابة مع ما سمعته ورأيته في برنامج الإعلامية (رحمة حجيرة) ساعة زمن الذي يبث عبر قناة اليمن اليوم وكيف يستطيع البعض إطلاق كلمة (خادم) دونما مراعاة لمشاعر وإحساس ملايين من البشر
حسين محمد ناصر –

قارنت تلك الإجابة مع ما سمعته ورأيته في برنامج الإعلامية (رحمة حجيرة) ساعة زمن الذي يبث عبر قناة اليمن اليوم وكيف يستطيع البعض إطلاق كلمة (خادم) دونما مراعاة لمشاعر وإحساس ملايين من البشر وحصر الحديث عنهم في إطار محافظات الشمال بالسؤال عن ماذا قدمت ثورة 26 سبتمبر لهم!!
بالتأكيد كانت العزيزة (رحمة) لا تقصد استفزاز المشاهدين تحت مسمى الجرأة والشفافية بقدر ما كان يهمها تقديم صورة جلية عن معاناة تلك الفئة وقد نجحت فعلا بذلك لكني لا أعلم إن كانت مستوعبة لتجربة وتعامل النظام والدولة في الجنوب معهم أم لا¿!
لقد اختفت كلمة (خادم) تماما واعتبرها الناس هناك من الماضي البغيض علنا فإنها تجرح مشاعر وثقافة آبائها وأخوتها وأمهاتها في محافظات عدة تربوا على مواطنة متساوية وحقوق موحدة وتستفز ثقافتهم المغروسة في العقول والوجدان وتعيدهم إلى زمن العبودية والظلم وثقافة الثأر والقبيلة التي رموها بالأمس في مزبلة التاريخ وعادت بعد الوحدة تنفيذا لاتجاه وقرار (الأخذ بالأسوأ)!!
فلتسمع ولتقرأ أختنا (رحمة) هذه المقتطفات من أحاديث المهمشين في عدن وكيف كانت حياتهم بالأمس حتى لا تعم النظرة ولا تخلطها بالنظرة الأخرى المغايرة تماما وهي أقوال جاءت في تحقيق صحفي نشرته صحيفة الشارع في عددها الصادر يوم 24 يناير 2011م للأخ معاذ ناجي المقطري.
* محمد شريان سلاح المشاة الجيش الجنوبي سابقا- وصفه المحرر بأنه يعيش بزهو استمده من الزمن الأجمل وهو الزمن الذي نفض فيه سالمين غبار المهمشين عنهم .. من جيش الجنوب بعد حرب 1994م وانتخب عاقلا لحارة بالمعلا ونال حب العدنيين. محمد شارك في قوات حفظ السلام في لبنان وكان ضمن حراسة الزعيم اللبناني الراحل (كمال جنبلاط).
يقول محمد شريان (جئت إلى عدن ولم يتجاوز عمري 15 عاما فارأ من سطوة المشايخ) وزج به بسجن دار سعد لأسابيع حتى تدخل الرئيس سالمين وأخرجه من السجن وألحقه بمدرسة لمحو الأمية ومن ثم بالجيش وفي عهد سالمين أيضا تزوج من إحدى بنات القبائل.
* فرحان هو الآخر من المهمشين عمل طباخا ثم أصبح رئيسا للقضاء العسكري!!
* سعيد غالب التحق بحزب الطليعة «البعث» وعمل في الإعلام التربوي قال «بعد الوحدة بدأت العلاقات الاجتماعية السائدة في الشمال تفرض نفسها على عدن» وحدد منها النفوذ القبلي والضرائب ورفع الأسعار والنهب والاستيلاء على الأراضي والانتفاع بالسلطة والرشوة والمحسوبية. وتحدث قائلا: كان سالمين هو الجذر الحقيقي لتجربة الدمج الاجتماعي وألغى التخاطب بالألقاب لو قلت لواحد يا «خادم» أو «يا حجري» أو «ياعبد» تروح السجن بتهمة القذف.
* بن غيث من أبرز مهندسي أحواض السفن رافق سالمين إلى قمة الجزائر بعد أن تعرف عليه بعد لحظة شجار قال أخوه إن ذلك الشجار بدا يومها وكأنه بين مواطنين عاديين لا بين أخيه ورئيس دولة ولجأ سالمين والمهندس غيث إلى الجهات الرسمية لفض النزاع الذي انتهى إلى علاقة ودية بينهما وقبل أيام من سفره إلى الجزائر قال سالمين “جيبوا لي هذاك الذي كنا نتضارب أنا وهو” وأخذه معه إلى قمة الجزائر.
* وهناك الكثير من الوقائع والأحداث التي تمت على الواقع آنذاك تؤكد على انتفاء العلاقات القديمة وظهور علاقات جديدة مستندة إلى ثقافة المساواة في الحقوق والواجبات وفي ظلها عاش المواطنون دونما تمييز!
* الأخت (رحمة) ليتك تنزلين إلى عدن لتلتقي بكثير من هؤلاء وترين الفرق بين حياتهم بالأمس وحياتهم ومعاناتهم اليوم وأنا ادعوك لتوجيه نداء عبر برنامجك لاستصدار قرار يلغي التخاطب بالألقاب كل الألقاب واستبدالها بـ«الأخ» و«الأخت» فقط!!

قد يعجبك ايضا