رؤية سيميائية

صدام الشيباني


صدام الشيباني –
تمتلك (الأنا) اليمنية مكونات وعناصر , هذه المكونات (الأنوات) متعددة , عبرت عبر التاريخ والجغرافيا , فأصبح لكل ( أنا) سمات وخصائص ثقافية متميزة , بفعل التداخل الجغرافي , والسمات البيئية , ثم تناسلت هذه السمات الى أجيال , تحمل صيغة ( التعدد) , وأصبحت ( الأنا) الكلية اليمنية مكونا من هذا التعدد.

لم تسمح عوامل القوة أن يهيمن نسق التعدد لحل الخلافات والأزمات من اجل السلطة , وهيمن النسق الأحادي / المذهبي / أو السياسي الخالص , وهذا خلق ازمات متراكمة , لم يستطع الزمن تجاوزها , ونتيجة الأخطاء الممارسة برزت العناصر والمكونات للذات اليمنية ثقافيا , رغبة منها في التعبير عن حقوقها , وآخذ ما سلب منها عبر التاريخ , وهذا ما سمح للخرق ان يتسع الى اللحظة التي نشهد فيها أزمات حادة تكاد تعصف بالذات الكلية بمكوناتها .
لو افترضنا ان الحوار الوطني مكون حواري , ومهيمن في خطاب سردي , هذا الخطاب السردي يتشكل الآن ليعبر عن هوية , احادية , داخلها التعدد, كيف سيكتمل هذا الخطاب , وكيف سيتبلور هذا الحوار وسيقوم بالمهمة الموكلة اليه , تلقائيا من اجل ان يخرج الخطاب بمعنى يخدم المتلقي والمنشئ.
إن المرسل للخطاب السردي هنا , هي الأزمات و المشاكل الوطنية والاحتقانات الشعبية , والموجه للخطاب سيكون المبادرة الخليجية , والرئيس , والقوى الفاعلة سياسيا واجتماعيا , والرسالة الخطاب المكون أساسا من برنامج حواري , هو جزء من حلول المشاكل / الخطاب والمستقبل هو الشعب اليمني من أقصى البلد الى أقصاه . وهو المقصود من هذا الخطاب المرسل .
المكان الذي ستقوم فيه عملية التخاطب هو اليمن / اليمن الشمالي والجنوبي , والزمان الذي ينتج فيه البرنامج الحواري هو الحاضر , من اجل المستقبل , أي ان كل المكونات داخل الذات تريد ان تخرج من الماضي , لتتصور المستقبل كما يريد الجميع . والهدف من إرسال الخطاب وفق برنامجه هو التخلص من الصراع وتحقيق الأمن والاستقرار , وإقامة القانون في المكان / اليمن . لصياغة مشروع وطني يضمن الحياة لكل أبناء الوطن .
الموجه للخطاب سيوجه الخطاب بطبيعة اللغة الساردة , التي تعبر عن الحالة الثقافية والاجتماعية والسياسية لليمن , وستبدأ اللغة بالتوالي وستكون جملها التي ستكون بدورها أدوارا عاملية وممثلين , أي ستخرج من اللغة ذوات , هذه الذوات هي ذوات الحالة الاحتقانية الراهنة , تبحث عن لغة تشريعية , وليست ذوات أفعال , لأن ذوات الأفعال تنفذ البرنامج السردي .
والمقصود هنا البرنامج الحواري , أي إيجاد لغة تستوعب جميع المدخلات وتطرح القضايا والأولويات في برنامجها . فالنسيج اللغوي يتكون من الممثلين والعاملين , والممثل هو الذي يربط بين الدور العاملي والموضوع , والعامل : هو الذي يقوم بالفعل أو يتلقاه بمعزل عن كل تحديد آخر , أي ان الممثل يقوم بأدوار عاملية متعددة, والعامل قد يكون له أكثر من ممثل , ولأن البرنامج الحواري حالة شعبية كما صورها , فإن الأدوار العاملية الموجودة في الحوار الوطني يقوم بها من يمتلك القوة في الشارع , ويؤثر في المدخلات والمخرجات , مثل : الأحزاب , الرئيس , الطوائف , شخصيات مشيخية , وعسكرية .
والممثل شخص يمني تختاره الأدوار العاملية في الحوار , وقد امتزجت الأدوار العاملية بالممثلين الى درجة التلاحم , مع وجود تناقضات بين حركة العوامل ونشوء الممثل وثقافته , وهذا تم تجاهله تماما في البرنامج الحواري في الخطاب , وتم اختيار الممثلين , دون فحص هؤلاء الممثلبن , وطرق تفكيرهم وقدرتهم على الأداء , وكفاءتهم الفكرية , وأدخلوا الى الحوار بحكم الوجاهة والقوة والفاعلية , بعيدا عن حاجة الشعب وتطلعاته , في حين يجب ان تكون هناك شروط للتمثيل الثقافي والحقوقي , منها :
1- القدرة على التصور الذهني , اي قادر على خلق افكار جديدة تمتص الاحتقان القائم بين الذات والاخر / الحزبي , والمذهبي , والمناطقي , وتسهل مرونة عقلية لتقبل أفكار الآخر .
2- 2- القدرة على إنتاج اللغة الحوارية الخالية من لغة الاتهام والتعصب والتحيز , والمناكفة , والإثارة . كي تسهل تداول الأفكار ومناقشتها بالصورة المعقولة من غير تصعيد وتوتر .
3- القدرة على صناعة علاقات مع المختلف في الشارع / وفي قاعة الحوار من أجل طرح أفكار مستقبلية شراكة لصناعة الهوية اليمنية القادمة .
4- القدرة على الوصول الى الهدف من العمليات الاتصالية دون توجيه من الخارج
5- القدرة على استخدام العقل خارج الأيديولوجيا . وهذا من اهم شروط الممثل , لأن ما تمليه القاعة شيء , وما تمليه المصالح الخارجية شيء آخر , وقد يتقاطع الاثنان , ويسببان للمثل الكثير من المشاكل التي تعيق استمرار الحوار .
6- الالتزام بتحقيق القيمة ( اليمننة) / الوحدة والديموقراطية , والمساواة والقانون .
إن

قد يعجبك ايضا