مغاسل المجازر.. ومسارات الفوضى لمحة في بروتوكولات سفهاء صهيون

صلاح محمد الشامي

 

• ما يفعله جنود النظام السوري الجديد في سوريا لا يخلو عن كونه مغاسل لفظائع المجازر الإسرائيلية بحق مدنيي غزة، فضلاً عن أنه فصل من فصول (الهرج والمرج ) الذي سيعم الجزيرة العربية وما جاورها من بلاد الشام والعراق، ربما لعقود، ما لم تصحُ النخب وتتحد الجهود لإبطال الخطط اليهودية الصهيوسكسونية الهادفة لمحو الإسلام والمسلمين.
• إنه الفصل الأول من فصول العرب المأساوية، وقد جاء في الأثر (ويل للعرب من شر قد اقترب).. لا يظن القارئ أنني أكتب بنظرة تشاؤمية، فالوقائع على الأرض تشهد أن القادم على العرب – وبخاصة المتخاذلين – أسوأ من كل ما شهده تاريخهم من مآس تدمي المحاجر، وتكل بوصفها الدفاتر.
• إغراق المنطقة العربية في الجزيرة وما حولها، أو ما يطلقون عليه تسمية «الشرق الأوسط» في الحروب نصت عليه «بروتوكولات حكماء صهيون» قبل حتى أن تنشأ دولة لكيانهم المؤقت، والأيام تثبت لنا أنهم يعملون بجد لتحقيق أهدافهم، خاصة بعد أن حولوا الغرب الكافر إلى مجرد عبيد وأتباع، من أنظمة حاكمة ومؤسسات دولية وحقوقية وإنسانية وأهلية، هذا لأن تخطيطهم ليس وليد الساعة أو متطلب الحاجة ولا ردود أفعال، بل هو مخطط استراتيجي عمره يربو على الألفي عام.
• إن وسيلتهم إلى تفعيل «الفوضى الخلاقة» لا تتأتى إلا بإشعال الفتن الداخلية بين العرب، إذ لا يمكنهم أن يتبنوا الحروب في كل مكان، وقد ورد ذلك في البروتوكول الثالث بنص: «…ووضعنا أسلحة في أيدي كل الأحزاب، وجعلنا السلطة هدف كل طَموح إلى الرفعة. وقد أقمنا ميادين تشتجر فوقها الحروب الحزبية بلا ضوابط ولا التزامات. وسرعان ما ستنطلق الفوضى، وسيظهر الإفلاس في كل مكان».
• إن الكيان الصهيوني المؤقت لا يتحرك بمعزل عن الصهيونية العالمية، أو الماسونية العالمية، لأننا نرى في الميدان وعلى الواقع، أن تحركاته منسجمة مع نصوص البروتوكولات، التي ظهرت في مطلع السبعينيات من القرن العشرين، ولنستمع إلى جزء من نص في البروتوكول الثالث، ونقارنه بما يحدث من مجازر في غزة، ومن تحد سافر للأمم المتحدة وللعالم أجمع، لنكشف مدى سيطرتهم على مراكز القرار في دول الغرب… ينص البروتوكول على: «… ونحن الآن – كقوة دولية – فوق المتناول، لأنه لو هاجمتنا إحدى الحكومات الأممية لقامت بنصرنا أخرى. إن المسيحيين من الناس في خستهم الفاحشة لَيُساعدونا على استقلالنا حينما يخرون راكعين أمام القوة، وحينما لا يَرثون للضعيف، ولا يرحمون في معالجة الأخطاء، ويتساهلون مع الجرائم، وحينما يرفضون أن يتبينوا متناقضات الحرية، وحينما يكونون صابرين إلى درجة الاستشهاد في تحمل قوة الاستبداد الفاجر.
• نحن كعرب ومسلمين نتحرك بدافع ردود الأفعال، نقوم بصد هجوم هنا أو هناك، أو نحاول مساعدة إخواننا في فلسطين، بعمل حصار بحري أو جوي، وهذا للصادقين الأوفياء المؤمنين من أبناء الأمة فقط، وما أقلهم في عصرنا الحالي، مقابل كل من ذابوا وتماهَوا في خدمة أعدائهم والتبعية المطلقة لهم.. بينما أعداؤنا هم من يبتدعون الأفعال، يخططون، ويستعينون بعلمائهم وبالمتخصصين منهم في كل مجال، بينما نحن العرب لا «نعطي الخبز لخبازه» كما يقول المثل، بل نعطي المراكز الاستشارية لغير الأكفاء الذين لا يستطيعون حتى أن يستوعبوا تحرك العدو، فكيف إذا طلب منهم عمل خطط لصد هذا التحرك؟.
• إن العدو الصهيوني يفاجئنا في كل مرة بإشعال حرب هنا إو هناك، فهل يجرؤ عربي على القول: لقد تنبأتُ بهذا التحرك، أو لقد حذرت منه…
إننا حتى لا نستمع تماماً إلى الخبراء العسكريين والاقتصاديين والاستراتيجيين الذين نستضيفهم على قنواتنا التلفزيونية، ولطالما رأينا مقدم البرنامج يقاطع الضيف قبل حتى أن يتم فكرته، أو وهو على وشك الإدلاء بأهم جزء في تصريحه، أو خلال كشفه تحليلاً ربما لو استُمع إليه لأحدث تغييراً لدى القيادة بالنسبة للقرارات المتخذة، إذا كانوا ينصتون بدورهم.
• أتكلم هنا عن قنوات المقاومة الصادقة المجاهدة، التي ضحت بدماء من مراسليها وموظفيها وإعلامييها، ولا كلام عن قنوات الصهينة العربية العبرية.
حينما لا يستمع المذيع أو مقدم البرنامج جيداً إلى الضيف، فمن المحتوم أن يدخل عليه في السؤال التالي في أي لحظة، دون النظر إلى كون الضيف أشبع الفكرة أم لا، وسيأتي التعليل فيما بعد بضيق الوقت، بينما المذيع لم يكن منصتاً أصلاً..
فكيف إذن سنستعين بالمتخصصين في أحلك الظروف، ونحن لم نستمع إليهم حتى على شاشات التلفزة..؟
• إن الصهيونية الماسونية تُعِد لنا أسوأ السيناريوهات، فهل نحن مستعدون للمواجهة؟!!
للإجابة عن السؤال دعونا ننظر إلى ما في أيدينا..
لدينا القرآن الكريم، والعترة الطاهرة المتمثلة بالقيادة الصادقة، وما عداهما من أسلحة فهي من وسائل المواجهة.
ولماذا القرآن والعترة معاً؟!!
لأن أحداث التاريخ أثبتت لنا وللعالم أنه لا شيء يقف أمام مخططات اليهود ومكرهم غير القرآن وقرناء القرآن، لأنه الكتاب الوحيد الذي لم يتمكنوا من تحريفه ولا مِن حرف المستمسكين به عن مسارهم، لأن كل ما عداهم مجرد عبيد سلطة ومال ودنيا، أما العترة فهم مع القرآن في كل زمان ومكان منذ «خيبر» إلى معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.
وبالرغم من أن هذا ما شهد به التاريخ، فأنا أقدمه هنا كرأي شخصي وقناعة ذاتية، ولا أفرضه على أحد.t

قد يعجبك ايضا