قراءة لمحطات الحوار في‮ ‬حياة اليمنيين‮ ‬

توفيق الحرازي

مقال


توفيق الحرازي –

مقال

أخيرا‮ ‬قرر اليمنيون الالتئام‮ ‬وتنادوا للحوار‮.. ‬وولوا وجوههم شطر الفرصة الأخيرة‮.. ‬بدأ كل‮ ‬باتخاذ موقعه في‮ ‬الطاولة‮ ‬وانطلقت السفينة‮ ‬فبسم الله مجراها ومرساها‮ ‬تلاقت الجموع بعد صراع إرادات‮ ‬أعمى‮ ‬وحوار موت‮ ‬زج بالبلد في‮ ‬نفق مظلم كاد‮ ‬يفقدهم البصر والبصيرة‮ ‬وكبدهم خسائر مروعة فاقت قدرة الناس على الاحتمال‮ ‬نحو ثلاثة أعوام‮..‬
وما كان لمثلهم‮- ‬وقد أعياهم التعب‮- ‬أن‮ ‬يتأخروا عن حوار حياة‮- ‬كل هذا الوقت‮ ‬إلا لأنه كان وراء الأكمة ما وراءها‮.. ‬ودفع الله ماكان أعظم‮!‬

هي‮ ‬المبادرة إذن‮ ‬أدركت الخطر مبكرا‮.. ‬فصراع‮ ‬كهذا كان بإمكانه أن‮ ‬يفضي‮ ‬لمآلات كارثية‮ ‬مفتوحة على أسوأ الاحتمالات‮ ‬في‮ ‬بلد‮ ‬مفخخ‮ ‬مخزونه الاستراتيجي‮ ‬من سلاح ونار‮ ‬أوفر من الخبز والغذاء‮… ‬وقطرات الماء‮!!.. ‬مقارنة صادمة جعلت العالم‮ ‬يتوقع سيناريوهات مخيفة‮ ‬خلاصتها‮: ‬إذا وقعت الواقعة في‮ ‬هذا اليمن ليس لوقعتها كاذبة‮!!.. ‬لهذا تحاماه الجميع‮ ‬سرعان ما أحاطوه بالعناية الفائقة‮ ‬وأدخلوه‮ ‬غرفة الإنعاش‮- ‬تحت الوصاية المركزة‮!!‬
لا‮ ‬غرابة في‮ ‬اهتمام العالم‮.. ‬فبلد‮ ‬كهذا‮ ‬وفي‮ ‬ظروف‮ ‬كتلك‮ ‬ليس من العقل أن‮ ‬يترك لنفسه‮ – ‬بل هو الجنون ذاته‮.. ‬ثمة أيد‮ ‬على الزناد‮ ‬ورغبة انتقام‮ ‬وأعصاب مشدودة‮ ‬يمكن أن تتفلت في‮ ‬غمضة عين‮ ‬وأمامك منطقة تغلي‮ ‬برمتها‮ ‬ثمة زلزال عربي‮ ‬متنقل‮ ‬يجر بعضه بعضا‮- ‬لا قدرة لأحد‮ ‬على كبحه‮ ‬وثمة خارطة تتشكل من جديد‮ ‬ومتغيرات‮ ‬يجب أن تمر في‮ ‬بلدانها‮ ‬فيما وضع اليمن مختلف عن كل مايجري‮ ‬تحدياته أكثر تعقيدا‮ ‬وموازين القوى أحدثت تعادلا‮ ‬صعبا تعرقلت إزاءه كل سيناريوهات الحل والحسم‮ ‬وتوشك إطالة أمد الصراع أن تقضي‮ ‬على ماتبقى من‮ ‬يمن‮ ‬راعف لو ترöك أبناؤه لقدرهم سيدفع الجميع فاتورة باهظة لا قدرة‮ “‬للجوار‮” ‬على احتوائها‮!!.. ‬إذن‮ ‬لا مجال هنا للمغامرة بمصير بلد‮ ‬يتاخم أهم منطقة في‮ ‬العالم‮.. ‬فأي‮ ‬حل حاسم لهذه المعادلة المعقدة‮ ‬يمكنه أن‮ ‬ينتشل اليمن بهدوء¿¿
كان على العالم أن‮ ‬يخترق الضجيج بقوة ليقدم حلا عاجلا‮ ‬ينقذ اليمنيين من بعضهم‮ ‬ويتفادى الكارثة بأقل الخسائر‮.. ‬ليس بمقدوره أن‮ ‬يأتي‮ ‬بعصا سحرية تنهي‮ ‬الورطة في‮ ‬لمح البصر‮.. ‬لكنه بحاجة لحل‮ ‬يمني‮ ‬صميم من رحم التجارب‮.. ‬فكان لابد من التفتيش في‮ ‬الذاكرة الوطنية بحثا‮ ‬عن مخرج ملائم‮.. ‬وبقراءة سريعة للتاريخ القريب التقط الرعاة خصوصية تاريخية فريدة‮ ‬وميزة‮ ‬يمنية خالصة‮ ‬يمكنها وحدها أن تنتشل البلد من المأزق‮ ‬وتمرر التغيير بأقل ثمن‮.. ‬فكان ما أرادوا‮.. ‬إذ تم الرهان على‮ “‬الحكمة اليمانية‮” ‬وإرث الحوار‮!‬
سرعان ما تذكر العالم‮ ‬والجيران على وجه الخصوص‮ ‬أن لليمن تاريخا حافلا‮ ‬بالمصالحات‮ ‬وسجلا‮ ‬ثريا‮ ‬من التفاوض‮ ‬وجنوحا&#8

قد يعجبك ايضا