أيها الذاهبون إلى الحوار.. احملوا شعبكم معكم!

أمين الوائلي

 - مر عامان منذ قيل للفرقاء في اليمن عليكم بالحوار. 
وحدث ما حدث, ليتأكد الفرقاء من حتمية الذهاب إلى الحوار كخيار نهائي وحتمي.
طال أم قصر الزمان, ما كان لليمنيين أن يجدوا بدا أو بديلا في نهاية المطاف من الجلوس إلى طاولة الع
أمين الوائلي –
مر عامان منذ قيل للفرقاء في اليمن عليكم بالحوار.
وحدث ما حدث, ليتأكد الفرقاء من حتمية الذهاب إلى الحوار كخيار نهائي وحتمي.
طال أم قصر الزمان, ما كان لليمنيين أن يجدوا بدا أو بديلا في نهاية المطاف من الجلوس إلى طاولة العقل.
وفي مناسبات ومحطات مشابهة, ومتشابهة بقدر أو بآخر, يصل الناس في هذه البلاد إلى قناعة متأخرة, بتفاوت زمني طولا وقصرا وتفاوت في الثمن المدفوع شعبيا ووطنيا, تسلم بالحوار وتستسلم لحكم ومنطق الضرورة التحاور أجدر وأجدى من التناحر.
وأنتم تذهبون إلى الحوار احملونا معكم, شعبا ووطنا وتأريخا وحضارة وجغرافيا وأمة كانت وتستمر هنا وعلى هذه الأرض من فجر التاريخ وإلى ما شاء الله. هذه هي أمانتكم.
أنتم لا تمثلون أنفسكم وشخوصكم وإنما أنتم, وهكذا يفترض, نوايا عن الجميع ومصالح الجميع في ذمتكم.
اخلعوا أنفسكم واعتباراتكم وحساباتكم الخاصة.. امنحوا شخوصكم إجازة مفتوحة.. ليكن شعبكم ووطنكم هناك على طاولة الحوار, لا أنتم.
آخر الحلول هو أولها, كان متاحا من البداية.. واستمر هكذا إلى هذه المرحلة التي اقتنع فيها الجميع بحتمية الحوار والحوار وحده.
هل يجب أن نبشر بجنة عرضها السموات والأرض¿!
ببساطة, ليس هذا مطلوبا من الحوار الوطني الذي يستهل. ليس ما يراد منه هو اجتراح المعجزات والإتيان بما لم يستطعه الأوائل. إنما على الحوار أن يفعل وينتج ما يستطيعه وما هو في متناول اليد إذا ما صدقت النوايا وواتته الإرادة الجماعية.
على الحوار الوطني أن لا يصبح أو يمسي فكرة خرافية. كما عليه أن لا يصبح مجرد تكتيك مرحلي اقتضته شروط الصفقة وينبغي إنجازه والتخلص من شرطه على سبيل الوفاء النظري المنقوص بالالتزامات..!
وعلى الحوار الذي نتفاءل ونأمل أن يرتقي والمتحاورين إلى مستوى وحجم المهمة والمسئولية.. وهي بحجم اليمن أرضا وبشرا ووجودا حضاريا وإنسانيا على هذه الأرض..
و “على هذه الأرض ما يستحق الحياة”, والرحمة لدرويش.

قد يعجبك ايضا