هناك تصور خاطئ عن القضية الجنوبية.. والدولة المدنية هي الحل
حاورهعبدالله الخولاني
حاوره/عبدالله الخولاني –
ساعة الصفر حانت ليتحاور اليمنيون عن مستقبل بلادهم ويضعوا رؤى لحل مشكلاتهم ويتفقوا على كلمة سواء خاصة فيما يتعلق بالقضية الجنوبية أم القضايا كما يراها ساسة ونخبة هذا البلد لكن البروفيسور سيف العسلي له وجهة نظر اخرى لن تعجب الكثيرين مفادها أن الجميع لديه تصور خاطئ عن القضية الجنوبية وهذا يولد حلولا خاطئة لكيفية التعامل معها محذرا من الفشل في الحوار لأن ذلك سيدخل اليمن في نفق مظلم مؤكدا أن امام اليمنيين خيارين لاثالث لهما إما الوحدة والاستقرار أو التشظي والاقتتال ويجزم العسلي أن القضية الملحة الآن هي تغيير الوضع القائم وصولا إلى الدولة المدنية الحديثة التي ينشدها كل اليمنيين وأمامها ستتلاشى كل المشاريع الأخرى مزيد من التفاصيل في سياق الحوار التالي.
> بداية كيف يرى سيف العسلي الحديث عن مستقبل اليمن وشكل الدولة والقضية الجنوبية¿
- هناك تصور خاطئ عن القضية الجنوبية وبالتالي هناك تصور خاطئ لكيفية التعامل معها القضية الجنوبية بدأت عام 1839م عند احتلال بريطانيا لعدن ثم بدأت تشتري مناطق من محافظة لحج ثم على مدى أكثر من 130 عاما عقدت 50 اتفاقية مع المناطق المجاورة وكان الجنوب آنذاك يطلق عليه عدن ومحمياتها وهي بذلك لم تخلق قضية للجنوب ولاهي تركت الهوية اليمنية تتعمق.
إذا في خمسينيات القرن الماضي بدأت تفكر بأنها تخلق هوية للجنوب أشبه بدول الخليج وكان ذلك عن طريق مشروع اتحادي اسمه اتحاد الجنوب العربي وطبعا هذا الأمر فشل ثم قامت ثورة الاستقلال في اكتوبر1963م تحت شعار “استعادة الجنوب اليمني المحتل” وهنا عادت الهوية اليمنية لكن كان قد نشأت هويات لأكثر من 23 مشيخة وسلطنة وهذه عاشت في صراع مع الهوية وبعد ذلك عمل الحزب الاشتراكي على دمج كل هذه المشيخات في 6 محافظات واضطر لتسميتها بالأرقام الأولى الثانية وهكذا وهذا يرجع لأنه لا توجد هوية جامعة وحتى لا تتأثر بعض المحافظات بتسميات الماضي فتم تسميتها بالأرقام وطبعا تم فرض الهوية اليمنية المشوهة تحت مسمى جمهورية اليمن الجنوبية الديمقراطية الشعبية ثم بعد الانقلاب على قحطان الشعبي وجاء الجناح المتطرف في الجبهة القومية سماها جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وهذه الجمهورية هل تمثل يمنا غير اليمن أم الشمال والجنوب وكان هناك في الشمال الجمهورية العربية اليمنية ونظرا لوجود اليمن كعامل مشترك لكن كان هناك يمنا يختلف عن الآخر من حيث الأيدولوجية وما حدث في المحافظات الجنوبية خلال 25عاما من حكم الحزب الاشتراكي هو إقامة نظام حديدي حمى المواطن من المواطن وقضى على كل المنظمات الاجتماعية والنقابية والقبلية وأخضع كل أفراد المجتمع للدولة ولكن هذه الدولة لم تكن منضبطة وهي فوق الكل فحمت المواطنين من بعضهم ولم تحمهم من الدولة فكان هناك ما يشبه دولة نظام وقانون من وجهة نظر المواطنين وكان هناك نظام عصابات بالنسبة للدولة لأن علاقة الدولة مع المواطن لا تخضع لأي رقابة أو محاسبة وبالتالي هي خارج النظام والقانون.
> هل نفهم من كلامك أن القضية الجنوبية ليست وليدة الوحدة الاندماجية في 1990م¿
- هذا ظلم كبير للوحدة لأنها خففت من الفوضى والصراعات التي ذكرتها ولكنها لم تستطع القض