مافيا الأمراض السرطانية
فايز البخاري
فايز البخاري –
أكثر من عشرين ألف حالة تصاب بالسرطان سنويا في بلادنا حسب إحصائيات المؤسسة الوطنية لدعم مرضى السرطان وبيانات المركز الوطني للأورام.. ورغم أن العدد كبير لدرجة يمكن أنú تسقط وتقوم لأجلها حكومات وتعلن حالة الاستنفار في عموم الوطن لو كانت في دولة أخرى إلا أن الأمر يبدو كأنه لا يعني أحدا وأن هذه الأرقام والإصابات تحصل في دولة لا نعرفها!
ما يحز في النفس أن من يهتم في هذا الأمر هو في حكم النادر وأن الشعب لم يدرöك بعد مخاطر هذا المرض الخبيث.. والأدهى والأمر أن من يصاب بهذا المرض أو يصاب له قريب لم يكلف نفسه عناء البحث عن الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بهذا المرض الخبيث من أجل الوقاية وتجنب أسبابه!
هل هو التواكل الذي ابتلينا به حين نرجöع كل شيءö إلى الله رغم أنه يحذöرنا من البينات أم هي الثقافة السائدة التي تجعلنا نتعاطى مع الخطر وكأننا أقوى منه أم هو الجهل المطلق الذي استحوذ على الغالبية العظمى من أبناء يمن الحكمة والإيمان الذين ينبذون العلم وراءهم ولا يلقون لصيحات التحذير بالا!
آلاف الأطنان من المبيدات التي هي بمجملها – سواء الآمنة منها أو الخبيثة- سبب رئيسي ومباشر في الإصابة بأمراض السرطان.. ورغم ذلك تتورط جهات معنية في استيرادها وإدخالها إلى البلاد دون خوف أو رادع لا من ضمير ولا من قانون.
ورغم أن العام قارب على الاقتراب منذ إحالة بعض المسئولين في وزارة الزراعة إلى النيابة بتهمة إدخال مبيدات غير مرخصة إلى البلاد إلا أن الأمر لا يزال طي الكتمان ولم يتم الإعلان عن تفاصيل تلك الفاجعة حتى اليوم.
أما سواحلنا التي ما تزال مفتوحة على مصراعيها سداح مداح لكل صفقات المبيدات والأدوية المهربة التي تفسد قبل وصولها للمستهلك بسبب سوء التخزين إنú كانت من مصانع معروفة أما إنú كانت مصنعة في جهات مجهولة وغير مرخصة فإن الكارثة تكون مدبلة.. وبالطبع لن يكون ضحيتها سوى الإنسان اليمني الذي يستهلك كل شيء دون تمحيص وليس له حظ في متابعة صلاحيات السلع ولا شركات الأدوية مثلما هو يأخذ أي مبيد سام دون معرفة أخطاره.. مايهمه هو الإسراع في إنضاج الثمار وتربية أغصان القات.
إذا نحن أمام كارثة لا يمكن تفاديها إلا بوضع قانون صارم يجرöم استيراد المبيدات ويمنع رش شجرة القات بها كما يمنع استعمالها في بقية الخضروات والفواكه التي صارت سببا رئيسيا للأمراض الخبيثة بعد أنú كانت ملاذا وسببا للوقاية بفعل هذه المبيدات السامة التي أهلكت الحرث والنسúل!
faiz.faiz619@gmail.com