سقطرى لؤلؤة اليمن
محمد محمد العرشي
محمد محمد العرشي –
إن معرفتنا بتاريخ درة اليمن في بحر العرب (جزيرة سقطرى) وجغرافيتها يساعدنا على اكتشاف واستثمار ثرواتها المعدنية والنباتية ويجعلنا قادرين على استغلال هذه الثروات ومعرفة المخاطر التي تحيق بها من خلال معرفة تاريخها وعلاقتها بالحضارة الفرعونية والرومانية والآشورية حتى أن مؤرخي هذه الحضارات القديمة وكذا الحديثة أطلقوا عليها مخزن البضائع المقدسة في زمنها أليس إجماع مؤرخي الحضارات القديمة والحديثة دليل على أهمية جزيرة سقطرى وموقعها. إن من المفترض بعد معرفتنا بجغرافية اليمن والثروات والكنوز الحضارية اليمنية ولاسيما جزيرة سقطرى أن نترك الصراعات السياسية ونعمل على حقن دماء أبنائنا ونتفرغ لاستثمار ثرواتنا وكنوزنا الحضارية في كافة محافظات الجمهورية واستثمار درة اليمن على البحر العربي جزيرة سقطرى. إن معرفتنا بجزرنا اليمنية ومنها جزيرة سقطرى في اليمن الموحد يعتبر جزء من أمننا الداخلي والإقليمي والقومي وحمايتها أساس استقلالنا وتحقيق احترامنا من دول الجوار والعالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي.
لقد سعدت كثيرا عندما اطلعت على العدد (94) من مجلة دبي الثقافية الصادرة في شهر مارس 2013م ووجدت استطلاعا عن (جزيرة سقطرى كبرى جزر الوطن العربي) للأديب الأستاذ/ أحمد الأغبري وبهذه المناسبة أهيب بأدبائنا وعلمائنا بتفعيل الشعار الذي أطلقته قبل خمسة أعوام (فلنعمل جميعا على اكتشاف ثروات بلادنا وكنوزها) والتي منها ثرواتنا الاقتصادية والكنوز الحضارية والمدن التاريخية. وجزيرة سقطرى مليئة بهذه الثروات والكنوز. وقد سعدت أيضا بزيارة نادي رجال الأعمال اليمنيين لهذه الجزيرة لا سيما وأن الهدف الرئيسي من وراء هذه الزيارة هو اكتشاف الفرص الاستثمارية والسياحية في الجزيرة حيث أكد الفريق الزائر أن الجزيرة تمثل فرصا استثمارية وسياحية نادرة يجب الاستفادة منها. وزادت سعادتي عندما قرأت العدد (17644) بصحيفة الثورة الصادرة بتاريخ 11مارس 2013م ووجدت فيها خبر مفاده زيارة فريق صحفي للجزيرة مهمته الترويج للجزيرة ولقيمتها التاريخية والاقتصادية. وقد قمت بزيارة عمل لهذه الجزيرة بعد الوحدة اليمنية المباركة عندما كنت وكيلا لوزارة المواصلات ولا زلت حالما بسحر جمالها وجمال شواطئها وطيبة أهلها وفعلا لقد سعدت هذه الجزيرة بخيرات الوحدة اليمنية وهي كما وصفها الأديب أحمد الأغبري في استطلاعه عن هذه الجزيرة: (التاريخ اليمني القديم في (سقطرى) يمشي على قدمين فحياة سكان هذه الجزيرة الطيبين تجسيد حي لحال المجتمع اليمني في التاريخ القديم حتى على مستوى اللغة فلا يزال لسكان الجزيرة لغتهم الخاصة التي يتحدثونها بجانب اللغة العربية إذ لا تزال اللغة الأمهرية وهي إحدى اللغات اليمنية في التاريخ القديم هي لغة تعاملات مجتمع الجزيرة فيما بينهم بينما ينحصر استخدامهم للغة العربية في تعاملاتهم مع المرافق الحكومية وعند الحديث مع زوار الجزيرة). والجدير بالذكر أنه عندما كانت وزارة المواصلات تقوم ببناء مبنى لها في الجزيرة فقدت هذه الوزارة العديد من أبنائها بسقوط الطائرة التي كانت تقلهم وهؤلاء ممن يستحقون التكريم ورعاية أسرهم كسائر الشهداء.
وقد وردت سقطúرى في كتاب (لسان العرب) بأنها: موضع يمد ويقصر فإذا نسبت إليه بالقصر قلت: سقطúرöي وإذا نسبت بالمد قلت: سقطúراوöي حكاه ابن سيده عن أبي حنيفة. وسقطر: “السöقúطöرöى كزöبرöجي: الجهبذ. كالسöقöنطار”.
وتقع جزيرة سقطرى شرق خليج عدن بين خطي عرض (12.18 – 12.24) شمال خط الاستواء وخطي طول (53.19 – 54.33) شرق جرينتش وتبعد (380كم) من رأس فرتك بمحافظة المهرة كأقرب نقطة في الساحل اليمني (300ميلا) كما تبعد عن محافظة عدن بحوالي (553 ميلا).
وجزيرة سقطرى تعتبر من أكبر وأهم الجزر اليمنية وهي درة ولؤلؤة يمنية في بحر العرب وقد سميت الجزيرة بأسماء كثيرة منها جزيرة البخور وجزيرة اللبان وجزيرة دم الأخوين. وقد أشارت المراجع التاريخية بأن جزيرة سقطرى معروفة منذ بداية الألف الأول قبل الميلاد لأنها كانت منبع البضائع المقدسة والتي كانت تستخدم في طقوس العبادات الدينية في المعابد في الحضارات القديمة مثل الحضارة الفرعونية والرومانية والآشورية وكانت الرياح الشديدة قد فرضت العزلة على هذه الجزيرة لمدة ستة أشهر في العام بحيث لا يستطيع أحد أن يصل إليها لا