بين الرفض المجتمعي .. والقبول الديني المشروط!!

تحقيق أسماء حيدر البزاز

 - 
المرأة المجندة ... كم هي عظيمة بوقفتها الشامخة وخطواتها الثابتة ونبضها الوطني  وكم صارعتها نظرات المجتمع القاتلة بالنقص والازدراء والتهميش والتجهيل تتلقى الإهانات والتهديدات من محض اعتقادات باطلة وتصورات مستنقصة لا أساس لها .
تحقيق / أسماء حيدر البزاز –
2685مجندة برتب مختلفة ومناصب قيادية في الشرطة النسائية
أدوار مشهودة في حفظ الأمن .. ومساهمة فاعلة في دحر الإرهاب

المرأة المجندة … كم هي عظيمة بوقفتها الشامخة وخطواتها الثابتة ونبضها الوطني وكم صارعتها نظرات المجتمع القاتلة بالنقص والازدراء والتهميش والتجهيل تتلقى الإهانات والتهديدات من محض اعتقادات باطلة وتصورات مستنقصة لا أساس لها … ولكن واقع التعجب والاستنكار تطرحه المجندات : هل جزاء الإحسان الجحود والنكران ¿ فنحن نعمل من أجل أمنهم وحمايتهم وصون خصوصية أسرهم في مختلف المحافل والمنافذ .. فحسبنا الله في أولئك الذين لا يؤمنون إلا بسياسة الإنكار والازدراء.
في التحقيق التالي نرصد جزءا من واقع المجندات ودورهن في خدمة المجتمع.

المجندة فاطمة الحاوري – حارسة منشآت – تقف عشرات الساعات وهي تقدم هذه الخدمة الوطنية البطولية بكل حزم وثقة ويقظة تامة أخذنا من وقتها الثمين لنطرح عليها بعض الأسئلة ولكنها وقبل أن نكمل الطرح أدركت المضمون وأجابت قائلة: دخلنا مجال التجنيد من أجل تحسين وضعنا المعيشي والأسري ولو كان لأسرنا مصدر دخل يكفل احتياجاتها لما تحملنا عناء نظرة المجتمع القاصرة لنا خاصة وأن طبيعة عملنا وللأسف لم يستوعبها الكثير من الناس الذين نسمع منهم ألفاظا بذيئة بدون وجه حق فهم يعتقدون أن من تدخل هذا المجال هي أقل مستوى في جميع الحالات وللأسف الشديد أن النساء هن أكثر الفئات التي تتجرأ علينا بالشتم ومختلف الإهانات عندما نؤدي عملنا ونلزمهن بالتزام الضوابط والقوانين الأمنية حيث قالت إحداهن بالنص (لو انتي بنت ناس مانتي شرطية)!!
وهذه بالطبع نتيجة الثقافة المجتمعية المغلوطة وعدم التوعية وإبراز أهمية وجود المجندة خاصة عقب الأوضاع الأمنية المضطربة في اليمن , وبالرغم من التهديدات الدائمة التي نتعرض لها ونتلقاها من البعض إلا أن ذلك يزيد من إصرارنا وتمسكنا بهذه المهنة الإنسانية والتي ندعو الله دائما أن تفنى حياتنا ونظفر بالشهادة في سبيل الوطن

مضايقات
المجندة أسماء الهمداني لا تختلف معاناتها عن معاناة فاطمة والتي أوضحت في حديثها : المرأة الجندية تقدم رسالة مجتمعية وطنية هامة مثلها مثل الطبيبة – المعلمة- الإعلامية- بل قد تفوق ذلك جهدا وخدمة وبلحظة واحدة قد تفقد حياتها في سبيل الأمن والاستقرار والطمأنينة التي ينعم بها الآخرون وبالمقابل عوضا عن تقديرهم لهذه الرسالة يجحد الكثيرون تواجدها وينكروا دورها وهناك من يثمن هذا الدور والجهد وللأسف نجد أن أكثرهم هم البسطاء أو الناس الأميون أما المتعلمون فتصدر منهم الشتائم والمضايقات لمحاربة عملنا في سلك التجنيد والشرطة .
وأرجعت الهمداني سبب رفض أسرتها لعملها هو خوفهم من كلام الناس وتعليقاتهم الظالمة وليس من المهنة نفسها والتي تعتبر المصدر الوحيد لدخل أسرتها مستنكرة تلك الأقاويل التي يطلقونها : مادام أننا نمشي في الطريق الصحيح ونعمل ونجتهد ونحافظ على أنفسنا ونتكفل بمصاريفنا ومصاريف أسرتنا المعيشية أليس الأحرى أن نقابل بكل إحسان ¿ فلماذا يطلق البعض شائعات باطلة نحن لا نسرق ولا نمد أيدينا للناس ولا نتصرف تصرفات تخل بالآداب والأخلاق ¿ حسبنا الله فيهم ! فهل من مجيب.

دور مشهود
ومن جهتها أشارت الجندية حنان عبد الله إلى الدور الكبير الذي لا بد أن يلعبه الإعلام في بيان أهمية المجندات والشرطة النسائية في الوقت الحاضر والدور الكبير الذي تبذله مجندات الأمن المركزي وحدة مكافحة الإرهاب ودورهن في إيقاف العديد من الأعمال الإرهابية وتفتيش المنازل التي كانت تتخذ ذريعة بيد أرباب التطرف والإرهاب والمساهمة في القبض على أخطر عناصر القاعدة في اليمن كل ذلك لا بد أن يوضح ونثقف به أجيالنا وشبابنا لاحترام وتقدير هذه المهنة المقدسة التي بها صلاح الأمان للبلاد والعباد .
وعن الصعوبات التي تواجهها داخل ميدان عملها قادتنا في العمل جدا مقدرون جدا لمهمتنا وظروفنا بل إننا نأخذ حقوقنا كاملة فهم أكثر تفهما ولا مشكلة أبدا في ذلك بل إن مشكلتنا الوحيدة هي عدم تقبل المجتمع لنا.

تأييد
وعن نظرة المجتمع للمرأة المجندة تباينت آراء الناس مابين مؤيد ورافض أو مؤيد بشروط .
عزيز الضبيبي- أكاديمي: بالتأكيد وجود المجندات ضرورة ملحة فلم أعرف ضرورة أن تكون المرأة مجندة إلا عندما زرت تونس وقام أحد الجنود بتفتيش زوجتي وابنتي تفتيشا دقيقا تم

قد يعجبك ايضا