الحوار من أجل الشعب

محمد انعم

 - عندما يذهب الفقراء للحوار يكونون  أكثر حدة وتشددا ويزداد  الوضع سوءا عندما يكون المتحاورون أبناء  وطن يواجه شعبه طاعون الطائفية وخروج المشاريع التمزيقية من القبور حاملة  سكاكين لتمزيق
محمد انعم –
عندما يذهب الفقراء للحوار يكونون أكثر حدة وتشددا ويزداد الوضع سوءا عندما يكون المتحاورون أبناء وطن يواجه شعبه طاعون الطائفية وخروج المشاريع التمزيقية من القبور حاملة سكاكين لتمزيقه .
لكن وبرغم ذلك فالحوار الوطني الذي سينطلق يوم 18 مارس الجاري هو قارب النجاة لكل اليمنيين للخروج من العواصف الشديدة التي تهدد الجميع بالموت جوعا أو احتراقا بنيران حرب أهلية لا تبقي ولا تذر.
نعتقد أن على أعضاء مؤتمر الحوار الوطني أن لا يغيب عن بالهم أن هناك أكثر من 13 مليون يمني يواجهون المجاعة.. وملايين الأطفال تنهش أجسادهم الأمراض .. كما أن هناك متربصين يسعون لتدمير اليمن وإفشال الحوار وهذا يوجب عليهم أن ينجزوا مهمتهم الوطنية بأسرع وقت ولا يفكروا بعقلية ماريا انطوانيت التي لم تكترث لجوع شعبها وفقره ودعتهم إلى أكل البسكويت.
ويقينا إذا أدرك أعضاء مؤتمر الحوار أن من أسباب فشل حوارات الأحزاب خلال الفترة الماضية كان التمترس والتعصب الحزبي.. والذي قاد البلاد إلى أزمة 2011م.
بيد أن الحوار المرتقب والذي سيعقد تحت مسمى ” مؤتمر الحوار الوطني الشامل” يفرض على المتحاورين أن يدافعوا عن قضايا الوطن والمصلحة العامة.. ولا يكرروا مآسي التعصب الحزبي الذي كاد أن يدمر اليمن سيما وانه تقف أمام المتحاورين قضايا مرتبطة بحياة الشعب ولا يمكن الهروب منها أبدا..
فثمة حقوق مسلوبة ومطالب مشروعة وأخطاء لا بد أن تعالج بشجاعة وترد الحقوق لأصحابها وتجبر النفوس ويعوض كل من تعرض لمكروه أو أصيب بضرر ..كرد اعتبار للسلم الاجتماعي الذي تعرض للجرح ..
اذا لا بد أن تحل المشاكل التي يعاني منها شعبنا بجدية ومسؤولية ولم يعد بعد اليوم هناك مجالا للمراوغة فقد سقط حاجز الخوف ومن الحكمة مواكبة هذا التطور والقبول بكل استحقاقاته لأن الوقوف أمامه أو محاولة إعاقته ستكون له عواقب كارثية ..لذا لابد من احداث انقلاب ليس في شكل النظام أو تغيير الدستور أو استبدال النظام الانتخابي بآخر أو غير ذلك ..
فهذه قضايا ليست أهم من تحرير الإنسان اليمني أولا من الفقر وأنهاء احتكار الثروة والسلطة.. وكذلك تجسيد حقيقة المواطنة المتساوية.. فلا يمكن أن يظل أبناء الشعب مجرد سخرية ..أو يظل يمتهن الآلاف من أبناء الشعب المتعلمين ويرمون إلى ارصفة البطالة بكل وحشية ..
إن احتكار ثروة الشعب من قبل أشخاص أو أسر ..وسوء استغلال السلطة وتسخير الوظيفة العامة لجمع الاموال والثراء غير الشرعي ..مقابل تزايد الاملاق بين افراد الشعب ..فهذا هو جوهر المشكلة والازمة المتفاقمة والخطر الذي يهددنا جميعا ..وليست مشكلة اهلنا في الجنوب أو غيرها من المحافظات تكمن في البطاقة الانتخابية أو تصحيح السجل الانتخابي ..
إن مؤتمر الحوار الوطني لا يجب أن يدافع عن مصالح أحزاب أو اشخاص فذلك قد أوصل البلاد إلى هذه الأزمة والنفق المسدود .. بل عليه أن يدافع بشراسة عن مصلحة شعب يجب أن يعيش في ظل دولة مدنية تجسد حقيقة تطلعات الجميع ..

قد يعجبك ايضا