شكل الدولة .. في مؤتمر الحوار الوطني
محمد علي الشاوش
محمد علي الشاوش –
من ضمن القضايا التي سيتم مناقشتها في مؤتمر الحوار الوطني القادم شكل الدولة اليمنية القادمة سوف يحكم بها اليمن مستقبلا وهذا أمر جديد في حياة اليمنيين على اعتبار أنهم في تاريخهم الطويل ومن بعد ثورتي سبتمر واكتوبر وما قبلهما لم يعرف اليمنيون إلا شكلا واحدا للدولة وهو الدولة المركزية قبل الوحدة فيما كان يسمى الشطر الشمالي والشطر الجنوبي أو بعد الوحدة في ظل اليمن الموحد.
ولا بد من التعريف بشكل الدولة ما هو وما ذا يعني¿ وفي نظري أن شكل الدولة الحديثة يعني أسلوب حكم معين لتقسيم الصلاحيات والمصالح بين مواطني المركز والأطراف بحيث يتم الحد من طغيان المركز على الأطراف بما يعمل على الحفاظ على الدولة وتفعيل طريقة تقاسم المصالح والصلاحيات المشتركة للمناطق في هذه الدولة ثانيا.
ما هي الأشكال الموجودة للدول في العالم¿ هناك عدة أشكال للدول في العالم نذكر منها الأشكال وهي الدولة الفدرالية حيث يتم تقسيم الدولة إلى ولايات أو أقاليم معينة لكل ولاية أو أقليم محافظ أو عمدة أو حتى رئيسا منتخبا وتوجد لهذا الأقليم أو الولاية سلطة إدارية تقوم بإدارة شؤونها الخاصة بكامل الحرية دون أي تدخل أما فيما عدا ذلك فإن الأقاليم والولاية لها مطلق الحرية في إدارة شؤونها المعيشية من تعليم إلى صحة إلى نظافة إلى ثقافة إلى أمن إلى قضاء إلى غيرها من الخدمات الأخرى بكل حرية بعيدا عن سيطرة المركز وأبرز شكل لهذه الدولة هو الولايات المتحدة الأمريكية.
الشكل الثاني من أشكال الدولة هي الدولة المركزية حيث تظل سياسة البلد داخليا وخارجيا تدار من المركز مع إعطاء الأطراف صلاحيات معينة قد تزيد أو تنقص حسب ظروف كل بلد ونظام فيها وأبرز مثال للدولة المركزية هو الصين.
بين هذين الشكلين هناك شكل آخر للدولة حيث تظل الدولة المركزية موجودة من جانب في ظل إعطاء الأطراف صلاحيات واسعة لإدارة شؤونها دون تدخل من المركز حيث لا يتدخل المركز في شؤون الأطراف ويظل حجم الصلاحيات المعطاة خاضع لاعتبارات موضوعية تمر بها البلد أو شخصية للحاكم وفق نظام الحكم القائم وهو ما يؤدي إلى تفاوت في هذه الصلاحيات نقصا وزيادة.
الشكل الفيدرإلى للدولة في أمريكا حقق نجاحا كبيرا وكذلك الشكل المركزي للدولة في الصين حقق نجاحا كبيرا كذلك أمريكا محتفظة ومعتزة بنظامها الفيدرإلى والصين محتفظة ومعتزة بنظامها المركزي مع مراعاة الاختلاف في نظام الحكم بين الدولتين من تعدد الأحزاب في أمريكا إلى حكم الحزب الواحد في الصين
بالطبع هناك أشكال أخرى للدولة الكونفدرالية وهي اتحاد دولتين أو أكثر في السياسة الخارجية والدفاعية وفي غيرها تظل كل دولة تقولم بمهامها كدولة مستقلة عن دول الاتحاد الأخرى وأقرب مثال لهذا الشكل ربما الاتحاد السوفيتي سابقا.
الاشتراطات الموضوعية لكل بلد هي التي تحدد شكل الدولة تلك الاستراطات التي تمثل بعضها في درجة الوعي المجتمعي للجماعات والأفراد وطبيعة التنوع البشري عرقيا وطائفيا ودينيا ولغويا إلى قوة الدولة وقدرة مؤسساتها المختلفة مدنية وعسكرية على الحكم وقوة جيشها وهل توجد جماعات مسلحة قادرة على الوقوف في وجه الدولة¿ من المحتمل أن تشك
