الرعاية الصحية للحامل أمر ضروري لإنجاب أطفال أصحاء

كتبت رجاء عاطف


كتبت / رجاء عاطف –
تؤلف النساء ما يزيد على نصف سكان الجمهورية اليمنية ولا يمكن إنكار أهمية دور المرأة الإنجابي والتربوي بالنسبة للصحة والتنمية ككل وترتبط الحقائق البيولوجية والاجتماعية لدورها كأم ارتباطا وثيقا بحالتها الصحية وهي تمثل عوامل رئيسية في المشكلات التي تواجهها المرأة في مجالات الصحة والعمالة والتعليم ومجالات أخرى عديدة وأن الدور الذي تقوم به المرأة في تدبير شئون البيئة والإنجاب وتربية الأطفال ورعاية جميع أفراد العائلة هو دور لا يسجل لها بشكل كامل ولا تتخذ عليه أي عائد معنوي أو مادي ولا بد من إيلاء الاهتمام من قبل الاختصاصيين لكل مرحلة من مراحل دور المرأة البيولوجي الذي يبدأ بالإنجاب والإعداد له خلال مرحلة المراهقة التي يليها ما يقرب من ثلاثة عقود تكون المرأة فيها قادرة على الإنجاب ثم توقف وظيفة الإنجاب مع دخولها سن اليأس فعندما نتحدث عن المرأة فهي تعني كل المراحل في حياتها حيث لا نستطيع إهمال أو التغاضي عن الطفولة للفتاة وما تحتاجه من خدمات وقائية أثناء الرضاعة وقبل وأثناء الدراسة وحول المراهقة وقبل الزواج من تثقيف صحي وفحوصات طبية وبعد الزواج من خدمات الصحة الإنجابية حتى بعد مرحلة الإنجاب ورعايتها وحمايتها من أعراض سن اليأس والشيخوخة فالصحة والرعاية للمرأة تبدأ منذ أن تكون الفتاة في رحم الأم رعاية الأم الحامل لذا فرعاية الأم أمر ضروري كي تنجب أطفالا أصحاء ورعايتهم يؤدي إلى بناء مجتمع صحي متكامل غير أنه لا يزال هناك قصور في وعي الناس بضرورة الالتزام بتوفير رعاية صحية كافية للمرأة حتى يتسنى لها أن تساهم بفاعلية في عملية التنمية الشاملة.

أسباب وفيات الأمهات 19-49 سنة
أوضحت رسالة الدكتوراه للدكتورة/ نجيبة عبدالغني بعنوان «عوامل الخطورة لوفيات الأمهات المترددات على المستشفيات في اليمن» والتي بينت أن نسبة وفيات الأمهات بسبب الحمل وما حوله 42% من كل وفيات النساء في الفئة العمرية 25-49 سنة وتتمثل بعض هذه الأسباب في العدوى بسبب الحمل بنسبة 11.6% وتسمم الحمل بنسبة 11.2% 42% وأسباب ولادات أخرى بنسبة 9.8% للولادات المتعسرة.
فالمرأة في اليمن يكون نصيبها من الأطفال بمعدل 2.5 طفل زيادة عن النساء في البلدان الأخرى طفل ومن هذه المؤشرات إذا ما قورنت ببعض دول الإقليم تعكس مستوى التدني الهائل والواقع السيئ للوضع الصحي للمرأة في بلادنا ويحتاج ذلك إلى معالجة فعالة تعود بأثر إيجابي على صحة المرأة اليمنية وبناء لبنة أساسية في صحة المجتمع.
وأكدت الدكتورة عزيزة الفسيل بقسم رعاية الحوامل بمستشفى الروضة بني الحارث بأن عدد المترددات أسبوعيا على المراكز الصحية من المدن والقرى ما بين أكثر من 120 حامل للزيارة الأولى للمستشفى مما يعني أن هناك توعية للخدمات التي تقدمها المرافق الصحية والمستشفيات والتي تهتم بصحة المرأة الحامل.
وأشارت إلى أن هذه الرعاية تتمثل في الخدمات المجانية المقدمة في المستشفيات والمرافق الصحية لرعاية للحوامل من بدء الحمل وحتى الولادة والذي يجب على المرأة الحامل متابعة الحمل وأخذ اللقاحات المطلوبة والولادة في المستشفى لما يساهم هذا في خفض معدل وفيات الأمهات مما ساعد هذا على اكتشاف الأعراض التي تصاحب الحمل كأمراض الضغط والسكر وفقر الدم والنزيف وغيره.
وقالت: نحن نقوم بتقديم المشورة قبل وبعد الولادة لنساعدها على كيفية المباعدة بين الولادات لإعطائها مدة من الراحة الكافية بحيث تستطيع الاهتمام بطفلها وأسرتها.
كما يجب أن لا تقل زيارة المرأة الحامل إلى المراكز والمرافق الصحية عن 4 زيارات خلال فترة الحمل فالمعاينة الطبية للأم لضمان صحتها وصحة جنينها وأن لا تتأخر في مراجعة المرفق الصحي بعد غياب الدورة الشهرية بعشرة أيام حرصا على سلامة الحمل وأن تأخذ النصائح المقدمة من هذه المراكز الصحية وأن تتحدث عن كل الأعراض التي تعاني منها أثناء الحمل بلا خجل أو إحراج مما لذلك من أهمية صحتها كما يجب أخذ الأم الحامل عند ظهور أي أعراض قد تظهر عليها إلى أقرب مرفق صحي لعمل التدابير اللازمة.
وأوضحت أن بعض المتاعب التي تعاني منها المرأة الحامل أثناء الحمل مثل ألقيء في الصباح بعد الاستيقاظ من النوم وكذلك دوخة مستمرة وبعض المغص وآلام أسفل البطن والظهر وكذلك عدم الشهية للأكل مما قد يسبب مضاعفات بداية الحمل وسوء التغذية ولا بد من التعامل معها فهي بحاجة إلى وجبات غذائية متنوعة من 5-6 وجبات خفيفة يوميا مع الحرص على التنوع في الغذاء كتناول اللحوم والحليب والإكثار من الفواكه والخضروات وشرب السوائل المفيدة والتقليل من السوائل خلال الوجبات والابتعاد عن الأغذية المسببة للغازات وتجنب المأكولات الحارة والمشروبات المنبهة والغازية والإقلال من الملح والحرص على الامتناع عن مضغ القات والتدخين وأن تتجنب الحامل الوقوف لفترات طويلة واختيار الوضع

قد يعجبك ايضا