هل منú يقتدي بهم في البناء والتنمية¿

يكتبها علي بارجاء

 - كانت الهجرة من حضرموت إلى جاوا و بلاد الملايو في أوائل القرن العشرين قد أصبحت ظاهرة واضحة تلفت الأنظار في جميع مدن وقرى الوادي ولا تختص بها مدينة بعينها.
ولأن تزايد أعداد الحضارم في إندونيسيا وسنغافورة وما لهم من دور فعال في الحياة الد
يكتبها /علي بارجاء –
كانت الهجرة من حضرموت إلى جاوا و بلاد الملايو في أوائل القرن العشرين قد أصبحت ظاهرة واضحة تلفت الأنظار في جميع مدن وقرى الوادي ولا تختص بها مدينة بعينها.
ولأن تزايد أعداد الحضارم في إندونيسيا وسنغافورة وما لهم من دور فعال في الحياة الدينية والسياسية والاقتصادية والثقافية جعل الحكومة الهولندية تحسب لهم حسابا كبيرا لشدة ما يضيق صدرها بهجرتهم إلى تلك البلاد لأنهم نشروا الدين الإسلامي ونبهوا الأهالي من الوطنيين إلى حقهم في التحرر من استعمارهم فلولا الحضارمة لما انتبهوا إلى ذلك وظلوا يرسفون تحت أغلالهم فما زالت هولندا تضع الحواجز أمام نزول الحضارم في تلك الديار وتراقب حركاتهم وسكناتهم وهي تحتج لذلك بكونهم في الأكثر أفاقين لا يأتون إلى جاوا بشيء من رؤوس الأموال وأنهم هم يمنعون غير المسلمين من دخول بلادهم فلا يحق لهم – إöذا – أن يطالبوا بدخول بلاد هولندا حتى عرöف موقف هولندا من الحضارم آنذاك وما نتج عنه من معاناة بـ «مسألة الحضارمة» فسارعت الحكومة الهولندية إلى اتخاذ الإجراءات الصارمة للحد من تدفقهم ووضعت العراقيل التي تعيقهم وفرضت علهم حصارا يمنعهم من التنقل والتجوال بين الجزر ومن دخول بعض المناطق إلا بإذن خاص لا يمكن الحصول عليه بسهولة إضافة إلى تعريضهم للمضايقات الشديدة حتى ارتفعت أصوات الحضارم بالنكير والاستغاثة ورددت ذلك جرائد الأستانة والشام وحدثت لذلك ضجة وتقدم جماعة من الحضارم بإرسال عرائض إلى أعتاب السلطان عبدالحميد العثماني وكتب بعضهم كتبا خاصة للصدر الأعظم وكان يسمى حلمي باشا وما هي إلا أن رفعت الحكومة الهولندية يدها عنهم وكم كان سنوك هورجرونييه يود لو لم تفتح لهم أبواب تلك الجزائر من الأصل ويقول : إن هذا العمل ليس منافيا للعدل ناسيا أن الحضارم قد وصلوا إلى تلك الجزر قبل البرتغاليين بله الهولنديون وأن بينهم وبين سكانها الأصليين قد تعمدت أواصر القربى ووشائج الرحöم وهل من سبب لموقف الهولنديين من الحضارم غير الخوف من أن ينتشر الإسلام وأن تسري حنكة الحضارم إلى سذاجة الجاوة ومع ذلك فقد تصدى المستشرق الشهير سنوك هورغرونجه لهذه المسألة فحلها حلا نهائيا وبذلك زال سوء التفاهم السائد بين الدولة وبين الحضارمة وحل مكانه الوئام والثقة المتبادلة.
فبعد أن رفعت هولندا يدها عن محاصرتهم ومضايقتهم تضاعف نشاطهم الدعوي والتجاري وأسست النهضة الثقافية والأدبية العربية الحديثة في المهجر الشرقي على أيدي أولئك المهاجرين فكانوا هم مفكروها ومؤسسوها وهم ربابنتها وحداة ركبها وبهم نمت ونضجت إلى أن آتت أكلها وأسسوا نهضة صحفية ابتداء من عام 1906م كانت حصيلتها أربعا وخمسين جريدة بين يومية وأسبوعية كان بعض منها بلغة تلك البلاد.

قد يعجبك ايضا