متعة الرواية..!!
المقالح عبدالكريم
المقالح عبدالكريم –
غلاف أول
«هل تعرف أحسن رواية من روايات الخيال العلمي في التاريخ..¿! لاتعرف..!¿ حسنا.. سوف أخبرك رواية: «سيف بن ذي يزن» اكتشف مؤلفها السحرة والأطباق الطائرة قبل والتي ديزني بقرون. أعجبت بالرواية وأنا طفل.. عندما دخلت المدرسة سمعت من سادتي المثقفين أن الأدب العربي لم يعرف الرواية إلا في القرن العشرين نقلا عن الغرب أولاد حرام الذين قالوا هذا الكلام ودرسوه أولاد حرام ماذا عن عنترة بن شداد..¿ ماذا عن الأميرة ذات الهمة..¿ ماذا عن الزير سالم..¿ ماذا عن تغريبة بني هلال الكبرى..¿ نقلا عن الغرب في القرن العشرين.. ياسلام..! وإذا تحذلق متحذلق قال إن هناك «شيئا من فن القصة في المقامات» لا ياشيخ..¿! «شيء من فن القصة..¿! وماذا عن التوابع والزوابع..¿ ماذا عن رسالة الغفران..¿!» وماذا عن حي بن يقظان..¿ وماذا عن ألف ليلة وليلة..¿ أروع مجموعة قصصية عرفها العالم..¿ أولا حرام هؤلاء يعلمون أولادنا أننا نقلنا القصة والرواية من الغرب في القرن العشرين.. اللغة الإنجليزية لم تظهر كلغة مستقلة إلا منذ «5» قرون.. وأدبنا مليء بالروائع منذ «15» قرنا.. ومع ذلك يزعمون أننا نقلنا كل فن قصصي من الغرب.. جهلة وأميون وصعاليك..!» سواء كانت رواية واحدة مثل: صنعاء مدينة مفتوحة – يوليس – «7» ثرثرة فوق النيل – قرية البتول – الصخب والعنف – الزيني بركات – بيروت 3- 7 – اركنها الفقيه – مدام بوفاري – الرهينة – مائة عام من العزلة – مصحف أحمر.. أو ثنائية مثل ثنائية السحرة لإبراهيم الكوني..
أو ثلاثية مثل ثلاثيات: نجيب محفوظ – أحلام مستغانمي – عبدالرحمن منيف – أحمد إبراهيم الفقيه..
أو رباعية كرباعية الخسوف لكوني.. أو خماسية كخماسية مدن الملح لمنيف.. أو شارفت صفحاتها على الألف.. أو بلغتها.. أو حتى تجاوزتها..وإن كان مدارها: (واقعيا – اجتماعيا – تاريخيا – غرائبيا)..إلخ.
فإنها تبقى هي هي الرواية: صور ومشاهدات وشهادات في مادة حياتية تزخربها يوميات الإنسان.. لتأسسها على السرد والحكي.. في قول قصير أو طويل.. يستعرض حدثا.. أو يرسم شخصية أو يذكر بأزمنة وأمكنة كانت.. ولذا فهي فن موغل القدم في جذور الحضارات البشرية.. تتفاوت الصيغ والأشكال والقوالب وحتى الأهداف.. حسب العصر الذي تظهر فيه.. تبعا لعوامل تاريخية وظروف ثقافية والخصائص المميز للبيئة المحلية وما يزدحم فيها من مؤثرات وتأثيرات..¿ مابين شغف المعرفة وحب المطالعة.. تتطاول أشذاء متنوعات تدفعنا إلى تصفح الرواية.. منها: دافع الفضول.. التلصص المشروع على شخوص وحيوات وأماكن وأحداث وأزمنة ومسارات.. غالبا ماتشبع الرواية توقنا الغريزي – ربما – لذلك: ماذا حدث..¿! كيف حدث..¿! لمن حدث..¿! ومتى وأين حدث..¿!! ينضاف لهذا البعد مستوى إغرائي: الروائي مثلا: اسمه – وظيفته – مدى نجوميته في مجتمعه. وكذلك الرواية: ماحصدته من شهرة أو جوائز.. مادوى حولها من زوابع وما أثارته من زلازل: حملات تشهيرية أو تحريضية.. دعاوى تكفير.. ولا ننسى المشهيات المعتادة من المقبلات التي نصادفها عادة في شارع الصحافة: دراسات نقدية – حوارات – شهادات – عروض روائية لما صدر حديثا أو سيصدر قريبا..!
بغض النظر عما قيل قبلا أو سيقال.. فإن للرواية متعة خاصة بها.. كما أي جنس إبداعي آخر.. ولولا متعتها اللامتناهية تلك لاضمحلت سمعتها ولكسد سوقها.. وانفض من حولها عبادها «كتابا وقراء» إلى أن تنقرض نهائيا وتصير من الماضي ذكرى بالية.. تماما كما أشكال كثيرة انزوت في ركن شبه مظلم من الأرشيف الإبداعي مثلما حدث مع الملاحم مثلا أو المقامات..!
وإذا ما دققنا في متعة الرواية.. فسنلحظ بسهولة أن تحقق ذلك خاضع لأشراط ومعايير.. تتوزع على مستويين.. الأول داخلي وهو السياق والثاني خارجي وهو المضمون.. والذي يتكون من عناصر الرواية نفسها: فكرة – موضوع -وحدث -شخصية -… إلخ أما السياق فهو ما يتعلق بالروائي وأسلوبه.. أي كيف قدم لنا عالمه.. بأي طريقة روى وما اعتمده من شكل وتكنيك وتقنيات.. مبتكرة تجديدية تنأي عن تقليدية أركان «الحدوثة»: بداية – وسط – نهاية».. إضافة إلى مدى تمكن الروائي من أدواته.. ذكائه في إضفاء التشويق والإثارة على مجرى الأحداث.. وعلى نحو يضمن شد القارئ من الغلاف إلى الغلاف.. كإخفاء معلومات معينة يتم ذرذرة لمحات خاطفة عنها هنا أو هناك.. بما يزيد من فضول القارئ.. مرورا بحيل سحرية أخرى غالبا من ابتكار الروائي في مشواره نحو التجريب.. كطريقة بناء الحبكة وتقديمها في موضعين أو ثلاثة.. هرمية الفصول تبعا لعلاقات شخصيات الرواية.. أو اعتمادا على نتائجها التي ت