شكرا لدولة وشعب الإمارات العربية (2)

عبدالله علي النويرة


عبدالله علي النويرة –

إنني لا أشك بأن نية معظم الذين اعترضوا على القيام بحملة تبرعات خيرية هم من ذوي النيات السليمة وأن اعتراضهم ناتج عن النخوة والشعور بالمهانة من أن يصل الأمر بنا إلى أن يتم التصدق علينا عبر الفضائيات ولكن وآه من لكن هذه¿!!
هناك أناس للأسف يشعر الإنسان أنهم مندفعون لأسباب لا علاقة لها بكل ما ذكرنا وأن وراء الأكمة ما وراءها وإن هدفهم هو الصيد في الماء العكر والقول أن هذا لم يحدث في سابق الأيام وأن هذه إحدى خطايا الحكومة وعدم قدرتها على التواصل مع الآخرين وأنها أوصلتنا إلى أسوأ مما كنا فيه إلى ما هنالك من الشعارات والتصيد الممنهج. إن الحالة الاقتصادية للشعب اليمني أصبحت أسوأ مما يتصور البعض بكثير وقد لا يعلم بعض المتخمين إن هناك في البيوت أسرا يموت أفرادها من الجوع وأن أولئك الباحثين عن القوارير البلاستيكية والزجاجية الفارغة بين القمائم لم يبحثوا عنها كنوع من الهواية التي يروضون أنفسهم بها وأنهم يتلذذون برائحة القمائم التي يخوضونها صباح مساء ولا أعتقد أن الأطفال والنساء والشيوخ الذين يقفون في الشوارع والطرقات للبحث عن لقمة عيش بواسطة الشحاتة لا أعتقد أن هؤلاء يملكون في منازلهم ما يسد رمقهم ويغنيهم عن التذلل للآخرين.
ياهؤلاء إذا كانت منازلكم عامرة بما لذ وطاب وثلاجاتكم متخمة بكل ما يطلبه أطفالكم فاعلموا أن هناك أسرا تبحث عن قطعة خبز في جنح الظلام بين قمائمكم هناك أسر لا تستطيع أن تسمح لأطفالها بالخروج إلى الشارع لأن ملابسهم قد تقطعت وأجسامهم قد نحلت بفعل الجوع والفقر المدقع الذي أكل الأخضر واليابس ياهؤلاء هناك أناس مرضى يملأون البيوت وينتظرون الموت لعدم القدرة على الذهاب إلى المستشفيات وعدم وجود حتى أجرة المواصلات للوصول إلى المستشفى وهذا حقيقي وليس مجازا ذلك أن هناك ملايين الناس الذين يعملون بالأجر اليومي لم يجدوا لهم عملا خلال عام كامل أو يزيد وقد باعوا كل مايملكونه وأصبحوا معدمين تماما .. فهل تصور أحد منا كيف هو حالهم¿
قيل قديما “إن الشابع لا يعلم ما عند الجائع” وهذا ينطبق علينا هذه الأيام فهناك طبقة مترفة منعمة يأكل أحد أفرادها جعالة في يوم واحد ما يكفي لإعالة عدة أسر فقيرة لمدة أسبوع – واللهم لا حسد – دون أن يفكروا بحال الآخرين الذين يتضورون جوعا فإذا جاء من يعطف عليهم شعرنا بالذل والمهانة وتباكينا على كبريائنا وكرامتنا المهدورة!!
لا أقصد أن أعرض بأحد ولا أنتقد أحدا ممن اعترض على هذا العمل الخيري وقد ابتعدت عن المشاركة في النقاش الذي دار في الفيسبوك لخروج البعض عن المألوف في الطرح ولكني وجدت أن الأمر لم يقتصر على موقع التواصل الاجتماعي ووصل إلى الصحف حتى الرسمية منها وهذا الأمر يستوجب أن تكون هناك مشاركة من الجميع للبعد عن احتكار الرأي وسيادة اللون الواحد من الآراء والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
جنب الله بلادنا كل سوء ومكروه إنه على كل شيء قدير.
alnwoirah@gmail.com

قد يعجبك ايضا