(الثورة) بحاجة إلى ثورة!!
علي ربيع
علي ربيع –
علي ربيع
المقياس الحقيقي لتقدم أي بلد يكمن في مدى عنايته بالإنسان على صعد شتى منها الرعاية الصحية ومدى جودتها وضمانها كحق أساس من حقوق المواطنة في بلدنا هذا أثابكم الله لا شيء يسر أو يجبر بالخواطر غير ما نعلمه من اليسير المتاح المحكوم بالفوضى الحلاقة (بالحاء) التي تهلك الزرع والضرع وتحرم المستشفيات الحكومية من أبسط المستلزمات كالحقن المهدئة والمحاليل الوريدية والقطن وخيوط الجراحة و و و الخ.
< قال لي أحد العاملين في مستشفى الثورة بصنعاء الثورة بحاجة إلى ثورة ثورة إدارة تنتشل المسستشفى مما هو فيه مدير المستشفى ونوابه من الشخصيات والكفاءات الطبية الجيدة وطيبون على الصعيد الشخصي حد الثمالة والطيبة وحدها لا تكفي ويفترض أن يعي وزير الصحة شجون مستشفى الثورة وهمومه فإلى قبل أشهر كان هو مديره!
< منذ أن تصدق به علينا الروس لا جديد في جوهره يذكر عدا أرقام مهولة للمناسبات مبنى العيادات الخارجية ومركزان للعيون والطب النووي يشكوان ومركز للقلب توقف نبضه منذ أكثر من شهرين صراخ العاملين فيه يرتفع لا مستلزمات لا صمامات لا دعامات وقلوب مئات اليمنيين المتعبة ترتقب في طوابير الانتظار فرجا قريبا أو أجلا رحيما من شتى المحافظات مستشفى الثورة رغم عدم مجانيته لا يزال بالنسبة لهم ولنا قبلة كل الكادحين.
< قال أحدهم: مديونية المستشفى بالمليارات الجهاز الوظيفي الإداري والفني والطبي بطالة مقنعة مهولة عقب عليه آخر: ورسوم الدعم الشعبي لا نعرف أين تذهب! وحتى حين يتم شراء أدوات ومستلزمات طبية وفقا لضمير مناقصات أرخص الأسعار يتم شراء الرديء وما أكله السبع مسامير تثبيت الصفائح الداعمة للعظام مسمار يثبت ومسمار ينكسر خيوط العمليات المهدئات. حقيقة كل شيء فيه على غير ما أرادها عليه المبتكر الأول.
< قلت لأحد المرافقين لم لم تذهب بزوجتك إلى مستشفى الشرطة وأنت موظف في الداخلية¿ قال ليس في مستشفى الشرطة محاليل خاصة بغسيل الكلى! لذا جاء إلى الثورة مواعيد وملاحقات ووعود وطوابير طويلة ومع ذلك الثورة هو الممكن المتاح.
< أريد من رئيس الجمهورية أو من رئيس وزرائه القيام بزيارة عاجلة لطوارئ المستشفى لا توجد أسرة للرقود حوادث سيارات جرحى مرضى بقايا بشر يئنون في غرفة جانبية تراجيدية المشهد تجعل الحليم يخرج عن طوره لتخنقه الغصة هذا هو الجوهر الحقيقي لوجه المعاناة الإنسانية التي يعيشها اليمنيون هل أوجه النداء أيضا للمبعوث الأممي وسفراء الدول العشر¿¿¿
< الأطباء الاستشاريون ومن دونهم كفاءات كبيرة بعضها لم يعد يعني له مستشفى الثورة سوى أنه أشبه بمسقى مائي يزود عيادته أو مشفاه الخاص بطوابير المرضى بعضهم يراوح هنا وهناك وبعضهم فقد الأمل فاتجه للهجرة الطوعية عدد كبير من الأطباء ومع ذلك قد لا تجد في الطوارئ غير طبيب أو اثنين في مواجهة شبه مستحيلة مع حالات تنهمر كمطر سحابة فقدت صوابها.
< من سنوات مضت أين التخطيط الصحي على مستوى البلد وعلى مستوى مستشفى الثورة¿! السكان يزدادون والمرض والإصابات قدر الأجساد المحتوم الروس تصدقوا بالثورة والكويت تصدقت بالكويت والسعودية بمشفيين في صعدة وحجة والسويد في تعز ومستشفيات الداخلية والدفاع فيها ما يكفيها فنحن شعب خلق ليقتل أو ليقتل والمستشفيات الخاصة تجارة متوحشة بخدمات فندقية لا تجيد سمع الأنين والألم بقدر ما تجيد سماع (كشكشة) الدولار واليورو.
< يا وزير الصحة ويا إدارة المستشفى مستشفى الثورة بصنعاء وجع كبير لا تجعلوه يتفاقم لا يزال بإمكان الراقع أن يرتقه من المعيب ألا يعمل بكامل طاقته من المعيب أن يتعطل الجهاز الطبي الوحيد لأسبوعين أو أكثر من المعيب أن تتعطل العمليات الجراحية لأن الكشافة تعطلت من المعيب أن يتوقف مركز القلب من المعيب أن تتوقف غرفة العمليات لأنها غير مجهزة من المعيب أن يتحول إلى سمسرة لتطفيش المرضى.
< يا (شافطي) خير الوطن من المخزي بحق هذا الوطن أن يسجل المريض في كشف انتظار الرقود لثمانية أو عشرة أشهر من المعيب أن يشتري المريض حتى مسلتزمات الجراحة من المضحك المبكي يا وزير المالية أن يتسع جوف ميزانية الحكومة لمليارات الريالات مخصصة لقوى الهيمنة والتنفذ ومراكز الصراع السياسي ولا يجد زميلنا طه البكولي قيمة عملية نقل كلية إلى ابنته المريضة ومن العار ألا نبكي جميعا يا دولة رئيس الوزراء حيث يجب أن تذرف الدمعة عند ركام الأنين المتكوم على بعضه في طوارئ مستشفى الثورة العام بصنعاء وأشباهه ونظائره في عموم اليمن المغبون!