رؤوفــة فــي حــيــاتــي
–
د/ بلقيس محمد علوان
سيدتي الراحلة لقد اختصيت نفسك بذلك الحزن العميق..لم يكن مقالك الاخير مقالا واحد ,وانما رؤوس أقلام ,ومفاتيح لمقالات ومقالات ودروس ودروس ,وكل كلمة فيه تقف ورأها معان ومعان.
> كان طابورا مدرسيا مختلفا قدمتها مديرة المدرسة لنا بأنها إحدى طالبات مدرسة أسماء بنت شهاب في بعض سنوات تعليمها التي قضتها في محافظة إب رؤوفة حسن الصحفية والمذيعة لا أذكر من أسئلة مديرة المدرسة الأستاذة الفاضلة حبيبة الخمري ولا من ردود الراحلة الحبيبة الأستاذة الدكتورة رؤوفة حسن شيئا.
ومرت السنوات كنت أخطو مسرعة في أحد ممرات كلية الآداب بجامعة صنعاء استوقفتني تسألني: تعرفي أين قاعة ابن الأمير¿ كانت أول وجه التقيه وأنا أبحث أيضا عن القاعة التي ستشهد اختبارات قبول طلبة الدفعة الأولى إعلام.
كنا نشعر أنا محظوظون ومتميزون ومختلفون في قسمنا الذي ترأسه وتحاضر فيه وكان مقرر مادة الإعلام والتنمية مستفزا للتفكير الحيرة النقاش إعادة النظر كان مقررا كخلية نحل
كانت تتطوع إن وافق خروجنا من قسم الإعلام بشارع الزبيري فتوصلني وإلهام بسيارتها إلى جولة كنتاكي دقائق لا تنسى ونحن نردد سويا مقاطع لفيروز.أذكر اننا افترشنا رمال شاطئ الحديدة في الرحلة العلمية التي نظمها قسم الإعلام الذي كان أكثر الكليات حيوية ونشاطا وأقلق الكثيرين حينها, انقضت سنواتنا الأربع في الجامعة وفي الممر نفسه الذي سألتني فيه عن قاعة ابن الأمير سألتني عقب تخرجي مباشرة: بلقيس تشتي تشتغلي¿ قلت لها: أيوه قالت: روحي للدكتور عبدالوهاب الآنسي في التثقيف الصحي وهناك وقعت عقد عمل مدته عام في الإدارة العامة للاعلام والتثقيف الصحي انعكس عملي فيها على توجهي العلمي والعملي ودراساتي العليا وفي العام نفسه عدت وبعض زملائي إلى مقاعد الدراسة طلابا في دبلوم الدراسات الاجتماعية والنسوية في مركز دراسات النوع الاجتماعي الذي أسسته ورأسته الراحلة وحاضرت فيه كانت دائما تثير المياه الراكدة حينها كنت أجهز لعرسي وكنت أرى في عينيها قلق وخوف المعلمة والأم.
التقيتها بعد ذلك في دار الأوبرا بالقاهرة كنت حينها في السنة التمهيدية للماجستير وثالثتنا العزيزة أروى الشرجبي وكلما نلتقيها نحرص أن نعطيها ما يشبه التقرير عما نعمل وننوي قالت لي حينها: (عادة من يحاربوك يفيدوك أكثر من الأصدقاء!)
في السنة التالية رفعت سماعة التليفون لأرد فإذا هي الدكتورة رؤوفة اتفقنا على لقاء وفي كل لقاء بي أو بأي من أبنائها كانت تطمئن على الجميع قضينا يوما طويلا في معرض القاهرة الدولي للكتاب بين أجنحته الحافلة واختتمنا ذلك اليوم بحضور أمسية شعرية للعملاق الأبنودي عدنا بسيارتها عبر كوبري أكتوبر من مدينة نصر حيث المعرض أيامها كنت أحاول أن أضع يدي على موضوع رسالة الماجستير توقعت أنها ستقترح لي عنوانا لكنها قالت لي بالحرف الوا