(الغرب والشباب وأرشفة القرآن)
بقلم د.يوسف الحاضري
بقلم د.يوسف الحاضري –
يدرك الغرب وأربابهم بأن القرآن الكريم محفوظ من رب العالمين حتى يرث الله الأرض ومن عليها وأن أي مجهود لتحريفه أو تغييره أو طمسه سيبوء بالفشل والفشل الذريع (إöنا نحúن نزلúنا الذöكúر وإöنا له لحافöظون) الحجر9 ويدرك الغرب أيضا أن القرآن الكريم شامل وكامل ويحتوي كل معاني الحضارة وتشاريع الحياة ومسببات النجاح ومفاتيح السعادة وأن أي مجهود للتعامل المباشر ضد هذا المنهاج وهذه الرؤية سيبوء بالفشل والفشل الذريع (ما فرطúنا فöي الكöتابö مöن شيúء) الأنعام38 ويدركون أيضا أن هذا القرآن سبب رقي وتطور واستقرار وثبات المسلمين (أرضا وإنسانا) وأن أي مجهود في تضييع هذا المنهاج من القلوب والدساتير والتشريعات والعلاقات الحياتية في هذه الأوطان هو الأسلوب الأمثل لنجاحهم وانتصارهم علينا ولكنهم أيضا يدركون أن التاريخ علمهم أن المواجهة المباشرة بينهم وبين القرآن وموطن القرآن وحاملي القرآن دائما ما تبوء بالفشل بل إنها تعيد أمما كثيرة إلى القرآن ومنهاجه أكثر وأكثر ومن هنا بدأت الأفكار والدراسات والندوات والمؤتمرات والبروتوكولات في موضوع مواجهة القرآن وتشاريع القرآن مستندين في ذلك على كل فكرة وخبرة ورؤية من السابقين والحاليين والدارسين والمهتمين مرتكزين على شياطين الأنس والجن جميعا وتحالفاتهم التاريخية المتأصلة فخلصت دراساتهم ورؤيتهم في هذا الجانب إلى موضوع هام وخطير أساسه (الشباب المسلم نفسه) فوجدوا أن الشباب المسلم هم من بيدهم القدرة والنجاعة والنجاح لتحقيق أهدافهم وطموحهم في جانب القرآن للوصول إلى شباب عربي ومسلم علماني الفكر والبصيرة يكون القرآن الكريم ليس أكثر من تراث او تاريخ أو بضع كلمات يتم ترديدها في المناسبات الدينية لأن الوصول إلى هذا الهدف ستكون آخر مسمار في نعشنا ونعش أمتنا الإسلامية والتي وصفت بأنها (أمة لا تموت ولكن تمرض) ومع ذلك فعاهتنا ومرضنا طالت مدته وكل يوم في تدهور أكثر وأكثر ما يهدي من أعراض هذا المرض هو هذا (القرآن) فجاءت فكره “تحطيم أعمدة ومثبتتات القرآن الكريم من القلوب” من خلال إنبات بذرة داخل الأوطان المسلمة نفسها ثم تربيتها وسقيها ورعايتها حتى تصبح شجرة يانعة من خلالها يتم العمل وعلى أوتارها يتم الضرب والطرب ومن أصواتها نغني وعلى موسيقاها نرقص وهذه الفكرة تتلخص وببساطة في (تمييع الشباب المسلم وتزويدهم بكم هائل من الأفكار والرؤى والطموحات دون أن يكون هناك مواجهة مباشرة بين المعلومات المزودة وأحكام القرآن وتربية الشباب والنشء على أفكار خاصة يتم دراستها دراسة مستفيضة ثم غرسها في قلوبهم وتثبيتها بشده وعمق وقوة ثم اتركوا المجال للشباب العربي والنشء وهم أنفسهم من سيكمل المهمة مهمة أرشفة القرآن في الدروج والمكتبات والمتاحف وهذا أسمى وأعلى ما يتمناه الغرب) فزرعوا في قلوبهم المدنية (المقتبس من العلمانية) فوجدنا شبابا يتطاول فوق مقدرته العلمية الشرعية الإسلامية ويصرح بأن القرآن ليس أكثر من فكر روحاني وليس له علاقة على الإطلاق بالتشاريع الحياتية ويدافع عن فكرته ونجد أيضا من يؤيد هذه المقولات ويفسرها برؤية فلسفية تارة ورؤية سياسية تارة ورؤية مجتمعية واقتصادية تارات كثيرة ووجدنا شبابا عربيا مسلما وبعد أن تم غرز أفكار حب الدنيا وبغض الآخرة يطالب بتجميد أو إلغاء عمل هيئات الدين والمرجعيات الدينية الإسلامية ويصفونها بالفكر الرجعي المتخلف كما وصف رائدهم ذات يوم فقهنا الإسلامي (بالفقة الرجعي) ونبحث عن فقه ثوري يعوضنا عن الفقة المتخلف القديم ووجدنا شبابا ينظر إلى تشاريع القرآن الكريم بأنها قديمة ولا تتناسب مع زماننا ومكاننا وكما قال رائدهم الفكري (أتاتورك) نحن في القرن العشرين لا ينبغي أن نمضي خلف كتاب يتكلم عن التين والزيتون وذلك بعد أن غرس الغرب في قلوبهم مفهوم الحريات المطلقة فوجدنا خلال الأيام الماضية من ينادي في بلداننا الإسلامية بحقوق الشواذ الجنسيين (ويالها من مصيبة وفاجعة كبرى) فبعد أن جاء الدين ليحد من الممارسات الخارجة عن الأطر الدينية والمجتمعية والأخلاقية من خلال حدوده جاء إلينا هؤلاء بمنهاج يرتكز على الحريات ثم الحقوق ثم حفظ الحقوق ثم تشجيع الممارسات ووجدنا شبابا أيضا يتحدث عن المساواة المطلقة بين الجنسين البشريين (الذكر والأنثى) تحت مفهوم جديد (الجندر) بعد أن غرöس في قلبه أن النساء قادرات على العمل والعطاء اللامحدود بل أعظم من الرجل وبأنهن لا يختلفن على الإطلاق عن الرجل إلا في (الأعضاء الجنسية) والتي أصلا لا علاقة لها بالحياة إلا في موضوع استمرار الجنس البشري من الانقراض فتشعبت كل هذه الأفكار وأفكار أخرى في القلوب والعقول العربية المسلمة الشابة والناشئة فتبنوا هم أنفسهم حركة تحرير العرب والإسلام من القرآن ومنهاجة الحياتي ونادوا بهذا الأمر في كل قناة إعلامية (متعاونة) وكل صحيفة ومجلة (مسهلة) وفي كل موقع ومنتدي وشبكة إليكترونية