فـي ‮ ‬انـتــــــظـار الـتـثـبـيــت

تحقيق‮ ‬مفيد درهم


تحقيق‮/ ‬مفيد درهم –
تتخذ بعض الجهات الحكومية من التعاقد مدخلا‮ ‬رئيسيا‮ ‬للتوظيف إلا أن هذه الجهات تعجز عن تثبيت الكثير من المتعاقدين مما‮ ‬يضع الكثير من العاملين في‮ ‬تلك المرافق عرضة للمعاناة نتيجة ضياع سنوات الخدمة التعاقدية في‮ ‬البحث عن التثبيت‮..‬في‮ ‬هذا التحقيق نناقش قضايا المتعاقدين في‮ ‬المؤسسات الحكومية التي‮ ‬تحظر اللوائح والقوانين العقود مع الموظف اليمني‮!‬
وزير الخدمة المدنية والتأمينات‮:
‬هناك‮ )‬51‮( ‬ألف متعاقد ومتعاون وعامل بالأجر اليومي‮!!‬
في‮ ‬البداية‮ ‬يقول إسماعيل‮: ‬أعمل في‮ ‬إحدى الجهات الحكومية بعقد منذ سبع سنوات براتب زهيد‮ ‬ورغم امتلاكي‮ ‬لمؤهلات عليا وإتقاني‮ ‬لعملي‮ ‬إلا أنني‮ ‬لم أحصل على فرصة تثبيتي‮ ‬حتى الآن‮ .. ‬وأنا أناشد عبركم الجهات المعنية تثبيتنا حسب ما سبق من توجيهات حكومية في‮ ‬ذلك‮.‬

تعاقد دون تثبيت
فهيم إسماعيل الغضرمي‮ ‬يقول‮: ‬ما‮ ‬يثير الجدل هو تعاقد بعض الجهات الحكومية مع الكثير من الشباب دون تثبيتهم‮ .. ‬والأكثر من هذا تمديد التعاقد مع المتعاقدين وإعطاء بعضهم مناصب هامة‮.‬
ويتساءل الغضرمي‮ ‬عن المعايير التي‮ ‬يتم بها تثبيت بعض المتعاقدين¿ وأين‮ ‬يذهب المتعاقدون الذين لا‮ ‬يملكون وساطة¿ ومتى سيتم تثبيت المتعاقدون ممن‮ ‬يستحقون الوظيفة¿ ولماذا لا تعمل حلول لهذه المشكلة¿
ويؤكد المتعاقدون في‮ ‬ديوان عام الهيئة العامة للأراضي‮ ‬والمساحة والتخطيط العمراني‮ ‬على أن رواتبهم لا تصرف إلا في‮ ‬الخمسة الأشهر وسنوات تعاقدهم مع الهيئة طالت دون تثبيت مما جعلهم‮ ‬يناشدون الجهات المعنية إعادة النظر في‮ ‬ذلك‮.‬

أمد طويل
من جهتها تتحدث الدكتورة سعاد السبع‮ -‬مختصة بجامعة صنعاء‮- ‬قائلة‮: ‬كان في‮ ‬الماضي‮ ‬حينما‮ ‬يلتحق الشخص بعمل ما‮ ‬يوضع تحت الاختبار مدة أقصاها ستة أشهر‮ ‬ليعرف رؤساؤه في‮ ‬العمل مدى قدرته على أداء مهامه ومدى التزامه بالعمل‮ ‬وبعد هذه الفترة‮ ‬يثبت‮ ‬وأثناء فترة الاختبار‮ ‬يعطى له راتبا‮ ‬يتناسب مع خبرته ومؤهلاته‮ ‬فكنا نرى المتعاقدين نشطين سعداء بعملهم مخلصين لوظائفهم منتمين لمؤسساتهم راغبين في‮ ‬تطوير مهاراتهم وقدراتهم‮..‬
أما اليوم فإن الوضع اختلف تماما‮ ‬فالتعاقد أصبح سجنا‮ ‬مؤبدا‮ ‬يمتد إلى آخر العمر إن لم‮ ‬يجد المتعاقد من‮ ‬يسنده بوساطة تعينه على إدراج وضعيته في‮ ‬كشوف التوظيف في‮ ‬الخدمة المدنية‮ ‬ولأن التعاقد في‮ ‬المؤسسات الحكومية أصبح وسيلة تفرض على المتعاقدين أن‮ ‬يعيشوا سنوات لا‮ ‬يعرفون عددها حياة وظيفية مع وقف التنفيذ‮ ‬فإنك حينما تتعامل معهم تجدهم متذمرين‮ ‬غير مستقرين‮ ‬يسيطر عليهم الحزن والإحباط والخمول وعدم الرغبة في‮ ‬التقدم‮ ‬وحينما تقترب من القدماء فيهم تجد أنه قد أعياهم الانتظار وأرهقهم العيش الزهيد وعدم قدرتهم الوفاء بالتزامهم تجاه أهليهم وذويهم ومع ذلك تجدهم في‮ ‬وظائفهم لا زالوا صامدين في‮ ‬مكاتبهم لا‮ ‬يتهاونون في‮ ‬أعمالهم‮ ‬بل قد لا‮ ‬يجد المواطن‮ ‬غيرهم عاملين ومتواجدين في‮ ‬مؤسساتهم‮ ‬يتحملون ما‮ ‬يكلفون به حتى وإن لم‮ ‬يكن من اختصاصاتهم‮.‬
ذلك هو حال كثير من المتعاقدين في‮ ‬بعض المؤسسات الحكومية‮ ‬مئات الموظفين المتعاقدين‮ ‬يشكون أمر الشكاوى من ركود أحوالهم في‮ ‬وظائفهم‮ ‬وكثير منهم مرت عليهم أكثر من خمس سنوات وهم متعاقدون‮ ‬يعيشون في

قد يعجبك ايضا