عمو ياسين طالب جامعي !

عبد الرحمن بجاش

 - 

تلتقي صديقك ..صاحبك .. زميلك .. واحد من البلاد, أول ما يبادرك : الله شعرك بيض , يا رجال شيبت , وهات يا هدائم , أنا شخصيا لا أزال أرفع شعار ذلك البحار محمد سلام خويلد (يا ابني العمر إحساس)
عبد الرحمن بجاش –

تلتقي صديقك ..صاحبك .. زميلك .. واحد من البلاد, أول ما يبادرك : الله شعرك بيض , يا رجال شيبت , وهات يا هدائم , أنا شخصيا لا أزال أرفع شعار ذلك البحار محمد سلام خويلد (يا ابني العمر إحساس) , لقد عمر ما يقارب الـ 116 عاما وظل طوال سنين ما نسميه نحن خريف العمر يتعامل مع كل شيء حوله بروح الشاب, وحين مات جاره راجح عون هرب إلى التربة, كان يحب الحياة فأدركه الموت إليها, ودفن فيها بعد رحلة عمر حافلة من كدرة قدس حتى مارسيليا وبينهما عدن وجيبوتي وبحار ومحيطات.
– لا تدري كيف تشربنا هذا الوعي الذي تحول إلى ثقافة مجتمعية (من ظهرت على مفرقه شعرة بيضاء حكمنا عليه بالاعدام)!, فقط قل لأحدهم انك تسبح وتلعب كرة مثلا فيرفع يديه إلى رأسه (قل بغيرها يا رجال), أما إذا لبست فانيلة حمراء فلا يبقى إلا أن يخرج كثيرون مظاهرات تطالب ( بتأديب) هذا الذي كسر نواميس الوقار!.
ياسين كسر كل هذه الحواجز وانطلق يلهث الآن بعده كمن يا شاب, هل تعرفون ياسين الخيبة¿ وأنا ما ناش داري ليش سموه الخيبة وروحه من أجمل الأرواح التي تشربت منها بعض الوفاء للآخرين, وياسين كان إحدى علامات الخطوط اليمنية آخر موقع تولاه (مدير فرع تعز), وبعد موقف شخصي كبير وجميل لن أنساه له طول العمر ظللت بين الحين والآخر اتصل به اطمئن عليه فأحس بروحه العالية المتوثبة, وفي جنازة والدي التقيته جاء وفاء لمن رحل كما هي عادته مع كل الناس, كنت أتحدث بعد العزاء عن ياسين , فسمعني محمد جلال ابن أختي ليفاجئني بالقول (عمو ياسين يدرس معنا), نحن في السنة نهائي شريعة جامعة تعز وهو معنا بل الأول على الدفعة, ففتحت فمي على الآخر وأذناي ليس استنكارا بل إعجابا, قال محمد : يا خال كل الطلبة الآن يتمنون أن يذاكروا مع زميلنا عم ياسين , وفي الصباح يكون قد حضر قبلنا, وفي الطوابير تراه (يداحش) مثلنا ويأتي حاملا كتبه كالطلاب, ونحن جميعا نحترمه ونجله , قلت: وأنا ازددت احتراما لقد رسخ في ذهني شعار خويلد , بل (من المهد إلى اللحد), الآن استعدوا لقراءة خبر مستقبلي (جامعة تعز تناقش رسالة الماجستير للطالب يا سين الخيبة) وبعده خبر (جامعة .. تناقش رسالة الدكتوراه للطالب ياسين, وبعدها سنتابع أخبار المدرس الجامعي عمو ياسين أطال الله في عمره .. وبرافو ياسين .. وعيني عليك باردة .. نرفع كل كوافينا احتراما وتقديرا.

قد يعجبك ايضا