عمران/ فهد الأرحبي- عبداللطيف المرهبي –
مواطنون: يجب تغليب الوطن والمواطن ومصلحتهما على كل شيئ آخر.
> يقف اليمنيون بمختلف رؤاهم وتوجهاتهم على مفترق طرق فأما أن يمضي اليمنيون قدما نحو الحوار الوطني الشامل الذي لم يعد يفصلنا عنه سوى أيام قلائل أو يتجهوا نحو نفق مجهول.. يتفق الكثير من أبناء هذا الشعب حول كثير من القضايا التي يجب أن يتحاوروا حولها وتأخذ القضية الجنوبية محورا مهما يليها قضية صعدة وحرب صيف 94م وغيرها من القضايا..ويأخذ شكل الدستور ونظام الحكم في البلد والوضع المعيشي للمواطن محوراٍ آخر في قضايا الحوار ومع ذلك يتفاءل الكثيرون بمضي الحوار قدما نحو تحقيق أهدافه التي أصبحت مطلبا شعبيا.. في سياق هذا الموضوع التقت »الثورة« مع عينات مختلفة من أبناء محافظة عمران وخرجت بالحصيلة التالية:
> في البداية التقينا الأخ شائف عبدالله الجابري من المركز المدني للدعم والمناصرة الذي تحدث قائلاٍ: نتطلع أن يشخص مؤتمر الحوار الوطني كل القضايا بشفافية حتى يستطيع ايجاد الحلول المناسبة وأن يكون هناك تقبل لكافة الآراء وبالتالي عدم الإقصاء أو التهميش بداعي الأكثرية أو قوة الميدان بل أن يتم الاعتماد على ما يخدم الحل الأمثل لأي قضية قد تطرح .
ويرى الجابري ضرورة أن يحمل الحوار طابع المكاشفة أكثر من السياسة والدبلوماسية لأننا كلنا يمنيون والمفترض من بداية الحوار أن يكون الهدف هو اليمن وأن القضية واحدة للتغلب على أي مصالح سياسية أو شخصية ايضا أن لا يتم وضع خطوط حمراء من بداية النقاش بل جعل المجال مفتوحاٍ والاستعداد على التعايش والتعامل مع الحل مهما كان ففي النهاية أكيد هدفه مصير الجميع .
ويشخص الجابري أهم قضايا الحوار في أربع قضايا أو محاور هي:
- الحوثين
- القضية الجنوبية
- شكل الدستور الجديد
- التعليم
أبعاد استراتيجية
ويعتقد في ذات الوقت أن الحكومة إلى الآن لم تتبن برنامجاٍ إعلامياٍ توعوياٍ قوياٍ موجهاٍ نحو كافة الشعب في القرى والمدن والمغتربين لغرض الحشد والتأييد للحوار الوطني وأهمية مخرجاته. ويضيف أن الوضع الآن يوضح أن الحكومة فقط سوف تنفذ المؤتمر كإسقاط واجب أمام الأمم المتحدة والخليجيين لذا لابد من العمل الميداني بشكل سريع للخروج بشيء ملموس وإسعافي لكل الأحداث الأخيرة إلى العمل التنموي ايضا لابد من تجهيز برنامج موجه إلى المشاركين في الحوار وقبل انطلاق المجموعات الحوارية يكون كل فرد قد تجرد من الصبغة الفكرية للجهة التي يمثلها حتى نبتعد عن نقل المماحكات السياسية والمذهبية إلى جلسات المؤتمر ولضمان مخرجات أفضل تحمل أبعاداٍ استراتيجية لبناء دولة مؤسسات مدنية.
رؤية سياسية
> الأخ/عبدالله عمران مدير عام الشئون الاجتماعية والعمل بالمحافظة عبر عن آماله من مؤتمر الحوار بالقول: الذي نريده من الحوار تحديد رؤية سياسية واقتصادية وفي كل المجالات وتحقيق الأمن والاستقرار والمواطنة المتساوية وحياة كريمة تحقق للمواطن اليمني تأتي على شكل رؤية تقدم من كل حزب والمعنيين ومختلف المشاركين في مؤتمر الحوار حول المحاور المطروحة على المؤتمر على أن تعطى القضايا الأكثر أهمية كالقضية الجنوبية وقضية صعدة والقضايا الأمنية والاقتصادية وتحديد ملامح النظام السياسي في المستقبل.
تغليب مصلحة الوطن
> من جانبه تحدث فايز قطيش الذي يعمل في مجال التدريس قائلاٍ: أتمنى من أطراف الحوار الوطني تغليب الوطن والمواطن ومصلحتهما على كل شيء والترفع عن النزعات والمماحكات السياسية والحزبية ونسيان الماضي وعدم التجريح أو الإساءة إلى أي فرد من أفراد اليمن سواء كان ذا منصب أو مواطن أو من النظام السابق وعدم تهميش أي طرف من أطراف الحوار الوطني…نريد العيش بسلام على أرض الوطن نريد تحسين الأوضاع المعيشية نريد خفض الأسعار التي وعدونا بها نريد اجتثاث الفساد والمفسدين نريد تطبيق بنود المبادرة الخليجية على الكل ليس على طرف واحد نريد أن يكون التنافس على بناء الوطن وتقديم الأفضل للوطن والمواطن وبالديمقراطية والانتخابات الحرة والنزيهة دون الاقتتال والتجريح والإساءة إلى أي طرف نريد أن يكون كافة اليمنيين إخوة ووحدويين وأن لا يصدقوا للأيادي الخارجية التي لا تريد مصلحة اليمن وتريد أن تخرب فيه وأن نقف كلنا يدا واحدة ضد من يخرب في اليمن أيا كان انتماؤه وأن نقول للمفسد أنت مفسد دون مجاملة أو محاباة نريد أن نفتح مشاريع استثمارية تعمل فيها الأيدي العاملة الوطنية نريد تشجيع المبدعين والمخترعين وفتح مراكز للبحث العلمي نريد من القيادات أن يبنوا اليمن ويقدموا لليمن منجزات أكثر وأفضل من منجزات النظام السابق كي نتغنى بها نريد الوطن أولاٍ فوق كل اعتبار ونريد أن يكون الحوار مفتوحا مباشرة أمام الرأي المحلي عبر شاشات التلفزيون.
نظام الحكم
> محمدعلي المصنعي – رئيس اللجنة التحضيرية لحزب العدالة والبناء محافظة عمران – تطرق في حديثه إلى الدولة المدنية التي يتطلع أن يخرج مؤتمر الحوار برؤية واضحة لبنائها حيث قال: نريد من الحوار الوطني الخروج برؤية واضحة لبناء دولة مدنية حديثة يسودها النظام والقانون دولة مؤسسات مواطنة متساوية للجميع رئيس وحكومة من أجل اليمن لا يمن من أجل الرئيس والحكومة من خلال وضع دستور يحقق الأهداف التي يصبو إليها الجميع. وأردف قائلا: شكل الحوار طبعاٍ لايهمنا الشكل بقدر مايهمنا المضمون والمخرجات شريطة أن يشارك الجميع في الحوار دون إقصاء أو تهميش وأيضاٍ نتمنى أن لا يرفض أحد الحوار مهما كان سقف مطالبه فيتم وضعها على طاولة الحوار وفي المقدمة القضايا الأكثر أهمية من وجهة نظري كالقضية الجنوبية بالدرجة الأولى وقضية صعدة والدستور وبناء الدولة ونظام الحكم إضافة إلى أسس بناء الجيش والأمن والمصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية وقضايا الشباب والحقوق والحريات وقضايا التنمية وقضايا المرأة و…. .الخ من القضايا التي تهم الوطن والمواطن .
ثلاث أمنيات
> حامد الخدري -موظف- أوجز حديثه في ثلاث أمنيات يرجو أن يخرج بها مؤتمر الحوار وهي حسب قوله: الخروج بخطوط عريضة تعيد هيبة الدولة وتجمع كل الأطراف تحت لوائها وأن لا تكون هنالك طائفة ولا حزب ولا قبيلة فوق القانون وأيضاٍ الخروج برؤية واضحة لبناء دولة مدنية حديثة وقوية وأن يخرج المؤتمر بمعالجة القضايا العالقة وتعديل الدستور وكذا الخروج بحلول جذرية للقضية الجنوبية وقضية صعدة وقضية الأمن (أمن المواطن) وقضية الاقتصاد في البلاد وتعديل الدستور ونظام الحكم.
مفهوم العدالة
> أما الأخ صادق العليي-طالب ماجستير- فقال: أتطلع أن يخرج مؤتمر الحوار اليمن من عنق الزجاجة وأن يجد المواطن اليمني بعد الثورة التي ضحى من أجلها دولة لا “ثروة” قلة قليلة تعتقد في نفسها أنها هي التي فعلت ما فْعل وهي في الحقيقة منها كل شيء براء أما شكل الحوار فأرغب في أن يكون بآلية تسمح لليمنيين أن يتشاوروا بكافة أطيافهم على أن يكون الشباب الحاضر الأبرز في تلك التظاهرة ولا قضية أهم في الحوار من القضية الجنوبية وقضية صعدة وقبل ذلك وذاك الحفاظ على هيبة الدولة وصناعة جيش جمهوري حقيقي وترسيخ مفهوم العدالة والمساواة في لبنات المجتمع.
الأخ جلال الجلالي – موظف حكومي: تضمن حديثه جملة من المطالب حيث قال: أطالب المشاركين في مؤتمر الحوار إصدار قرارات وتوصيات وطنية جريئة تتضمن إقصاء المشيخيات والمتنفذين من الساحة السياسية والوظيفة العامة وتسريح المجندين على أجندات حزبية وإرجاع المنقطعين لأنهم أحق ومصادرة الأراضي الممنوحة أو المنهوبة في كل المحافظات لصالح الدولة وتسليم الأسلحة من قبل الميليشيات القبلية والحزبية والانفصالية للسلطة.
تحقيق حلم اليمنيين
> الأخ/ يحيى طواف تحدث هو الآخر بالقول: لقد أصبح نجاح الحوار الوطني يمثل حلماٍ لكل أبناء اليمن لأن الأزمة التي مرت على البلاد أثرت على كل المجالات لاسيما الجانب الاقتصادي والأمني حتى أصبح كل أبناء اليمن يبحثون عن مخرج يوصل البلاد إلى بر الأمان ففكرة الحوار الوطني جاءت استجابة لكل أبناء اليمن والجميع يعول عليه إخراج اليمن من هذه القضايا العالقة التي أعاقت كل مجالات الحياة كما نتطلع من المشاركين الممثلين لمختلف شرائح المجتمع اليمني في الحوار الوطني أن يبذلوا كل ما لديهم من طاقة وسعة صدر التي من خلالها تساعد على تحقيق حلم أبناء اليمن والوصول بالبلاد إلى برنامج يخدم كل الوطن ويوجد السيادة للقانون وأن لا أحد يسود على القانون وإعداد مصفوفة شرعية تحقق البرنامج الحقيقي للحكم الرشيد.
تطلعات وآمال
> وتحدثت الأخت / منى ناجي محسن – عضو مجلس أمناء مركز الشباب للتنمية وحقوق الإنسان- عن أهمية انعقاد الحوار وأهمية التعاطي معه بالقول: لابد أن يبدأ الحوار في موعده ومن اللازم على كافة القوى اليمنية التعاطي الإيجابي والصادق والمخلص مع الحوار وعلى الجميع أن يدرك جيدا أنه لا يمكن أن تقوم لليمن قائمة ما لم يسع المتحاورون إلى إنجاح الحوار ومعالجة الاختلالات السابقة والقائمة سياسيا واقتصاديا وقانونيا بما يلبي تطلعات المواطنين في بناء دولة اتحادية عادلة تضمن المساواة والمواطنة الحقيقية وبناء مجتمع ديمقراطي مدني ولدي تفاؤل بأن الحوار سيمضي قدما نحو تحقيق أهدافه التي أصبحت مطلباٍ شعبياٍ وأملاٍ كبيراٍ لدى عامة الشعب وإن كانت هناك مخاوف فهي تتمثل في رهان البعض على مراكز القوى في نجاح الحوار مع أن العائق المحتمل ومن خلال مراجعة الماضي القريب يتمثل في ذات القوى وبدرجة رئيسية غير السياسية التي لا تريد لليمن الانتقال إلى المستقبل المنشود من خلال تصحيح نظام الحكم وقواعد الإدارة الرشيدة لمؤسسسات الدولة فما يتحتم علينا وعلى المعنيين بالحوار الرهان على الشعب وتفويت الفرصة على تلك القوى التي تسعى إلى تحقيق مصالحها وتمرير مشاريعها باستنادها إلى الثروة والسلاح الذي عملت على تكوينه من خيرات الوطن طيلة السنوات الماضية وعلينا أن ندرك أن تلك القوى لا يمكن أن ترى في مسألة وجود دولة نظام وقانون حقيقية إلا استهدافاٍ لذاتها ومشاريعها الخاصة.
محاورة قيادات الحراك
> عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني الأخ فرحان وهفان قال من جهته: أتمنى على القوى المتحاورة توقيع ميثاق شرف ينص على أن اللجوء للسلاح يعتبر خيانة وطنية يحكم مرتكبيه على ضوء هذا الميثاق وكذا وضع برنامج وطني للإعلاميين بحيث أن لايخرجوا عن القضية الوطنية أو يحاولوا السبق لنشر الأخبار غير المسؤولة وفي هذه الحالة تضر بالحوار لأنه قد يكون بعضه أسراراٍ.
كما أتمنى من اللجنة الفنية محاورة باعوم والنوبة وغيرها من قيادات الحراك الجنوبي من أجل إشراكهم في الحوار ولا يجب العداء لهم أو تجاهلهم لكونهم أصحاب قضية وهناك مظالم موجودة لايستطيع أحد أن ينكرها .
وأضاف: أهم موضوع هو القضية الجنوبية وعليه نتطلع إلى أن يقر مؤتمر الحوار إعادة التعاونيات التي نهبت من بعد حرب صيف94م والأراضي التي نهبت على المنتفعين سواء أفراد أو جماعات والمؤسسات لأن وضع الجنوب يختلف عن وضع الشمال . كما أن قضية المناطق الوسطى لا زالت تعاني إلى الآن ويلات الحروب والبعض من أبنائها مشردون في الخارج والداخل لا ذنب لهم لأنهم كانوا وحدويين كذلك أبناء منطقة شرعب والوازعية في تعز وكذلك أبناء سفيان وبني عبد وظليمة في عمران هؤلاء كلهم متضررون من الحروب أيام النظام السابق على ذمة عمل الحركة الوطنية المطالبة بتوحيد البلاد آنذاك هذه القضية يجب معالجتها ضمن التعويضات وإعادة الإعمار للمتضررين إضافة إلى تطوير التعليم وتطوير الأجهزة الأمنية وعدالة توزيع المشاريع والثروة وتطوير وسائل الإعلام بحيث يكون إعلاماٍ هادفاٍ لأن هناك مناطق في اليمن لا تعرف ماهي الوحدة ولا الجمهورية .
كما ان تطويرالحوار بحيث يصل إلى المحافظات والمديريات ومعرفة مشاكل الناس والإطلاع شيء مهم. وكذلك لابد من محاكمة المتسببين في قتل شباب الثورة والعمل على الحد من الذين يتعاملون مع الخارج ضدالوطن.
> عادل الأشموري موظف قال: دعونا نعود إلى الوراء قليلاٍ ونتأمل المرحلة التي مرت بها الثورة التي ضحى من أجلها كثير من شبابنا بأرواحهم الزكية وسندرك أهمية الحوار الوطني الذي نريده نحن الشباب أن يعيد لليمن أمنه واستقراره وأن يجعل كل طرف يقبل بالآخر كشريك أساسي في بناء الوطن وأن يعيد للإنسان كرامته وإنسانيته وينمي الإحساس بالوطن والمواطن ويوفر لشبابنا طموحاته المستقبلية ويحقق العدل والمساواة وبناء الدولة المدنية وليس الدولة القبلية إضافة إلى ذلك أن يرتقي بالإنسان اليمني ثقافيا وفكريا وعلميا.
تجريم التقطعات
> ويرى الأخ أمين الطماح -نائب رئيس الجبهة الوطنية الحرة -عضو المجلس الثوري – أن مناقشة القضية الجنوبية وقضية صعدة والمناطق المتضررة أثناء الحركة الوطنية وإعادة الممتلكات المنهوبة العامة والخاصة إلى أصحابها شيء مهم وأساسي ويدفع باتجاه إنهاء الفوضى.
وأضاف: كما نتطلع أن يخرج الحوار بحلول لقضايا الثأر عن طريق إيجاد محاكم مستعجلة ومنع التقطعات وتجريمها وإلزام أجهزة الأمن بالقيام بمهامها دون اللجوء إلى الأتاوات من المتضررين من المواطنين يقابل ذلك رفع الأجور والمرتبات والمكافآت لمن يعمل ومحاسبة المقصرين أيضا بناء الاقتصاد الوطني وتفعيل موارد الدولة من خلال وضع استراتيجية لاستثمار الشريط الساحلي وتفعيل المنافذ البحرية والمناطق الحرة للصالح العام ووقف استيراد السيارات واستلام العائدات من الصادرات النفطية إلى خزينة الدولة وإلغاء المعاهدات والعقود السابقة في مشروع الغاز المسال وتشجيع المزارعين ودعمهم بالمشتقات النفطية والأدوات الزراعية وتفعيل الواجبات الزكوية إلى خزينة الدولة وبناء الحواجز والسدود وتغذية المياه الجوفية كما انه يجب عدم قبول أو مشاركة من تلطخت أيديهم بدماء اليمنيين أيام الثورة الشبابية الشعبية ومن الحراك الجنوبي ومحاسبتهم.