إحساس متدربة
أ أمل صالح العمري*
أ/ أمل صالح العمري* –
إنها مجرد فكرة بسيطة بذرت حباتها في تربة خصبة لتنبت أشجارا خضراء تحمل ثمارا يانعة لتقطفها وتتذوق ألذ ثمارها فتاة ريف اليمن.
نعم إنها فكرة طيبة فكرة التعاقد مع فتاة ريف خريجة ثانوية عامة لبعض محافظات الجمهورية اليمنية حيث استهدفت بعض المحافظات اليمنية وخصوصا في ريف تلك المحافظات المستهدفة بالتعاقد مع حملة شهادة الثانوية العامة من فتيات الأرياف في مجال التربية والتعليم ودعمهن الدعم اللازم أثناء تدريبهن وتأهيلهن وأثناء عملهن في المدارس ليصبحن معلمات في مدارس ريفهن.
وكانت محافظة ريمة ضمن سبع محافظات استهدفن حيث تم التعاقد مع 75 معلمة من خمس مديريات في المحافظات وقد تم تأهيلنا وتدريبنا لحصولنا على شهادة الدبلوم المتوسط خلال ثلاث مراحل وذلك خلال وقت الصيف وبعد كل مرحلة تدريبية يتم تواجدنا في المدارس للتطبيق حيث كانت المرحلة الأولى في محافظة الحديدة في المعهد العالي للتدريب والتأهيل الموافق 8/6/2010م ومن ثم انتقلنا إلى محافظتنا الجميلة ريمة لنكمل مشوار التأهيل والتدريب في المعهد العالي بمحافظة ريمة والذي استكملنا فيه المرحلتين الأخيرتين واختتمت الدورة التدريبية الثالثة والأخيرة في يوم الثلاثاء الموافق 16/10/2012م وهنا كانت نهاية البداية لمعلمات الريف مسار سريع دفعة أولى في ريمة.
الدفعة الأولى
واحتفل بتخرج الدفعة في يوم الأربعاء الموافق 17/10/2012م بحضور قيادات المحافظة وأعضاء ومدراء وعموم المديريات وأعضاء هيئة التدريس والتأهيل بالمعهد العالي بالمحافظة.
وكنت إحدى خريجات معلمات الريف في محافظتي “ريمة” دفعة أولى حيث فاضت مشاعري ليكتب قلمي عما أحسست به كمتدربة أثناء التدريب والتأهيل كمعلمات ريف.
فمن كلمة تدريب أبدأ كلماتي نعم إنها كلمة مكونة من خمسة أحرف فقط تلك الكلمة التي ذاعت في الأرجاء حيث عبرنا من خلالها في بحر العلم الواسع لنستخرج أجمل لألئها من قيم ومبادئ واتجاهات ومهارات وأخذنا من نورها إشعاعات ذهبية لنسلطها على أجيالنا الواعدة لغرس العلم والفضيلة فيهم ولإزالة الجهل والرذيلة عنهم.
وانطلقنا من خلالها إلى الفضاء الرحب لنصطاد أفضل نجوم المعرفة فالآن استطيع أن أقول أننا خلال الدورة التدريبية درسنا نعم تعلمنا تدربنا نعم ونعم.
مشاعر النجاح
نعم ذلك التدريب حيث انبثقت منه الأفكار وترعرعت المهارات ونمت الإبداعات وترسخت القيم والاتجاهات حيث ضربت معلمة ريف ريمة أروع الأمثلة أثناء التدريب والتأهيل فكان لهن الكثير والكثير من الأنشطة المستمرة بدون كلل وحرصهن الحرص الشديد على تلقي المعلومات وترجمتها إلى واقع ملموس تجلى ذلك في الإبداع المتميز أثناء التطبيق العملي لكل معلمة منا.
أستطيع القول بأني إحدى معلمات الريف اكتسبت العديد من المهارات التربوية اللازمة لي في الميدان كمعلمة وأحسست وفرحت فرحا كبير بنجاحي وتفوقي لأول مرة. ففي السابق فرحت نعم لكن ليس بكل حواسي فقد أحسست بالنجاح في المرحلة الأساسية بحاسة واحدة وفي الثانوية بحاسة أخرى كذلك ولكنني اليوم أحسست بها بجميع حواسي لمستها بيدي فنثرت عبيرها في الأرجاء فشممته حتى غاص في أعماق سري في الأوردة والشرايين.
كخرير مياه فكنهر جار فخريره موسيقى سمعتها في أدني حينما رأيته بعيني واستمتعت بالنظر إليه بعد تلذذي بمذاقه الراقي ولن أنسى تلك اللحظة في حياتي.
ولن تستطيع معلمات الريف أن تضرب أروع الأمثلة إلا بوجود من ساندها على تحقيق هذا النجاح وهم مدرب بوبا الأفاضل تدربنا على أيديهم الكريمة فكانوا وراء التطور الملحوظ لمعلمات الريف يوما بعد يوم وقد انبهرنا بوجود كادر تدريبي متميز وماهر ومبدع ويعمل بكفاءة تربوية عالية ونادرة في محافظتا الجميلة ريمة فكان لهم الفضل الكبير بعد الله في إكسابنا العديد من المهارات التربوية اللازمة لنا في المدارس.
> معلمة ريف- محافظة ريمة